ربما لم يكن الصبي الصغير بيب جوارديولا جامع الكرات بجنبات ملعب ال كامب نو معقل نادي برشلونة الإسباني يحلم بأنه سيصبح أول مدرب بالتاريخ يقود نادي إسباني لتحقيق ثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا بل وبأول مواسمه على رأس القيادة الفنية لبرشلونة ولأي فريق أول بمسيرته التدريبية .

وكان الكثيرون قد انتقدوا قرار تعيين المدرب الشاب مطلع الموسم مديراً فنياً لنادي برشلونة بعد رحيل الهولندي ريكارد , معتبرين أنه لا يملك الخبرة الكافية لتحقيق طموحات النادي وعشاقه خصوصاً وأنه أتى بمرحلة حرجة بعد موسمين لم يذق بهما الفريق طعم البطولات .

ولكن رئيس النادي الشاب خوان لابورتا والمؤمن جداً بدور الشباب في قيادة القلعة الكاتالونية أصر على منح الفرصة لإبن النادي وأعطاه الثقة وكافة الصلاحيات ليعلن الأخير بشجاعة كبيرة أنه الثلاثي سوبر ستارز البارسا " رونالدينيو , ديكو وصامويل إيتو " خارج خططه ليرحل الأول لنادي تشيلسي الإنجليزي ويخرج الثاني لإيه سي ميلان الإيطالي قبل أن يستمر الأخير مع الفريق بعد فترة شد وجذب ربطته بها تقارير بأكثر من نادي أوروبي .

وعرفت المصاعب مبكراً طريقها لجوارديولا بعدما خسر الفريق أولى مبارياته بدوري الدرجة الأولى الإسباني أمام نومانسيا قبل أن يتعادل على أرضه بالأسبوع الثاني أمام ريسينج سانتاندير لتتعالى الأصوات المنادية بعدم قدرة بيب على قيادة الأحلام الكتالونية ولكن لابورتا احتفظ بثقته اللي صاحبت ثقة الشاب بيب الكبيرة بنفسه وبلاعبيه لينطلق الفريق كالقطار فاقداً نقطتين فقط طوال تسعة عشر مباراة متتالية ليضع اللقب على أبواب كاتالونيا قبل ما يقرب من نصف الموسم .

ونجح بيب في قيادة الفريق لما لم يحققه طوال تاريخه وفي أفضل حالاته بأجيال عديدة عندما سار بشكل متوازن ما بين جميع بطولاته واضعاً تحقيق الثلاثية هدفاً حقيقياً له وللاعبيه .

وافتتح بيب مع الفريق ألقاب الموسم بالفوز بكأس ملك إسبانيا بعدما اكتسح برشلونة نظيره أتليتيك بلباو بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد , قبل أن يعززه خلال أيام بلقب الدوري الإسباني قبل مرحلتين من النهاية ثم الإنجاز الأبرز بالعاصمة الإيطالية روما بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب مانشستر يونايتد الإنجليزي حامل لقب البطولة .

ولم يكتف بيب ولاعبوه بنتائجهم الثابتة والمميزة فشهد موسمهم مهرجاناً لتحطيم الأرقام القياسية بدوري الدرجة الأولى الإسباني بدأ بتسجيل تسعة وخمسين هدفاً خلال الدور الأول للمسابقة , ولازالت أمام الفريق فرصة لتحطيم الرقم القياسي للتهديف خلال موسم بأكمله بمباراته الأخيرة أمام ديبورتيفو لاكرونيا .

وسجل لاعبو برشلونة حتى الآن 104 هدفاً بفارق ثلاثة أهداف عن الرقم القياسي الذي يمتلكه ريال مدريد وحققه بمويم 1989 – 1990 .

وحطم الفريق أيضاً الرقم القياسي لعدد النقاط خلال موسم واحد والذي كان يملكه ريال مدريد أيضاً وذلك بعدما حقق ست وثمانين نقطة قابلة للزيادة خلال المرحلة الأخيرة من عمر المسابقة .

ومواصلة لمسلسل تحطيم الأرقام القياسية بالموسم المثير لبرشلونة تحت قيادة جوارديولا أصبح الفريق أكثر فريق يحقق عدد انتصارات خارج ملعبه حيث عاد بثلاثة عشر فوزاً هذا الموسم كاسراً رقم أتليتيكو مدريد السابق والذي صمد لثلاثة عشر عاماً .

وألحق برشلونة تحت قيادة جوارديولا هزيمة تاريخية بالغريم الملكي ريال مدريد بستة أهداف مقابل هدفين على معقل الأخير " سانتياجو برنابيو " بالعاصمة الإسبانية في مباراة اختارتها الجماهير المدريدية كأكثر المواجهات قسوة عليهم ب " التاريخ " .

ومع نهاية موسم لا يتكرر كثيراً تحول الشاب الذي لم يمنحه الكثيرون ثقتهم مطلع الموسم للمدرب الأبرز والأفضل على وجه المعمورة خلال خطوته الأولى بعالم التدريب ليضع إسمه بأحرف من ذهب بتاريخ الكرة الإسبانية خلال عشرة أشهر فقط .