السعودية وثورة سوريا.. سيناريو الدعم
مهنا الحبيل 07-03-2012 14:04
الصعود المتدرج لحسم المملكة موقفها النهائى من الثورة السورية فاجأ المشهد بثلاث رسائل قوية أُتبعت بإعلان مبادئ حازم تُجاه قرار إنقاذ الشعب السورى عبر الخيار الوحيد وهو الإمداد المسلح للثورة السورية فى طريق التحرر والخلاص من النظام الإرهابى القائم فى دمشق والمدعوم بقوة عسكرية وسياسية واقتصادية ولوجستية أجنبية من إيران ومن أذرعتها فى لبنان وفى العراق مع التسليح والخبرة العسكرية الروسية والتغطية الدولية الضخمة من موسكو والصين, ومع الإشادة المستحقة لموقف المملكة المهم جداً لكننا سنعرض للبعد الإستراتيجى المهم، والذى يطرحه المحللون السياسيون كنطاق أشمل لفهم مسار القضية الأبرز والأكثر تأثيراً على مستقبل الوطن العربى وخيار الشعب السورى التاريخى.
فخلال الأسبوع الماضى فقط أرسلت المملكة ثلاث رسائل قوية إحداها إلى موسكو أعلنتها وكالة الأنباء السعودية وليس تسريبا أو حديثا لمصدر مسئول فى إشارة مهمة تعنى بالضرورة أن هذه الرسالة لا تقف عند موسكو بل وعواصم غربية أخرى, حيث نقلت واس رد خادم الحرمين على الرئيس الروسى الذى تضمن إدانة فى صيغة عتب, وإعلان واضح أن المملكة لن تدخل فى دائرة ابتزاز ولن تغيّر موقفها الداعم للشعب السورى بقول الملك إنه لا فائدة من الحوار الآن بعد استخدام موسكو الفيتو الخطير ضد الشعب العربى, ثم اتبع ذلك بموقف الأمير سعود الذى اعترض على سقف مؤتمر أصدقاء سوريا فى تونس وانخفاض طرحه فى ترديد اللغة الإنسانية رغم أنّ الجميع يعلم أن المذابح والتردى الإنسانى مصدره واحد وهو بطش النظام، وهو ما أشار له الأمير سعود بوضوح أنه مالم يواجه هذا العدوان فإن المآسى لن تتوقف ورغم عودة الأمير سعود بعد مناشدة من أطراف مهمة إلاّ أنّ انسحابه عكس حجم الجدية الكبيرة التى تعنيها الرياض فى عدم التسليم للمشهد الحالى المتخاذل أمام مذابح الشعب السورى خاصة حين اختتم الأمير تصريحاته بقوله – تسليح الجيش الحر فكرة ممتازة.
وجاء قرار مجلس الوزراء الاثنين الماضى ليقدم دعماً قويا لمواقف الأمير سعود ويثبتها فى مدارها النهائى, ولفهم هذا المعطى جيّداً وسبب ترجيح المراقبين له بأنه سيدخل أبعاداً تنفيذياً مهمة هو إدراك الجميع بأن هذا التكالب الإقليمى على الشعب السورى يعنى مذابح تاريخية أكبر لو نجح فى إخماد الثورة ومن ثم الزحف الإيرانى الشامل على منطقة الخليج, ويجب الانتباه هنا جيّداً بأن رسائل الغرب، وكما توقعنا سابقاً كانت تدور على ترك المشهد لإنهاك الشعب السورى خشية من سقوط النظام فى هذا الوقت، وهو ما حذرت منه تل أبيب، وكما قال أحد قادة حماس يونس الأسطل: لقد كان الساسة والمحللون الإسرائيليون مضطربين وفزعين من إمكانية سقوط النظام.
ولو قلنا باستبعاد أنموذج الحصول على منطقة عازلة بين الحدود التركية والسورية وحمايتها دولياً فإن المشهد سيتحول من الداخل السورى عبر ما أثبتته قوة وفدائية عناصر الجيش الحر وقدرات صمودها رغم فارق العدد وضعف التسلح فكيف ذلك؟
الأمر هنا يعنى أنّ هناك قدرة كبيرة جداً بانضمام المتطوعين السوريين للجيش الحر من الداخل ثانيا تزايد الانشقاقات ثالثاً تلقى الدعم بالتسليح العسكرى من دول الخليج وحلفائها وإسناد قوة الجيش الحر الذى ستسمح قوته ومركزيته بمنع أى اختراق أو تدفق من عناصر متشددة يشكل دخولها جانب سلبى على ثورة الشعب السورى وهو فى غنى عنهم بل ومن مصلحته منعهم من دخول أو اختراق جبهته بعد الدروس المروعة التى تقدمها تلك العناصر من مدخل للمحاور الدولية والإقليمية ونشر الفوضى فى الأوطان.
هذا التطور المتوقع جداً بعد التسليح ورغم كل صور المذابح سيُعزز إمكانية الوصول للمرحلة الثانية وهى فرض المنطقة العازلة من قبل الجيش الحر والثوار حين وصولهم للحدود, وبالتالى التقدم بالإرادة الشعبية على واقع الجغرافية السورية وهنا سيكون تنسيق أنقرة والرياض القائم حالياً فى مدار التعاطى مع واقع جديد حققته الثورة السورية وإن كان المرجّى أن يساهم سلاحى الجو المتفوق للدولتين فى تأمين هذه المنطقة وهو ممكن لولا بعض التقديرات اللوجستية لدى العاصمتين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]