المقاومة بلبنان عدوى اصابت الصحافيين وفي فلسطين طفل أمير اسمه خالد

زهرة مرعي

8/6/2010

المقاومة بلبنان عدوى اصابت الصحافيين وفي فلسطين طفل أمير اسمه خالد 05qpt97

عاد الجنوب اللبناني من جديد إلى الإعلام ليستنفره ويجعله متأهباً مترقباً. لكنه في الوقت نفسه سجل بطولة للجيش اللبناني الذي تصدى بشجاعة للقوة الإسرائيلية الغازية ولو لشبر من أرض لبنان. وكما بدا من خلال الإعلام المرئي فإن هذا الجيش المعتدي لم يكن ليفهم سوى معادلة: تدخلون أرضنا نستهدفكم بسلاحنا. هكذا وببسالة تصدى الجيش لتلك القوة التي اعتقدت أن قطع شجرة تحجب لها الرؤية في العديسة هي زيارة ودية لأرض لبنان. وكان ما كان من تصد واستنفار وتبادل اطلاق نار على مدى ساعات.
قد يصنف ما حصل بالحادث الأمني رغم سقوط شهداء للجيش وزميل صحافي. لكنه في الأبعاد ليس بحادث منعزل عن ما سبقه من مشاهد ملأت الشاشات يوم السبت الماضي ألا وهي احتفالات الجنوبيين مع أمير دولة قطر بإعادة إعمار البلدات والقرى التي دمرها عدوان 2006. كما أنه مشهد ليس مفصولاً عن احتفالات المقاومة بمرور السنة الرابعة على الانتصار. ودون شك هو عدوان محدد باليوم والساعة، مستهدفاً كذلك جس نبض قائد المقاومة الذي كان مقرراً أن يلقي خطاباً بالمناسبة في يوم افتعال العدوان نفسه. فمن الحدث العسكري الذي هدأ على ترقب في ذلك اليوم، انتقلت الأنظار مساءً لتسمع ردة فعل سيد المقاومة على استهداف الجيش اللبناني وسقوط شهداء وجرحى. وكانت الكلمة التي أكد فيها ضبط النفس من قبل المقاومة، ووضع الذات والقدرات بتصرف الجيش. لكن السيد حسن نصرالله هدد وبالصوت المرتفع والحازم من تسول له نفسه الاعتداء مجدداً على الجيش اللبناني الذي قاتل مكشوفاً، بقطع يده. إنها معادلة التلازم والتلاحم بين الشعب والجيش والمقاومة التي حققت النصر في عدوان تموز، ومن شأنها أن تحققه مجدداً.
وكما سجل الجيش شجاعة في تصديه لهذا العدوان كان المراسلون الصحافيون بدورهم يدفعون ثمن اخلاصهم لمهنتهم. فإلى جانب الجيش وبالقرب من جنوده الشهداء سقط شهيداً مراسل صحيفة 'الأخبار' عساف بورحال. ولم تكن الصور الواصلة إلينا تميز بين شهيد مدني وآخر عسكري. فقد أبى بورحال إلا أن يروي بدمائه تراب الجنوب الذي رافقه كمهني ومقاوم طوال عمره. كذلك كان على الهواء مباشرة الزميل علي شعيب الملقب بالإعلامي المقاوم، يقول لنا إنه ذاهب إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية في قدمه المصابة. وختم رسالته: وسنكمل الرسالة بإذن الله.
في لبنان المقاومة عدوى وصلت إلى المراسلين الصحافيين منذ زمن بعيد، وها هم يصبحون صحافيين شهداء الواجب الوطني والمهني.

