بعد أن كان الإسلام دين الغالبية العظمى في تلك القارة.. أصبح الآن لا يزيد عد المسلمين فيها عن الثلث! مع الوضع في الاعتبار أن جزءًا كبيرًا منهم من العرب المسلمين، فأفريقيا ذات المليار نسمة انخفض عدد المسلمين فيها إلى (316) مليون نصفهم من العرب في الشمال الإفريقي.
أي أن أفريقيا غير العربية لا يتجاوز عدد المسلمين فيها الـ(150) مليون نسمة .. وبلا شك كان لحملات التنصير دور كبير في هذه النقلة لمسلمي القارة .
ففي أفريقيا الآن مليون ونصف مليون كنيسة .. وعدد أعضاء هذه الكنائس 46 مليون نسمة.. وفي كل ساعة يتحول إلى النصرانية 667 مسلم... وفي كل يوم 16 ألف وفي كل عام 6 مليون .. هذا ما تقوله إحصاءات المنصرين!!


القارة بين التبشير والتنصير

هناك مفهومان.. يجب ألا نخلط بينهما..
مفهوم التبشير: وهو دعوة غير المسيحيين إلى الديانة النصرانية أو المسيحية.. وهذا حق لكل مسيحي كما هو حق لكل مسلم أن يدعو إلى الإسلام كما هو حق لكل صاحب دين أن يدعو لدينه.
مفهوم التنصير: إعداد الخطط وتطويرها لتحويل المسلمين إلى النصرانية باستغلال الجهل والفقر واستغلال الظروف والحاجات الإنسانية لإخراج المسلمين عن دينهم.
إذا فالتنصير حركة دينية سياسية استعمارية بدأت بالظهور بعد فشل الحروب الصليبية بهدف نشر النصرانية بين الأمم المختلفة في دول العالم الثالث عامة وبين المسلمين خاصة بهدف إحكام السيطرة على هذه الشعوب، فهو عمل جماعي منظم خططت له الكنيسة ودول أوروبا التي لها أطماع في الشعوب الإسلامية.
ويوجد في إفريقيا وحدها حوالي 120.000 مبشر ومبشرة يقومون بتنصير الآلاف يوميًا من المسلمين.
ويساعدهم في ذلك ثلاثة عوامل:
1-انتشار الفقر والجهل والمرض في معظم البلدان الإفريقية.
2-النفوذ الغربي في كثير من البلدان الإفريقية.
3 -ضعف الحكام الذين يسيرون لهم السبل رغبًا ورهبًا أو سيطرة حكام غير مسلمين (من الأقليات الدينية) على الحكم ؟؟؟ ترك الاستعمار أفريقيا في أيديهم.

ومن أساليبهم المستخدمة لتحقيق أهدافهم فتح المدارس الأجنبية وتصدير البعوث التبشيرية وانتشار المجلات الخليعة والكتب العابثة والبرامج التليفزيونية الفاسدة والسخرية من علماء الدين والترويج لفكرة تحديد النسل والعمل على إفساد المرأة المسلمة ومحاربة اللغة العربية وتشجيع النصرانية القومية.

