أفتى الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بأن الجدار الحدودي الذي تقيمه مصر على الحدود بينها وبين غزة «محرم شرعاً»، ودعا «كل أصدقاء مصر» أن يضغطوا عليها لتتراجع عن هذه «الجريمة»، مذكراً الحكومة بأن «مصر التي خاضت حروباً أربع من أجل فلسطين يجب ألا تقوم بعمل هو ضد الفلسطينيين مائة في المائة».
جاء هذا في بيان أصدره الشيخ القرضاوي، ليتوج عدداً من الفتاوى أصدرها علماء من الأزهر قبل أيام، وحرموا فيها بناء الجدار. وذكر القرضاوي الحكومة المصرية بقوله تعالى: «إنما المؤمنون إخوة»، وقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ولا يخذله».. معنى لا يسلمه: لا يتخلى عنه، وقوله عليه الصلاة والسلام يقول: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً». وقال: إنما لجأ أهل غزة إلى هذه الأنفاق ليستطيعوا منها أن يجدوا البديل عن المعبر، المغلق في معظم الأيام، حتى أمام قوافل الإغاثة الإنسانية، فإذا مُنعوا من هذه الأنفاق، فمعنى هذا ان مصر تقول لهم: موتوا، ولتحيا إسرائيل. إني لم أقابل مصرياً حراً إلا وهو ساخط على الجدار الحديدي، وما قابلت عربياً ولا مسلماً ولا إنساناً شريفاً في شرق أو غرب، إلا ينكر إقامة هذا الجدار الذي لا نظير له إلا جدار إسرائيل العازل. كما أرجو من مصر التي خاضت حروباً أربع من أجل فلسطين، ألا تقوم بعمل هو ضد الفلسطينيين مائة في المائة، وهو لحساب الإسرائيليين المتربصين مائة في المائة، وأن تتقي الله في إخوانها المظلومين المحاصرين، ولتخش من حرارة دعوات المظلومين المنكوبين، فإن دعوتهم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: «وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين». وإنا لنستعين على كل ظالم وجبار بسهام القدر، ودعاء السحر، وكل أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره. ربنا إننا مغلوبون فانتصر، مظلومون فانتقم، متضرعون فاستجب، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث!