hayemfr
عدد المساهمات : 23234 نقاط : 69351 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 28/09/2012 العمر : 42
| موضوع: الوثنية تعريفها عقائدها الخميس نوفمبر 29, 2012 12:38 am | |
| الوثنية تطلق على مختلف العقائد التي لا تفرد الله سبحانه وتعالى بالتوحيد، وهي نسبة إلى عبادة الوثن من أحجار وأصنام ، وقد وصف اليونان القدماء ـ الإغريق ـ بالوثنية ، كما وصفت بها المجتمعات العربية قبل الإسلام ، مع الاختلاف في المدى والفهم . فقد كان للوثنية اليونانية أيديولوجية كاملة ، وكان لها فلاسفتها أمثال أفلاطون ، وأرسطو وسقراط ، وغيرهم من الحكماء والشعراء . عقائد الوثنية وللعقائد الوثنية صور متعددة منها تأليه البشر أفراداً كانوا ، أو أسراً ، أو جماعات، كعبادة الملوك والأسر الحاكمة عند قدماء المصريين ، والهنود ، أو كعبادة الميكادو إمبراطور اليابان ، وهو السائد في اليابان حتى الآن . ومن صور الوثنية : عبادة الأنبياء ، والأولياء ، والقديسين ، والأبطال ، ولذلك أمر الإسلام بعدم المبالغة في التعظيم ، والتكريم للأبطال ، والصالحين ، بل والأنبياء أيضاً سداً للذرائع . قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، ولكن قولوا عبد الله ، ورسوله "(1), وقال : "لعن الله اليهود ، والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "(2). ابتداء نشأة الوثنية ورد في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: ﴿لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً﴾[نوح:23]. قال : هذه أسماء رجال من قوم نوح لما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون عليها أنصاباً ، وسموها بأسمائهم ففعلوا ، فلم يعبدوا ، حتى إذا هلك أولئك ونُسِيَ العلم عُبِدت . وقال غير واحدٍ من السلف : لما ماتوا عكفوا على قبورهم . إن أصل عبادة الأوثان ، والأصنام عند جميع الأمم هو نُصُب وتماثيل أقاموها على قبور صالحيهم ، فالعرب ، واليونان ، والرومان ، والمصريون ، والفرس ، والهنود ، والصينيون هؤلاء كانت الآلهة التي أخذوها ، وأوثانهم التي عكفوا على عبادتها أصلها نصب ، وتماثيل أقاموها على قبور صالحيهم ؛ لتذكرهم بما كانوا يوصونهم به من الفضائل ، والمثل ، والخلق الكريم فلما بعد العهد بهم خلف من بعدهم خلق نسوا ذلك الغرض ، واتخذوها آلهة تعبد ، وتقرب إلى الله ، وتشفع عنده. هكذا نسي الناس عهد الله ، وخرجوا عن ملة التوحيد التي هي فطرة الله ، ولم يبق في الأرض يومئذ من يعبد الله فأرسل الله لهم الرسل ؛ ليذكروهم بهذا العهد . نماذج الوثنية القديمة 1ـ وثنية قوم عاد : كانت لهم أوثان اختلف المؤرخون في أسمائها . فقيل كانت ثلاثة وهي : صدا ، وصمودا ، وهرا , وقيل : صدا ، وصمود ، والهباء, وقيل : ضرا ، وضمور ، والهباء(3). 2 ـ وثنية قوم إبراهيم : كان قوم إبراهيم أهل بابل ينحتون من الخشب ، والحجارة ، ويصورونها، ويجعلونها أصناماً, كما بين الله ذلك على لسان إبراهيم في قوله تعالى: ﴿قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾[الصافات:95-96] وقوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ﴾[الأنبياء:52]، وقوله: ﴿ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً﴾[الأنعام:74] . فهؤلاء أضافوا إلى عبادة الكواكب عبادة الأوثان . 3ـ وثنية قوم شعيب : قال ابن كثير رحمه الله : " وكان أهل مدين كفاراً يقطعون السبيل ، ويخيفون المارة ويعبدون الأيكة وهي شجرة من الأيك ـ الدوم ـ "(4). 4ـ وثنية أصحاب الرس : وأصحاب الرس قيل إنهم قوم كانوا مقيمين على بئر يعبدون الأوثان ، ويقتلون من خالفهم في الديانة ، ويلقونه ، ويرسوه في البئر . وقيل غير ذلك . وكان أصحاب الرس يعبدون الشجر ، والأوثان . 5 ـ وثنية المصريين : كان قدماء المصريين وثنيون يعبدون آلهة متعددة كالبقر ، والحيوانات ، والعجول، والقردة والقطط والتماسيح إضافة إلى الكواكب . وثنية قوم إلياس : وهؤلاء كانوا في بعلبك وكان لهم صنم يسمى بعلاً . 6ـ وثنية العرب : كان العرب على دين إبراهيم وإسماعيل قبل أن تتسرب إليهم الوثنية . حتى ابتلاهم الله برجل اسمه عمرو بن لحي ، فهيمن على الكعبة ، وغير دين إبراهيم ، وإسماعيل بمكة .( الشرك في القديم والحديث لأبي بكر محمد زكريا ) أما في أرض مكة فيقال إن أول من أظهر الوثنية هو عمرو بن لحي الخزاعي الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم يجر أمعاءه في النار ، وكان أول من سيب السوائب وغير دين إبراهيم ، ويقال إنه ورد الشام ، فوجد فيها أصناماً بالبلقاء ، يزعم أصحابها أنهم ينتفعون بها في جلب منافعهم ، ودفع مضارهم ، فنقلها إلى مكة ، وسن للعرب الوثنية(5). وربما يرجع السبب في وثنية هذه الأمم إلى فطرة إنسانية جُبِل عليها البشر ، وهي فطرة التدين والتأله . وعند غياب الأديان السماوية التي تشبع هذه الغريزة في الإنسان تسود في المجتمعات قضية البحث عن معبود ، وإله , وربما يخطئ الناس في البحث عن هذا الإله الذي يستحق العبادة في ظل غياب معاني الديانات السماوية ، أو في ظل التحريف الحاصل لبعضها مما يعكس صورة جسمانية ملموسة عن الإله المعبود لا تلبث أن تتحول إلى أصنام ، وأوثان ، أو إلى نجوم وكواكب يجهل الناس عنها أشياء كثيرة فيستعظمونها في نفوسهم إلى حد التأليه . الوثنيون والإسلام في العصر الحاضر الوثنيون اليوم أقرب الناس إلى الإسلام وذلك لعدة أسباب : 1- لأن في الوثنيين رصيد من الفطرة التي أشرنا إليها سابقاً ، والتي تجعل الواحد منهم يبحث عن الدين ، ويفكر في الإله المعبود . 2- وبسبب الحضارة المادية المعاصرة التي فتحت الآفاق أمام العقل البشري ، وما وصلت إليه اليوم البشرية من الرقي العلمي والزخم الثقافي والمعرفي ؛ لذلك لم تعد الوسائل القديمة التي كانت تتخذ من قبل دعاة الوثنية لم تعد مقنعة لجماهير الوثنيين في العالم اليوم ، حيث يرى الواحد منهم أنه أصبح بمقدوره العيش في الفضاء الخارجي ، والغوص في أعماق المحيطات ، والبحار، بينما يرى إلهه عاجزاً عن تحريك نفسه ، ولو حركة واحدة في الدهر. 3- أن الوثنية تدين لا تناسب مع الفطرة الإلهية التي فطر الله الناس عليها. 4- أن الوثنية القديمة كانت غالبا ً ما تقوم على الخرافة ، والأسطورة ، والخيالات الوهمية ، ولم يعد لهذه الوسائل مجال اليوم ، فالسيادة اليوم للعلم ، والحجة ، والبرهان. 5- وكان للعامل الزمني سببه في ابتعاد الناس عن هذا النوع من أنواع التدين . كل هذه الأسباب وغيرها تعطينا مؤشراً إيجابياً في سرعة استجابة الوثنيين للإسلام، إضافة إلى الواقع المشاهد حيث أن الدارسات تشير إلى أن الإسلام أكثر انتشاراً بين المجتمعات الوثنية منه في المجتمعات التي لها أصول دينية سماوية . كل هذا يضاعف التبعات على دعاة الإسلام ليقوموا بواجب التبليغ لهذا الدين ، ويحمل الدعاة إلى الله والمؤسسات الإسلامية واجباً أكثر حتى تقوم بهذا الدين حجة الله على الخلق ، وحتى تكون هذه الأمة شاهدة على أمم الأرض تبليغها لرسالة الإسلام ، وأدائها لرسالتها الخالدة في هذا الكون . يتبع ان شألله للجميع العقائد على جل اختلافها وارتباطتها ببعض ارتباطات الوثنية بالماثونية وارادكلية واعمال قسطنطين | |
|
mossab12
عدد المساهمات : 2044 نقاط : 2044 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/06/2013 العمر : 34
| |