hayemfr
عدد المساهمات : 23234 نقاط : 69351 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 28/09/2012 العمر : 41
| موضوع: المستهلك وقفة رمضان.. الأسعار في البال..فهل تشعل اللهفة الاقبال؟ الأربعاء فبراير 06, 2013 5:47 am | |
| تحقيقات الشروق
المستهلك وقفة رمضان: الأسعار في البال .. فهل تشعل اللهفة الاقبال؟
تونس ـ «الشروق»:
ساعات تفصلنا عن شهر رمضان المعظم الذي استعدت له جميع الأطراف وهيأت الظروف المناسبة لاستقباله. لكن يبقى هاجس ارتفاع أسعار المواد الغذائية مسيطرا على أحاديث الناس لارتباطه بضرورات الانفاق الاستثنائية لأغلب العائلات وتزامن هذا الشهر المبارك مع عديد المناسبات التي تتطلب هي الأخرى مصاريف كبرى ولتزايد الاقبال واللهفة أحيانا على عديد البضائع مما يتسبب في ارتفاع أسعارها واختفائها من الأسواق. عن هذه الهواجس وكيف أعد المستهلكون أنفسهم لتجاوز صعوبات هذه المناسبة. أجرينا هذا التحقيق في عدد من ولايات الجمهورية.
القيروان : أسعــــــار نخبوية والحل في الضغط على المصاريف وتجنـــب اللهفــــــــة
القيروان ـ «الشروق»: قبيل أيام من حلول شهر رمضان تكثفت الحركية داخل أسواق القيروان في ما يشبه الكر والفر بين المستهلك والتاجر أسواق تزخر بكافة المنتجات من خضر وغلال ولحوم اختلفت ألوانها لكنها اتفقت على عنصر واحد وهو ارتفاع الأسعار جعلت المستهلك يراجع حساباته. ورغم الحديث عن وفرة الانتاج الفلاحي، فإن الأسعار لم تهدأ وواصلت صعودها بشكل ملفت جعلت المستهلك مندهشا ومحتارا بين احتياجات قفته وما تقبض يمينه. فقد شهدت اللحوم ارتفاعا صاروخيا بلغ 15 دينارا للكيلوغرام من لحم الضأن والبقر كما واصلت الأسماك ارتفاعها وأصبح السمك صعب المنال. وحدث ولا حرج عن أسعار الفواكه حيث تجاوز العنب الدينارين وحافظ البطيخ والدلاع على سقف الأسعار. كما ارتفعت أسعار الخضر. فالطماطم التي تشهد ذروة الانتاج (خصوصا في القيروان) والتي تباع بمائة مليم لمعامل التحويل تجاوزت النصف دينار.. وبين هذا وذاك يطل الثوم بسعره المذهل الذي بلغ نحو 10 دنانير. أسعار.. للنخبة المستهلك الذي تلقى ضربات قاسية من هذه الأسعار أصبح يجري عمليات حسابية كثيرة قبل التوجه الى السوق وعندما يصل، فإنه يحاول اقامة موازنة بين ميزانيته وشهواته. السيد توفيق الجهيناوي خرج من السوق ببعض الثمار مؤكدا أنها غالية الثمن. وأكد أن الأسعار المعروضة نخبوية وليست في متناول الجميع مبينا قوله «من لديه المال يشتري». وفي المقابل فإن المستهلك محدود الدخل عليه أن يتخير المواد الأقل سعرا حتى وان كانت أقل جودة بحسب السيد توفيق. وأكد وجود خيارات لدى المستهلك حسب امكانياته المالية. التقليص في الاستهلاك أما السيد المولدي العرفاوي (موظف)، والذي كان يصطحب أحد أبنائه الى السوق فأكد وجود ارتفاع في أسعار مختلف المواد جراء كثرة الطلبات. وبين أن المستهلك يضطر الى اقتناء حاجياته مهما ارتفع السعر. وعن كيفية التوفيق بين الأسعار والامكانات أكد السيد المولدي أنه يعتمد محاولات اقتصادية تعتمد التقليص من الكميات خصوصا وأن شهر رمضان بالنسبة إليه ليس موسم الاستهلاك. وفي المقابل دعا المولدي الجهات المعنية الى مراقبة الأسواق خصوصا الفوضوية ومراقبة الأسعار والجودة