الرسائل الإلكترونية المسرَّبة تكشف مسارات الأوامر داخل القصر الرئاسي في دمشق
أسماء الأسد تشير إلى ذبح المتظاهرين بالسلاح الأبيض
تظهر بعض الرسائل الإلكترونية الشخصية المسربة، الخاصة بالرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء، وجود مسارات تمر بها الأوامر والقرارات في سوريا بشكل يتجاوز تراتبية الأنظمة والمؤسسة الحاكمة في سوريا. ففي إحداها تشير سيدة سوريا الأولى إلى أن أنصار النظام يستخدمون السلاح الأبيض في ذبح المتظاهرين، وتقترح إغلاق المقاهي الليلية، بينما تقترح المستشارة الرئاسية لونا الشبل، في رسالة أخرى، طريقة مهيبة لاستقبال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وتشكي ابنة سفير تذمرها من بعض الزملاء، وفي مقدمتهم المستشارة الإعلامية بثينة شعبان. فقد أحاط - على ما يبدو - الرئيس السوري نفسه بحلقة من الأشخاص في الظل، يؤدون مهامَّ مختلفة ويقدمون النصح والمقترحات إلى الرئيس، تتحول لاحقا إلى قرارات وأوامر رئاسية، على أن مسار القرارات هذه - على الأقل، وفق ما سُرّ.ب من رسائل - يمر عبر بشار الأسد وتسير الأوامر في خط موازٍ للحكومة وللأمن بعيدا عن تراتبية مؤسسات الدولة.
أسماء تغلق الملاهي الليلية
الزوجة أسماء التي تتدخل في طلبات للعفو أو الإفراج عن معتقلين أو طلب صرف معونات لعائلات بعض قتلى الجيش، أو التحذير من تفجر الأحداث في مناطق متفرقة.
وفي واحدة من الرسائل، تذكر السيدة الأولى حكاية تشير إلى أن انصار النظام لديهم أسلحة في جرمانا، ولكن لا يستخدمونها لغاية الآن، وانما يستخدمون في الوقت الحاضر الذبح والأسلحة البيضاء وتنقل تلك الحكاية عن شخص اسمه عبدالهادي. أسماء الأسد تدلي برأيها في نهاية الرسالة بتأكيدها أن هناك تذمرا شديدا في جرمانا من قبل الأهالي وأنه يجب إغلاق الملاهي الليلية في تلك المنطقة.
هديل تقترح تعديلات
في ما يخص الشؤون الحزبية، فإن الرئيس - على ما يبدو - أوكل الى هديل مهمة تقديم تصور حول تعديلات في إدارة بعض المحافظات السورية، فهي في أكثر من رسالة ترسل أسماء بعينها تقول إنه تجب إزاحتها وإحلال أسماء معينة أخرى مكانها، كما هو واضح في رسالة وصلتها من شخص اسمه حسام وتتعلق بضرورة استبدال المحامي العام السابق في طرطوس بآخر، وتقترح المحامي كمال جينات بدلا منه، لتقوم هي بإرسالها إلى الرئيس الأسد.
ماذا فعل الرئيس بعد أن وصلته الرسالة؟ الرئيس حذف اسم الشخص المرسل.. وحولها بصيغتها نفسها إلى وزير شؤون الرئاسة منصور عزام، ليظهر الأمر كأنه قرار واجب تنفيذه.
مثل هذه الرسائل كانت تصل من هديل إلى الرئيس الأسد بشكل متكرر، وفي تاريخ 26 نوفمبر أرسلت هديل رسالة تتعلق باقتراح أسماء لتعيينهم في مناصب مختلفة بمحافظة اللاذقية بعد أن طلب منها الرئيس الأسد ذلك كما تذكر في رسالتها.
حسين يقترح احتلال الساحات
وكانت هديل - أيضا - تمثل حلقة وصل بين الرئيس الأسد وكثير من الأشخاص، ومنهم الإعلامي حسين، الذي يعمل في مؤسسات إعلامية إيرانية في سوريا وينقل تقديرات إيرانية ومن «حزب الله» إلى الرئاسة السورية عبر هديل، هذه الرسالة وردت يوم 26 ديسمبر الماضي، قال حسين إن على النظام في سوريا أن يحتل الساحات العامة، كالعباسيين والأمويين وغيرهما أثناء وجود المراقبين العرب من الساعة الثالثة مساء وحتى التاسعة، حتى لا يتسنى للمعارضين النزول إلى هذه الساحات، وهو ما تم تنفيذه بالفعل من قبل النظام السوري أثناء تواجد المراقبين هناك.
شهرزاد تفتي للتوقيع
ابنة سفير سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري، وكما نلاحظ في رسالة أخرى في 7 ديسمبر الماضي، حولت الرسالة بعد أن وصلتها من شخص يدعى حازم، ويظهر في مرفقات الرسالة قرار جاهز للتوقيع من قبل الرئيس السوري بشأن تعديل قانون في السلطة القضائية يتعلق بالأسباب الموجبة لإحالة القضاة إلى التقاعد. هذا المرس.ل طلب من شهرزاد اطلاع الرئيس على المضمون والعمل على اتخاذ إجراءات سريعة قبل بداية الشهر المقبل، كما يقول في رسالته.
وتطلب صلاحيات لتفرض قراراتها في القصر برسالة تحاول فيها تعزيز صلاحياتها بأمر من الرئيس، هنا تعرّف على نفسها بمسؤولة العلاقات العامة والاتصالات الدولية لدى الرئاسة السورية وتطلب الرئيس منحها الصلاحيات التي تمكنها من فرض قراراتها في القصر، معربة عن تذمرها من ثلاثة أشخاص بالتحديد في القصر الرئاسي، منهم محي، والمسؤولة الإعلامية لونا الشبل.
وقالت شهرزاد إنها استخدمت كل مهاراتها في مجال العلاقات العامة، لتتمكن من استيعاب الفظاظة التي تتصرف بها لونا الشبل، بيد أن شهرزاد تشكو قائلة إنها فشلت، وأوضحت شهرزاد أن لونا الشبل تعيق أداء مهامها. كما اشتكت شهرزاد من الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية للرئيس.
لونا تنظم التظاهرات المؤيدة
أما في ما يتعلق بتنظيم التظاهرات المؤيدة لنظام الأسد، فعلى ما يبدو أن الرئيس مطّلع على كل تفاصيلها، وبالعودة إلى الإيميلات نجد أن المسؤولة عن الملف الإعلامي لونا الشبل، في 6 فبراير - وهو اليوم الذي سبق زيارة لافروف - تقول فيه إنه إن نُظمت التظاهرات المؤيدة في مكانين منفصلين فإنها ستبدو هزيلة، وتنصح بأن تخرج التظاهرات في الطريق الذي سيمرّ به لافروف.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]