في ديارنا أمير
في ديارنا أمير أو الأمير في دياره، كما قال له الجنوبيون في يافطات الاستقبال من طريق المطار إلى الجنوب. يوم جنوبي بامتياز أمضاه أمير قطر في ضيافة الجنوبيين يشاركهم فرحتهم بإعادة إعمار بلداتهم وقراهم، مساجدهم وكنائسهم، بتمويل من دولة قطر. هذا الأمير الذي قرر أن تكون مساعدات بلده للبنان من يده إلى المتضررين مباشرة، أنجز وعده، وفي السنة الرابعة للعدوان كانت البلدات والقرى كما رأيناها على شاشة التلفزيون تعود أجمل مما كانت.
لا شك أن المشهد الجنوبي الذي جمع يوم السبت الماضي إلى جانب أمير دولة قطر وعقيلته كل أركان الدولة اللبنانية، وفي مناسبة الاحتفالات بالنصر شكلّ واحداً من المنغصات للعدو الذي كانت الأحداث تدور على مرأى منه، فعبر عن غيظه بحادثة شجرة العديسة. هذا العدو الذي يتمنى جنوبنا أرضاً محروقة، نغصه أن يحل فيها أمير عربي يدعم مقاومتها ويحيي رجالها الشجعان الذين قاتلوا ببسالة حتى دحر العدوان، ويعيد ما دمره الحقد إلى سابق عهده.
في ديارنا أمير استحق تسلم مفاتيح البلدات التي أنجز إعمارها وأعاد الفرحة لقلوب أهلها وسكانها. في ديارنا أمير مشهد غير مسبوق عربياً. مشهد حتمته بطولات حرب تموز فجاء الجميع يحتفون فوق تلك الأرض التي روت كل شبر منها دماء الأبطال. وهكذا التحم الأمير بالناس، والرؤساء بالشعب الذي خرج للقائهم في تحية ود وعرفان جميل بخاصة للضيف. الجنوبيون جميعهم هتفوا في ذلك اليوم: زمن الهزائم قد ولّى والصبح قريب.

مفاجأة مصرية في 'الحوار المفتوح'

عندما أراد الزميل غسان بن جدو تحديد موضوع برنامجه 'حوار مفتوح' وحصره في الواقع السياسي المستجد على الساحة العربية من تبادل زيارات بين الملوك والرؤساء والأمراء، وجد أن معالجته يجب أن تتم في قراءة لوجهتي النظر اللبنانية المعارضة، والمصرية المعبرة عن الحزب الوطني الحاكم. من بيروت كان النائب السابق ناصر قنديل، ومن القاهرة عضو أمانة السياسات الخارجية في الحزب الوطني الحاكم جهاد عودة. كان طبيعياً البدء مع الضيف المصري، لكن لم يكن طبيعياً ما نطق به هذا الضيف حتى كدنا نحن المتلقين نفتح الأعين والأفواه في محاولة للتصديق. فجهاد عودة وضع الزيارات العربية بين القاهرة ودمشق ومن ثم بيروت في إطار إحياء التوافق 'المصري السوري السعودي من جديد، بدونه لن تكون دولة فلسطينية، ولن يُرد العدوان عن لبنان، وبدونه لن يُمنع استخدام المحكمة الدولية لأهداف شريرة'.
كلام كاد يصيب غسان بن جدو بالصدمة حتى سأل ضيفه إن كان ما قاله تمنيات شخصية أم هي سياسات واقعية؟ فكان تأكيدا يصعب تصديقه حتى اللحظة، حيث قال عودة 'لست رجل تمنيات أقول الواقع'. وأردف مضيفاً إلى الصدمة الأولى صدمة جديدة مفادها بأن السياسة المصرية تنسق بقوة مع سورية والسعودية وقطر لبناء توافق استراتيجي جديد!
ما عدا هذه الافتتاحية المفاجئة للبرنامج كان الباقي يدور في فلكها، محاولاً بناء قراءة بين ما قاله عودة وما سبق لوزير الخارجية المصري قوله بخاصة عن المحكمة الدولية: أتركوها تقوم بواجبها. وطوال الحوار كان الضيف المصري متمتعاً بهدوء الأعصاب ولم يخرج عن هذا النسق في الكلام على الرغم من محاولات غسان بن جدو حشره للوصول إلى إجابات أكثر تحديداً.
انتهت الحلقة وبقيت مواقف عودة مثيرة للتعجب ومفاجأة. لكننا في الحقيقة نتمناها واقعاً من مصر العروبة!