داعيا الى تنظيم الأسواق على غرار المدن الأوروبية. تفادي اللهفة من جهته يرى السيد يوسف (متقاعد) أن سبب ارتفاع الأسعار هو كثرة اقبال المواطنين بالخارج على مختلف المواد اضافة الى لهفة المتسهلكين وخشيتهم من نفاد الكميات وحرصهم على توفير «العولة» قبيل قدوم شهر رمضان. وهذا الأمر جعل الأسعار ترتفع عن امكانيات أصحاب الدخل المحدود خصوصا اللحوم والأسماك. وبين السيد يوسف أنه ليس أمام رب الأسرة سوى مراعاة ميزانيته وعدم تكليف نفسه ما لا يطيق مؤكدا أنه يعتمد على الخضر واللحوم البيضاء وبعض أنواع الأسماك. وتوقع بالمقابل أن تتراجع تلك الأسعار مع تراجع لهفة المستهلك. ناجح الزغدودي
سوسة: الأسعار من نار.. والمستهلك محتار «الشروق» ـ مكتب الساحل: لا يفصلنا عن الشهر الكريم سوى يومين، والجميع على قدم وساق لتوفير مستلزمات شهر الصيام وبطبيعة الحال، فإن الشهوات تبلغ ذروتها خلال هذا الشهر وتكون الأسواق الملاذ الوحيد لتوفير ما يشتهيه الواحد منّا ويحاول قدر الامكان، إن لم نقل أكثر منه جعل مائدته متنوعة المأكولات والمشروبات بغلالها وأسماكها ولحومها وما لذّ وطاب. المتجول بأسواق باب الجديد وسوق «العراوة» وغيرها بسوسة يلاحظ ذلك بالعين المجردة. «كل شيء متوفر.. لكن الأسعار فوق الخيال».. هكذا استهل السيد المنصف بن فضيلة حديثه لـ«الشروق».. السيد المنصف وجدناه يتجوّل بأسواق «المدينة العتيقة» ويحمل أكياسا يبدو وكأنها «عولة» رمضان.. يقول محدّثنا: «عندما تتجوّل داخل الأسواق تلاحظ بدون أدنى شك توفر كل شيء، وبالتالي تطمئن على «مائدتك».. لكن عندما تدقق النظر في لافتات الأسعار، فإنك ستصاب بخيبة أمل خاصة إذا كان جيبك محدود الدخل.. تصوّروا سمك «السردين» تجاوز سعره الـ3 دنانير؟! إذا كانت «السردينة» بهذا السعر، فما بالك بـ«الصبارص» الذي يعتبر أساسيا لتشكيلة «شربة الفريك» الرمضانية؟.. إنه فعلا متوفر بحجم صغير وسعر كبير.. ثمن الكيلوغرام الواحد لا يقل عن الـ4 دنانير. ويواصل السيد المنصف بن فضيلة تذمره من ارتفاع الأسعار مؤكدا أن الأمر يتجاوز الأسماك واللحوم ليرمي بظلاله على الخضر والغلال قائلا: «انظروا أسعار البطاطا والفلفل والطماطم إنها أسعار لا تطاق». أما عن الغلال فحدث ولا حرج (هنا قاطعناه بالسؤال عن سبب شرائه لكل ما يحمله داخل الأكياس بما أنه يتذمر من ارتفاع الأسعار). فأجاب: «.. لقد ادخرت مبلغا محترما من المال حتى تكون مائدتي خلال الأيام الأولى من الشهر الكريم متكاملة ومتنوعة.. ثم كيف يمكننا نحن الرجال مجابهة «شهواتنا» خلال هذا الشهر المبارك؟.. نفعل كل المستحيلات لتوفير كل شهواتنا. حتى لو وصل بنا الأمر الى الاقتراض أو الحصول على قروض بنكية». ودعنا السيد المنصف بن فضيلة وواصلنا الجولة عبر أزقة المدينة العتيقة.. وبوصولنا الى سوق «العراوة» (وهي السوق الشعبية الأولى بمدينة سوسة والمعروفة بأسعارها المنخفضة عن بقية الأسواق). انتبهنا للحركة الكثيفة داخلها وخارجها، وبحكم علمنا المسبق بأسعار الأسماك خارج هذه السوق حاولنا الوقوف على ما بداخلها.. كل شيء كان على ما يرام لكن الأسعار غير عادية لمرتادي هذه السوق.. «لقد ارتفعت بصفة ملحوظة».. هكذا صرح لنا السيد محمد الصالح كاهية الذي أفادنا بأنه من الحرفاء القارين