سجن كبير يحاكي ظلم الجدار



باقة الشرقية.. سجن كبير يحاكي ظلم الجدار




باتت أرضُ الضفة المحتلة حقلَ تجاربٍ يتفنن الاحتلالُ في زرعه بالمستوطنات والأسيجة الفاصلة والبوابات والحواجز، ناهيك عن الطرق الترابية المخصصة لآلياته العسكرية، وآلاتِ المراقبة الإلكترونية والجدران الكهربائية التي تعزز استيلاءَه على الأرض وحرمانَ أصحابِها منها.



وليسَ جدارُ الفصل العنصري ببعيدٍ عن تلك الأساليب الإغتصابية، فعامُ ألفين واثنين حمل معه خطة جديدة لاحتلال يخشى ألعاب الأطفال وأسلحتَهم المزيفة، فابتكر إنشاءَ جدار أسماه بالعازل أحياناً والأمني أحياناً أخرى، وما هو إلا جدارٌ عنصريٌ خانقٌ يتلوى كالأفعى بين قرى الضفة ملتهماً الأراضيَ والمحاصيلَ الزراعية، حتى البيوتُ أنفسُها لم تسلم من مساراته الظالمة التي كلُ هدفِها الاستيلاءُ على مزيد من الأرض الفلسطينية بذريعة حماية المستعمرين.



مئات القرى من شمال الضفة إلى جنوبها تأثرت سلباً جراء الجدار العنصري، فإما صادر أراضيها وإما فصلها إلى قسمين حتى حال بين الجار وجاره، أو منع مزارعيها من الوصول إلى أراضيهم.



ومن ضمنِ تلك القرى المكلومة ما زالت قرية باقة الشرقية شمال مدينة طولكرم تقاسي ويلاتٍ أسقطها الجدارُ ذاتُه عليها، فلم يكتف بفصلها عن شقيقتها باقة الغربية، بل عزلها عن كل أراضي الضفة المحتلة مانعاً أيَ فلسطيني من الوصول إليها، إلا بتصريح خاصٍ من سلطات الاحتلال، الأمر الذي أدى إلى سلبها مكانة متميزة كانت تحظى بها اقتصاديا بسبب موقعها الملاصق للأراضي المحتلة عام ثمانية وأربعين.



خمسةُ كيلومترات من الحجارة المتجاورة بارتفاع ثمانية أمتار شكلت جداراً عزل سكان القرية عن الضفة والأراضي المحتلة عام ثمانية وأربعين، فأصبحت سجناً يحوي أكثر من أربعة آلاف شخص لا يجدون سوى الزراعةِ مصدرَ دخل يعتاشون منه حاليا، رغم مصادرةِ مائتين وخمسين دونماً وأكثرِ من ثلاثة آلاف شجرة زيتون لصالح الجدار البغيض في أولى مراحل إنشائه.



ولا تقتصر أضرارُ ذاك البناء الضخم على مصادرة الأراضي، بل تتعداها إلى حرمان مدارس القرية من المعلمين الذين يقطنون خارج حدودها، فمنذ بناء الجدار لم يتمكنوا من اجتيازه للوصول إلى مدارسهم، فاضطروا إلى تركها معتمدة على المعلمين المحليين، وما محاولةُ الوصول إلى المستشفيات خارج حدود القرية في الحالات الطارئة إلا قصةُ ألم أخرى يفتعلها احتلال يأبى إلا زرعَ الغضب في نفوس الفلسطينيين.



ولا تشفعُ الساعات الثلاثة التي أصبحت تفصل بين باقة الشرقيةِ والغربيةِ للمواطنين أمام الحواجز العسكرية التي لا ترحم كبيراً ولا صغيراً، فتلك المسافة كانت لا تتعدى الثلاث دقائق في أي مركبة عادية، ولكن الحواجز تأبى إلا أن تشارك في نسج قصة معاناة أخرى أبطالُها الفلسطينيون، أما النهايةُ فثباتُهم كفيلٌ بتحديدها.










الجدار على حد بيت من النزلة وبجواره شارع خدم اهل القريتين قبل الجدار ، والان يخدم اهالي باقة الغربية ...














هذه الصورة مصغره ... نقره على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 700x237 والحجم 46 كيلوبايت .




2003





















































لصور لمنطقة الحاجز ، بين باقة الغربية والشرقية ، وقرية نزلة عيسى ...




السوق امتد الى ما بعد الحاجز الذي لم يكن اساسا ، امتد الى اراضي النزلة وباقة الشرقية ... شرقا ...







الصورة المرفقة