شيكا خليل
عدد المساهمات : 10008 نقاط : 30030 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 25/06/2013
| موضوع: المرأة ومناهج التعليم بين التقليد والتغريب الجمعة يوليو 05, 2013 8:30 pm | |
|
المرأة ومناهج التعليم بين التقليد والتغريب
المرأة ومناهج التعليم بين التقليد والتغريب
قضية المرأة هي قضية المجتمع الأولى، ومناهج التعليم هي قضية الجيل الآتي وبالتالي
هي قضية المستقبل، وقد كان جان بول سارتر محقا عندما قال: "لا يوجد شيء اسمه
المستقبل.. المستقبل هو ما نصنعه اليوم". هذا القول لا يخالف معنى الإيمان بالقضاء
والقدر، خاصة أن أحد أسباب الجهل والتخلف في مجتمعاتنا هو الفهم الخاطئ للقضاء
والقدر الذي جعل مفهوم التواكل هو الشائع كرديف للتوكل؛ لذلك نحن في حاجة أن نشيع
المفهوم الإيجابي للإيمان بالقدر من أجل بناء مستقبل مزدهر للأجيال القادمة، وأن تتوافر
لدينا الرؤية حول أهدافنا المستقبلية، وأن نبحث عن أفضل الخطط والإستراتيجيات
والسياسات والبرامج -بما فيها التعليمية- التي تمكننا من العبور للهدف المستقبلي. ولا بد
من الاستفادة من كامل الموارد البشرية كلٌ حسب طاقته وقدرته وإمكانياته. وبما أن
المرأة هي العنصر الموازي للرجل كمورد بشري فيجب بحث مشكلة العادات والتقاليد
والتي تمنع المرأة من المشاركة الاجتماعية مع الرجل ضمن الحدود التي وضعها الشرع
الحنيف لهذه المشاركة
نستطيع أن ندرك أين يكمن الخلل في مناهج التعليم في بلادنا العربية على اختلاف
توجهاتها علمانية أم إسلامية، ألا وهو التنشئة على التقليد أو التغريب، وكلاهما ضد
الإبداع؛ لأن المبدع لا يكون مبدعا إلا عندما يكون هو ذاته، لا أن يقلد أباه التاريخي أو
يتشبه بجاره الغربي، فهذه التنشئة في الحقيقة تؤدي إلى تكوين أفراد ذوي سلوك أحادي
الوجهة، فاقد للمرونة، متعال على الغير، رافض للآخر المختلف، وما يزيد الطين بلة هو
ترسيخ الأيديولوجيات القومية أو الدينية في أذهان الجيل؛ فالدول العربية ذات
الأيديولوجيات القومية هي علمانية لكنها لا تفصل بين الدين والدولة فحسب بل طالما
أعطى النظام التعليمي والتربوي انطباعا عن المتدين بأنه رجعي بعد أن اعتُبر الإسلام
والعروبة شيئين متضادين بدل أن يُعتبرا من الثوابت الأساسية في مقومات ثقافة الأمة،
علما بأن المقصود بالإسلام هنا هو الإسلام الحضاري الذي قامت حضارته على جهود
أبناء المسلمين حتى لو كانوا غير عرب وعلى جهود غير المسلمين الذين شكلوا وشائج
متكاملة مع المسلمين في نسيج الحضارة الإسلامية؛ بينما نجد أن الدول ذات الطابع
الإسلامي تركز في منهاجها التعليمي على مظهر الإسلام أكثر بكثير مما تؤكد على
جوهره، وعلى وسائله وأدواته أكثر بكثير من مقاصده وغاياته، ولم يفرَّق فيها بين العقيدة
الدينية ونصوصها الثابتة وبين الاجتهادات الفقهية التي من الطبيعي أن تتغير بتغير الزمان
والمكان؛ وهكذا فإن منهج التفكير العلمي الذي كان عاملا مهما في قيام الحضارة العربية
الإسلامية الزاهية أخلى مكانه للأيديولوجيات التي صبغت مناهج التعليم بصبغتها، وكان
هذا من أهم الأسباب التي أفسدت مناهج التعليم كما أفسدت النظرة إلى المرأة؛ فمناهج
التعليم العلمانية توحي بشكل مباشر أو غير مباشر أن المرأة كالرجل فتنكر كل ما بينهما
من فروقات فطرية هي أساسا موجودة لتكامل أدوارهما في بناء الأسرة والمجتمع، بينما
تؤكد مناهج التعليم ذات الأيديولوجيات الدينية أن المرأة أنقص عقلا من الرجل، وهي
بالتالي لا يحق لها أن تتمتع باستقلاليتها عنه وإنما يجب عليها أداء دور التابعة للرجل؛
ويجب ألا يُغفل هنا دور المنهج الموازي أو الخفي والذي يقوم به المعلمون والمعلمات
والمثقفون المتعلمنون والمشايخ المتأسلمون؛ وإذا علمنا أن المرأة هي التي تكوّن شخصية
الجيل بأسره لأنها هي من يُلقى على عاتقها مهمة التربية في سنوات الطفل الأولى
استطعنا أن نلمس بسهولة أثر مناهج التعليم المؤدلجة والمرأة الخاضعة لها على أذهان
أبناء الجيل وبالتالي عدم قدرتهم على إدراك العوامل الأساسية للتخلف في مجتمعاتنا،
ومن ثم استمرار التخلف وتصاعد وتيرته.
| |
|
Youth56
عدد المساهمات : 14630 نقاط : 14632 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 23/06/2013
| |
روح الأسد
عدد المساهمات : 582 نقاط : 580 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 22/06/2013
| |