لهذه السوق وأن ما يشاهده الآن من أسعار يعتبر رهيبا بالمقارنة مع ما كانت عليه سابقا لكنه في الآن ذاته يعتبر ذلك عاديا بحكم الفترة الحالية التي تعيشها المدينة والتي شهدت حضورا مكثفا وزيارات عديدة للأشقاء الجزائريين والليبيين. مما يجعل وتيرة الاستهلاك على أشدها. مضيفا الى ذلك حرص النزل المنتشرة بالجهة على توفير جميع مستلزمات حرفائها من خضر وغلال وأسماك ولحوم. وبطبيعة الحال، فإن كثرة الطلب على مثل هذه المستلزمات تولّد بدون شك ارتفاعا في الأسعار. ويضيف السيد محمد الصالح كاهية: «أتوقع انخفاضا في الأسعار خلال الأيام القليلة القادمة بعد عودة الأشقاء الى بلدانهم سينخفض الطلب على المواد الاستهلاكية وبالتالي ستنخفض معها الأسعار». الجدير بالذكر أن جميع من شاهدناهم يجوبون أسواق مدينة سوسة كانوا يتذمرون علنا من ارتفاع الأسعار، لكن في المقابل يحرص كل منهم على اقتناء ما يلزمه لقفة رمضان حتى أن البعض منهم همس لنا بأنه يخيّر قضاء حوائجه ومستلزماته قبل حلول الشهر الكريم لأنه يتوقع مواصلة ارتفاع الأسعار و«قفزها العالي» كما يتوقع شق آخر احتكارا متوقعا لمواد يعتبرها أساسية مثل البطاطا والبيض. أنيس الكناني
قفصة: مقاومة الاحتكار وسيلة للتحكم في الأسعار «الشروق» ـ مكتب قفصة: أيام قليلة تفصلنا عن حلول شهر رمضان المبارك وبقدر ما لهذا الشهر من خير وبركة تتجلى أهم مظاهره في العبادة، فكذلك تشهد من خلال سلوكيات المواطن تغيرا ملحوظا يتجلى بالأساس في اقتناءاته واستهلاكاته الغذائية وشهواته مع ما يقترن من انفلات في السيطرة عليها رغم توجساته من هاجس ارتفاع الأسعار التي عادة ما تعرف ذروتها خلال هذا الشهر وما في ذلك من تأثير على الطاقة الشرائية والميزانية العائلية. حول استعدادات المواطن لذلك ومعرفة انطباعاته أجرينا هذا التحقيق من خلال جولة ببعض الفضاءات التجارية. في البداية لاحظنا بعض الازدحام بأهم الفضاءات التجارية واقبالا على اقتناء العديد من المواد الأساسية (الأواني والمعجنات والسكر..). أمّا محلات الجزارة فقد لاحظنا على غير عادة الأيام السابقة وفرة في عرض الذبائح وحول ذلك كانت هذه الآراء. بلقاسم عمايدية (متقاعد)، حدثنا عن هواجسه قائلا مهما توفر من بضائع ومواد على اختلافها، فإنّ أسعارها تعتبر باهظة جدّا وشهدت قفزة ملموسة مقارنة بالسنة الفارطة والتي سبقتها، فالثوم مثلا بلغ ثمنه 8 دنانير لكغ الواحد وهو غير متوفر وكغ لحم الخروف ثمنه 13 دينارا. أما عن الدڤلة (المخزنة) فحدث ولا حرج بجهة تشتهر بإنتاجها لها، وهذا مردّه بالأساس التقصير في كبح جماح مضاربة المحتكرين والقشارة. أما السيد رضا رجب (موظف)، فأشار الى أن جميع المواد أسعارها مرتفعة وتتصاعد خلال هذا الشهر ولا يتعين بأية حال تحميل المواطن المسؤولية بتعلة اللهفة والافراط في الاستهلاك ولعلّ البسطاء يجدون ضالتهم في الأسواق العشوائية التي عادة ما تكون أرفق ثمنا. السيد رضا معمري (موظف)، قال في ذات الصدد، مهما حاولت الهياكل الادارية التحكم في الأسعار فهي مشطة جدا ولاحظت أنه باقتراب شهر رمضان بدأت أسعار العديد من المواد ترتفع. وأرى أن العديد من العوامل ساهمت وتساهم في هذا الارتفاع وللمستهلك دور بارز لعدم قدرته على السيطرة على نفسه في ما يقتنيه.
المنذر الحبلوطي : الحل في التحكم في الشهوات وتخيّـــر الأســـــــــــــواق تونس المدينة: تونس ـ «الشروق»: تستعد العائلات التونسية لاستقبال شهر رمضان المعظم وعلى غرار كل جهات البلاد عاشت عائلات العاصمة على وقع هذه الاستعدادات التي أوشكت على النهاية لتنطلق المصاريف اليومية التي تختلف من عائلة الى أخرى بحسب الامكانيات المادية خاصة. يقول السيد محرز وهو صاحب كشك: «رمضان بقسمو» كل ما يأتي شهر رمضان إلا وتنفتح أبواب الرزق ومع ذلك فالمواطن مطالب بحسن التصرف والاحتياط من بعض الممارسات الخاطئة على غرار اللهفة وراء بعض الكماليات التي تضر بميزانية العائلة. ويضيف: «نحن في العائلة نقتصر على ماهو ضروري سواء الحليب أو اللحوم أو الغلال وبعض الحلويات ولا فائدة أن نملأ المائدة بشتى المأكولات التي تلقى فيما بعد خاصة أن رمضان في الصيف يحدّ كثيرا من شهية الأكل». أما السيد سالم وهو حارس ليلي باحدى العمارات فيقول: «من حسن الحظ أن بالعاصمة عديد الأسواق الشعبية التي تمكننا من توفير حاجياتنا من الخضر والغلال بأسعار معقولة خاصة بالنسبة لمن هو غير قادر على أسعار الفضاءات التجارية الكبرى». وفيما يخص الجودة يضيف محدثنا: «بقطع النظر عن الجودة فإمكانياتنا المادية لا تسمح لنا بغير الأسواق الشعبية التي توفر بضاعة متوسطة ولكن أسعارها تبدو معقولة رغم ارتفاعها مقارنة بالأيام العادية». كما يقول السيد سالم أن مائدة رمضان بالنسبة له لا تختلف كثيرا عن مائدة العشاء فالمال قليل والمتطلبات كثيرة. من جهة أخرى تحدث السيد منذر وهو موظف عن الأسعار قائلا: «للأسف أسعار رمضان مضاعفة بالنسبة للأسعار العادية ورغم ذلك فالاقبال كبير نتيجة كثرة الشهوات. فالعين تأكل قبل المعدة». ويضيف: «المعدنوس» و«الكلافس» أسعارها ملتهبة ولكنها ضرورية واللحوم ثمنها باهظ ولكنها ضرورية والبيض كذلك وحلويات السهرة ضرورية للمة العائلة واستقبال الأحباب والأصدقاء وكل هذه الضروريات تتطلب ميزانية خاصة تثقل كاهل «صاحب الشهرية». فما بالك بمن لا دخل له». وعن نتائج مصاريف رمضان يقول: «مصاريف رمضان طريق الى التدين بمساندة من بعض البنوك التي تستفيد من مثل هذه الوضعيات كما أن التونسي يسعى الى «تدبير الراس» لمجابهة مصاريف رمضان ثم العيد والعودة المدرسية ومن قبل الاصطياف والأعراس». ظروف صعبة تتفق أغلب التدخلات على الظروف الصعبة التي تمر بها عديد العائلات في العاصمة المطالبة بتوفير مصاريف الكراء والنقل وديون البنوك بصفة شهرية تضاف إليها المصاريف الخاصة بشهر رمضان وهي مناسبة تعود التونسي على الاستجابة فيها لمختلف الشهوات المتعلقة أساسا بكل أنواع المأكولات ومثل هذه الظروف تتطلب حسب المتدخلين حسن التدبير والتصرف خاصة أن المصالح المعنية حريصة على توفير متطلبات السوق بالكمية اللازمة فلا فائدة من اللهفة وتجاوز الامكانيات المادية للعائلة. محمد بن عبد اللّه