خالد طفل الأربع سنوات يتحدى الاحتلال

هل راقبتم مساء الاثنين الماضي بدقة الخبر القادم مع صور من فلسطين المحتلة على شاشات التلفزيون؟ لا بد لفتتكم تلك الاعتداءات والاعتقالات بالجملة التي نفذها الصهاينة من غزة إلى الضفة. هل لفتكم طفل صغير القامة حافي القدمين يمسك بقميص أبيه بيديه الاثنتين محاولاً تخليصه من جنود العدو؟ المشهد مرّ لمحة كما هي حال كل المشاهد التلفزيونية التي تباغتنا في سرعتها فتمنع عنا رغبة التمحيص في الوجوه. هي صورة لا تمحى بسرعة. طفل بين جنود مدججين بالسلاح يتمسك بوالده. نسي حضورهم ومناظرهم المقيتة، نسي سلاحهم، صارت عاطفته هي السلاح الذي يمتشقه. انه يريد والده، ومن حق كل طفل أن يكون والده معه، وليس في سجن صهيوني.
لحسن الحظ أن الصورة نشرت في اليوم التالي في الصحافة، وتمكنت من التفرس بها جيداً، والوقوع بحب هذا الطفل الفلسطيني الجسور، كما سبق لي وأحببت أحمد من قطاع غزة إبان العدوان عليها. ولحسن حظي مرة جديدة قرأت صباح الأربعاء الماضي في صحيفة 'السفير' بضع كلمات كتبها من رام الله الزميل أمجد سمحان وفيها وصف تفصيلي لحال الطفل الذي صار بالنسبة لي من لحم ودم وروح، وصار له اسم، فتضاعف حبي الصامت له. إنه الطفل خالد محمد فضل الجعبري ابن الأربع سنوات. حكى الزميل أمجد قصته وهي التي لم تقتصر على المشهد السريع الذي مرَّرته لنا وسائل الإعلام الغربية التي تتولى تزويدنا بالأفلام. فقصة خالد مع محاولة استرجاع أبيه امتدت لمسافة حوالى كيلومتر كما ذكر الزميل. وطوال هذه المسافة كان يصرخ ويبكي ويصارع، بعد أن صارع مع أترابه في أرضه قرب الخليل، لمنع الصهاينة من تخريب المزروعات ومجاري المياه. أما في الليل فلم يسعفه النوم، بل جافاه رغم معاناة يومه الطويل فخرج لضرب الحجارة على مستوطنة كريات أربع.
خالد الجعبري واحد من آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين أكسبتهم قساوة الاحتلال قدرة على المقاومة. والذين ترك الاحتلال فيهم ندوباً نفسية عميقة سيداوونها مستقبلاً بالمقاومة وليس بالاستسلام وحتى تحرير الأرض.
خالد وأحمد ومحمد وعمر اسماء لأطفال نعرفهم ولا نعرفهم من فلسطين منغرسين في الوجدان والضمير. وفي حقيقتهم الذاتية تنغرس المقاومة لا المفاوضة على الحق الطبيعي.
لقد رويت غليلي وتعرفت إلى صديقي الجديد من فلسطين فكان اسمه خالد. وسيبقى خالداً للأبد. انه الطفل الأمير خالد. وفي فلسطين كل الأطفال أمراء وملوك المستقبل.

صحافية من لبنان

موضوع: _da3m_2 الثلاثاء مارس 12, 2013 3:03 am

موضوع رائع بوركت
المقاومة بلبنان عدوى اصابت الصحافيين وفي فلسطين طفل أمير اسمه خالد 4

المقاومة بلبنان عدوى اصابت الصحافيين وفي فلسطين طفل أمير اسمه خالد 128711691410

موضوع: _da3m_5 الثلاثاء مارس 12, 2013 3:25 am

موضوع رائع بوركت
المقاومة بلبنان عدوى اصابت الصحافيين وفي فلسطين طفل أمير اسمه خالد 4

» "حزب الله" حقق مع موقوفي "الجيش الحر" بلبنان داخل السجن
» الحريري : روح والدي لن تكون سببا لتجدد الفتنة بلبنان
» من المقاومة إلى التسوّل
» مدعي عام المحكمة الخاصة بلبنان يدعو الى تسليمه أدلة حزب الله بشأن اغتيال الحريري
» إشتباكات وإطلاق نار كثيف في مناطق التوتر بلبنان

إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان
إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان
إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان
إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان	إعــــــــــلان

صفحة 1 من اصل 1