أهداف المنصرين
ولهم عدة أهداف منها:
1- أهداف دينية تتمثل في:
-تشويه صورة الإسلام وحجب محاسنه عن الغرب لإقناعهم بعدم صلاحية الإسلام لهم كنظام حياة، خاصة وأن المحاربين في الحروب الصليبية رجعوا إلى بلادهم وقد حمل: بعضهم صورة مشرقة لحسن الإسلام وسماحته.
-صرف المسلمين عن دينهم وأن لم يدخلوا بعدها في النصرانية باستخدام سلاح التشكيك والافتراء لإضعاف العقيدة الإسلامية في النفوس.
-تنصير المسلمين وذلك بفتح المدارس التعليمية للنشء الصغير وتغيير المناهج الدراسية بما يخدم أهدافهم وباستغلال الخدمات الطبية والمساعدات الإنسانية لتنصير الشعوب الفقيرة والمنكوبة.
-تربية زعامات تقود الرأي بعيدًا عن الأفكار الإسلامية.
2- أهداف استعمارية:
فهم يهدفون لخضوع المسلمين لحضارتهم وثقافتهم خضوعًا لا تقوم لهم بعده قائمة، ويساعدهم على ذل إضعاف المقاومة الروحية والمعنوية في نفوسهم، عن طريق التشكيك في تراثهم وعقائدهم.
3- أهداف سياسية:
عن طريق بث الدسائس وصنع المؤامرات بهدف إحداث الفرقة بين الدول الإسلامية.
ويقوم مجلس الكنائس العالمي والفاتيكان وهيئات أخرى بالإشراف والتوجيه والدعم المالي لكافة الأنشطة التنصيرية وتتوفر مصادر تحويل ثابتة من تخلف الحكومات والمؤسسات في الدول الغربية وعن طريق المشروعات الاقتصادية والأراضي الزراعية والأرصدة في البنوك والشركات التابعة لهذه الحركات التنصيرية مباشرة وحملات جمع التبرعات التي يقوم بها القساوسة من حين لآخر وتوجد هيئات ومراكز البحوث والتخطيط يعمل بها نخبة من الباحثين المؤهلين.
ومن أهم تلك المراكز:
-مركز البحوث التابع للفاتيكان.
-المركز المسيحي في نيروبي.
-مركز المعلومات المسيحي في نيجيريا.
-مركز البحوث التابع لمجلس الكنائس العالمي.
2500 محطة تنصيرية وتبشير

ومن أمثلة إمكانياتهم الضخمة.. أنهم يمتلكون حوالي 2500 محطة إذاعية على مستوى العالم بـ64 لغة قومية تشن هجومًا صريحًا ضد الإسلام.
كما يذكر أن مجموعة الإرساليات الموجودة في 38 بلدًا إفريقيًا يبلغ 111.000 إرسالية بعضها يملك طائرات تنقل الأطباء والأدوية والممرضات لعلاج المرضى في الغابات وأحراش الجبال.

أمثلة من حوض النيل:
أوغندا :
في أوغندا نسبة كبيرة من المسلمين يعانون من الفقر والجهل رغم أن غالبية السكان مسلمين حيث أن الدعم الإسلامي الذي تقدمه بعض البلدان الإسلامية قليل جدًا مقارنة بالدعم الذي يقدمه مجلس الكنائس العالمي والمنظمات الكنسية الأخرى لدعم جهود التنصير في أوغندا وسائر البلدان الإفريقية الأخرى.
فالمؤسسات التنصيرية تملك 45 إذاعة أهلية في أوغندا تبث برامجها على مدى24 ساعة وتوجه أغلبها للمسلمين وفي المقابل هناك إذاعة واحدة باسم (روت أفريقيا) يملكها المسلمون وهناك (10) محطات تلفزيونية تنصيرية ولا توجد محطة واحدة للمسلمين وأنشأت هذه المؤسسات عشرات المدارس، والكليات يستغلونها لنشر الفكر المسيحي فمثلا هناك 20 جامعة مدعومة من مجلس الكنائس العالمي في مقابل جامعة إسلامية واحدة والتي تشرف عليها منظمة المؤتمر الإسلامي.

أثيوبيا:
بعد أن كانت ملاذ المسلمين الأوائل من الاضطهاد تحولت أثيوبيا (بلاد الحبشة) إلى وكر كبير للتبشير والتنصير في أفريقيا وشهدت مذابح لهم ، وبها محطات تنقلية للبعثات التبشيرية المختلفة الي عمق القارة الأفريقية جنوبا .

كينيا:
كينيا يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة ،ربعهم من المسلمين يتمركزون في مدينة (ممباسا) الساحلية حيث يوجد في كينيا كلها 900 مسجد مقابل 25000 كنيسة ونصف هذه المساجد غير صالح.. فهي مسقوفة بالجريد بينما الكنائس لها ميزانية ضخمة وتعول الأيتام لاستغلال ظروفهم وإخراجهم من دينهم وتنصيرهم!!

جنوب السودان:
تنهمر المساعدات من المؤسسات التبشيرية على حركة التمرد ويدعمها برلمانات أوروبية بهدف منع تحول السودان ككل الدولة إسلامية.. ومع أن سكان الجنوب أغلبهم مسلمين (18%) مقابل 17% مسيحيين والباقي وثنيون، فالتبشير مستمر