قابس: ارتفاع الأسعار يعيد «العولة» إلـــــى الصــــــــدارة «الشروق» ـ مكتب قابس يبدو أن موسم «الخلاعة» والاصطياف سيغادرنا هذه السنة بصورة مبكرة ليترك مكانه لمصاريف أخرى ستتتالى تباعا لتثقل كاهل رب الأسرة بدءا برمضان ثم العيد فالعودة المدرسية.. وتزداد المخاوف من شهر الصوم بعد الارتفاع المشط للأسعار الذي شهدته مختلف المواد الاستهلاكية هذه الصائفة لأسباب مختلفة. «الشروق» التقت عددا من أهالي قابس لمعرفة استعداداتهم لهذا الشهر الفضيل ومواقفهم من ارتفاع الأسعار وكيفية تعاملهم معه والحلول التي يرونها للخروج بأخف الأضرار. الاجتماع شبه كلي على أن ارتفاع أسعار الخضر والغلال هذه الصائفة لم تشهده المدينة منذ سنوات وفي ذلك يؤكد توفيق الحناشي: «منذ سنوات عديدة لم أشهد ارتفاع أسعار الخضر والغلال خلال الصيف بهذه الكيفية، وقد يكون لذلك أسباب موضوعية كنقص الأمطار وتخزين المنتوجات لترويجها خلال رمضان، حيث يهون كل شيء لارضاء شهوات العين والبطن وبالنسبة لي فقد وجدت ضالتي وحل مشكلة ارتفاع الأسعار في الأسواق الأسبوعية الشعبية التي تبقى رغم ما يقال عنها رحمة «للزوالي» وملاذ رب الأسرة المسكين فتراني أتتبع هذه الأسواق وأشتري منها احتياجاتي اليومية أو ما يكفيني خلال يومين على الأقل وبذلك أتمكن من المحافظة علىتوازنات الميزانية، بل أحاول في بعض الأحيان أن أقتصد ولو القليل من المال تحسبا لكل طارئ واستعدادا للعيد وللعودة المدرسية». الاقتصاد نصف المعيشة المحافظة على ميزانية العائلة وراءه الى جانب ما ذكره توفيق عنصر أساسي وهي الأم المدبرة كما تذهب الى ذلك عائشة شقرة وهي جدة خطت السنون على وجهها تاريخا طويلا أكسبها خبرة كبيرة في حسن التدبير واعتباره نصف المعيشة كما تقول: «بصراحة مرت علينا سنون في الماضي كان فيها للمليم قدره فكنا نتدبر أمرنا للمحافظة على معيشتنا بحسن استغلال ما يتوفر لدينا من امكانيات وعادة ما تساعدنا العولة في تجاوز مختلف الأزمات. ففي فترة الرخاء نستعد بإعداد عولة كل ما يخطر ببالك وتتعاون على ذلك العائلات فترانا في كل يوم ببيت من البيوت نتعاون ونحول من المناسبة فرصة للتلاقي والفرح بل أن بعض الزيجات تمت خلال «العولة» وتضيف عجوز السبعين متحسرة على زمن مضى ولن يعود: «أما الآن فيا حسرة على بنات اليوم فقد تغيرت العادات ولم يعد للعولة مكان إلا في ما ندر وتكون في أغلبها فاقدة لروحها وجوهرها». لا للتبذير سلوى في الأربعينات من عمرها استاذة جامعية كانت تنتقي بعض الخضر الورقية علىمهل والبائع يرمقها بعين حانقة وصدر يغلي كالمرجل قبل أن يدعوها اما الى الشراء أو المغادرة. .. مشهد يتكرر مع أكثر من مواطن رغم أن الاختيار من حقوقه سألناها عن أسعار الخضر والغلال واستعداداتها لشهر رمضان فأجابت بسرعة من ينتظر السؤال: «المنتوجات كما ترى متوفرة رغم انعدام جودة بعضها ولكن الأسعار ترتفع من أسبوع الى آخر مع اقتراب شهر