،
،
،
مساحة مُشاهداتي اليوم من مكتبي في العمل ،،دفتر التوقيع للمعلمات يتوسط مكتبي .... وكلما دخلت إحدى المعلمات هرعت إليه موقعة .. ولا تسألوني عن المتأخرات ،،فإحداهن تدخل وهي تُقدم رجل وتُأخر الأخرى ...ولسان حالها يقول ..ليت المكتب خالي .
ولا يُثير غضبي غير تلك التي تتأخر وتدخل وهي شامخة الرأس واثقة الخطى وكأنها أول الحاضرات ..
وإذا سألتها لماذا التأخير ..أجابت ..ربع ساعة تأخير ...والله إنكم معقدين ..
وعند إستلام الرواتب ...هي أكبر من تُناقش الحسميات وتثور لخصم تأخير ربع ساعة !!
وعجبي ....!!
ليتهن أحسن لهذا العمل ...حتى تكون رواتبهن حلالاً صافيًا ..!
[
في كل صباح ،، تدخل بكل أدب تُلقي السلام وتسأل عن الأحوال ،، تُمسك القلم وتوقع ثم تسألأ سؤالها الذي يُحرجني في كل يوم ..((أستاذه ..نور ... تآمريني بشي ))
فإن قلت لها لا ...إنصرفت وهي تبتسم وتدعو ...
عجيبة تلك الإنسانة في أخلاقها وأدبها ...لم أُلاقي خلال سنين عملي من يتحلى بأدبها ،، قد تتسآئلون ..لماذا لم أتعلم منها ؟! حاولت أن أكتسب منها بعض الصفات ...وتعلمت القليل ...ولكنها في كل صباح تأسرني بالجديد من أخلاقها وأدبها الجم ...الطبيعي والغير متصنع ..
عجبي !!
لماذا لا نكون كأدب هذه الإنسانة حتى أننا لن ننال سوى الذكر الحسن ...
جائتني في ذلك الصباح عاملة منزلية ..تُريد أن تُسجل طفلة عمرها ست سنوات ..في مدرستنا ..سألت العاملة أين الطفلة أجابت بلهجة سعودية قوية ..هي نايمة بالبيت ...قلت حرام أصحيها وأنتو لسة ما بديتو
قلت لها : لازم أشوفها وأتأكد من سلامة نطقها وعقلها ..
ردت بكل ثقة : والله إنها صاحية أكثر مني ومنك ...وبتفحمكم
طلبت منها ان تحضرها معها المرة القادمة ..وأرادت الخروج ناديتها ...للإشباع فضولي ..أين أمها ؟؟
قالت : المدام ما تصحى قبل الساعو إثنين الظهر ..عشان طول الليل هي عندها ضيوف !!!
قلت : ومين جابك
قالت : طبعا المستر ...هو يصحى بدري عشان الدوام ..كلمته وقلت له التسجيل بيخلص علينا وجا الله يوفقه !!!!!!!!
لا أدري من حقي أن أقول ....وعجبي !!!!
لا أُخفيكم ..أنني بعد أن خرجت هذه العاملة المنزلية ...أردت أن أبكي من الألم ...على حال نسائنا
للعلم .... هذه العاملة كانت تحضر لنا في كل إجتماع امهات ،،، وتحضر في وقت تسديد كل قسط ،،، وتحضر في الحفل الختامي ،،، وتفاجأت في الحفل الختامي ..بحضور العاملة نفسها لتشكرنا وتُقدم لنا الهدايا على تعاملنا الراقي مع إبنتهم ...!!!!!!
وعجبي ..!!
أين أنتي يا ام المستقبل ...لماذا سلمت الراية لهذه العاملة ؟ أما يكفيها أن تكنس وتغسل وتمسح وتكوي ؟؟
أهانت عليكِ فلذة كبدك !! اهان عليك زوجك الغالي !! لتجعليها تُحادثه وتتفق معه وتواعده وتخرج معه !!
أفيقي ...أفيقي ...أفيقي
فالكنز الذي تُفرطين فيه غاااااااالي ...وسواكِ يتمنااااه .
هاهي مشاهداتي من فوق مكتبي ...ولعل مشاهدات عملي كثيرة وعسى أن يكون لها جزء ثان.
فانتظروني إن أردتم وأحببتم ..
أترككم في حفظ الله ورعايته .