"مصارعة الكباش" منافسة يشهدها عيد الأضحى بالجزائر

يزداد شغف الجزائريين بكبش عيد الأضحى المبارك لما يمثّله لهم من رمزية وقدسية، فيما يزداد ولع الشباب والأطفال بنوع آخر من الكباش، وهي تلك المدرّبة والمخصصة للتناطح، أو ”الدقا” كما يحلو للجزائريين تسميتها، لذا تجدهم يقطعون المسافات ويتنقلون بين الأحياء المعروفة لمشاهدة والإثارة والحماس، بحسب ما ذكرته صحيفة “الخبر” الجزائرية.
”الفاغابون” و”صدام” و”بيدبول” و”بريفو” و”الزندة” و”طيارة” و”الأفغاني” و”الصاروخ”.. هي ألقاب كباش ”الدقا” التي يتم تداولها بقوة بين الشباب والأطفال، حتى إنها أضحت تنافس شهرة لاعبي كرة القدم.
ويخضع الكبش لعملية تسمّى “ربط الكبش” ليصبح جاهزاً للمنافسات، حيث يُودع في غرفة منعزلة، بحيث يجب أن لا يرى أي كبش آخر، ويتم ربطه بحزام وسلسلة حديدية حتى لا يتحرك كثيراً، أما من ناحية الأكل فيجب تقديم الشعير والتبن ذي النوعية الجيدة، وتتراوح فترة ربط الكبش ما بين سنتين إلى 4 سنوات وبعدها يكون جاهزاً للنزول إلى الميدان.
التونسيون متفوقون


وأجمع الجزائريون على أن التونسيين متفوقون عليهم في مجال ربط الكباش، فهم يعتمدون على أساليب وطرق، كالمشي بالكبش على الشاطئ وحقنه بمنشطات، كما طوّروا سلالات، فالذيل أو ”اللية” في الكبش التونسي تكون غليظة، أما في الجزائري فهي عادية، لكن بعد الجمع بين الكبش التونسي والنعجة الجزائرية ظهر نوع لديه ذيل ”كروازي”.


ويولى الكبش المربوط الرعاية التامة بجزّه وعرضه على البيطري كل شهرين، والسهر على نظافته خاصة في الأقدام وخلف القرون، كما أنه يجب نزع ”ليلام” وهي تشبه الشفرات تنبت مع القرون.


وتعود أسباب ارتفاع ونزول سعر الكبش المربوط إلى المهارات والقوة التي يتمتع بها، فإذا برز في المباريات وتغلّب على عدد كبير من أقوى الكباش فإن سعره يرتفع، إلا أنه بمجرد أن يخسر في مباراة فإن سعره ينزل إلى الأسفل.


ولا يقتصر الهوس بالكبش المقرن على فئة معينة، بل إن هناك أطباء ومحامين وحتى مَنْ يشغلون مناصب كبيرة لا يستغنون عن مشاهدة مباريات “الدقا”، بل ويحرصون على اقتناء ”كبش مقرن” للأضحية.
تصفيات على مستوى الكباش


وعن كيفية تتويج ”الكبش” ببطل الجزائر، فتتم تصفيات على مستوى الكباش في الأحياء على مدار السنة، وبعد كل مصارعة يظهر كبش مقاتل، وبعد سلسلة من التصفيات تخرج مجموعة مكونة من 8 كباش تخوض هي الأخرى مباريات ثمن النهائي وربع النهائي ونصف النهائي، ليتبقى في الأخير كبشان يتصارعان على لقب بطل الجزائر، وتنطلق المنافسات مباشرة بعد شهر رمضان، لتتوقف أيام العيد.


و”بطل الجزائر” هي منافسة تمتد لسنوات عديدة وليست وليدة الأمس، فالعاصميون لايزالون يتذكرون الأسطورة ”طيارة” الذي كان مملوكاً لشخص من ”المدنية”، تربع على اللقب لمدة 4 سنوات، قبل أن يسقط أمام ”الزندة” من الحراش والذي سقط بدوره أمام ”الأفغاني” من عنابة والذي قدر سعره آنذاك بـ84 مليوناً.


ولهذا العام سيكون النهائي المثير بين كبش “الفاغابون” في مواجهة مع “صدام” بغابة “لابريزدو2″ بعد عيد الأضحى المبارك.