الرحمة. فالبطاطا كانت في الأسبوع الفارط بـ600 مليم لترتفع الى أكثر من 750 مليم بل ان جودتها متدنية الى أبعد الحدود وقس على ذلك باقي الخضر الأخرى التي اختفت أنواعها الجيدة لتجد أمامك منتوجا لم نكن قبلا نلتفت إليه والأدهى من هذا وكما شاهدت بعينيك فالبائع يرفض أن يتركك تختار من سقط الخضر ما يمكن أن يمنحك القليل من الرضى عما تشتري. أما الغلال فقد هجرت الأسواق وسكنت المبردات لتهل علينا مع هلال رمضان وقد عانقت أسعارها عنان السماء ولا عزاء «للزوالي». وتضيف الأستاذة الجامعية أن ارتفاع الأسعار خلق لدى البعض وعيا بضرورة المحافظة على ما يتوفر لديهم من مواد استهلاكية وعدم تبذيرها وضرورة التحكم في المصاريف والاستهلاك حسب الحاجة. نبيل العمامي
بنزرت: حرص على توزان «القفة»، و«العولة» على الخط مكتب «الشروق» ـ بنزرت: بالتوازي مع استعدادات الهياكل الجهوية والمحلية والأطراف الاقتصادية المسؤولة عن التزود وضبط الحاجيات وضمان توفر كل المواد خلال شهر رمضان تعيش العائلات بجهة بنزرت في الفترة الحالية على وقع تحضيرات حثيثة تعكس بدورها تقاليد خصوصية لاستقبال شهر الصيام والتصدي لحالات الغش والارتفاع الذي قد يطال أسعار عدد من المواد الأساسية. وفي هذا الصدد لاحظت السيدة سلوى أن طبيعة استعداد العائلة البنزرتية خضع لسنوات لعادات مميزة تعود الى الأجداد والمتمثلة خصوصا في «العولة» وما تشمله من مواد أساسية يقع إعدادها مع مطلع كل صائفة بالديار من فلفل وتوابل وكسكسي. وهو الأمر الذي ـ حسب وصف المتحدث ـ سيخفف بدوره من وطأة ارتفاع عدد من أسعار المواد الأساسية على امتداد أيام شهر رمضان المبارك. السيدة آمال من منطقة بنزرت المدينة شددت لدى تدخلها على أن «كل قدير وقدرو» وبأن حسن التصرف واختيار المستهلك لمصادر تزويده سواء من الأسواق أو من الفضاءات الاقتصادية والتجارية من شأنه أن يساهم في الحدّ من بعض السلوكيات المتّسمة باللهفة والتبذير غير المبرر. القناعة وضغوط «الشهرية»!! الحاجة «درعية» التي كنا قد استوقفناها في منطقة «البياضة» من قلب مدينة بنزرت أوضحت بعد ابتسامة أن «القناعة» والابتعاد عن بعض السلوكيات السلبية وأبرزها التهافت اللاّواعي على اقتناء مواد وحاجيات تبقى غير ضرورية من شأنه أن يحقق توازن وتنوع «قفة رمضان» على غرار الأيام والأشهر العادية من الستة. أما السيدة سعيدة البوغانمي من معتمدية جرزونة بالجهة فقد شدّدت في ختام لقائنا معها على أن مقاومة الاحتكار وارتفاع الأسعار تمر عبر حسن التصرف اضافة الى الوعي بضغوطات كل مناسبة خصوصا هذه السنة التي ستعرف توارد الاحتفالات والأعياد والعودة المدرسية تباعا. إيمان عبد الستار | |
|
Admin Admin
عدد المساهمات : 2790 نقاط : 3704 السٌّمعَة : 21 تاريخ التسجيل : 18/02/2010
| |
ALIAS
عدد المساهمات : 896 نقاط : 896 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 20/05/2012
| |