لماذا، وكيف يتنصر الجزائريون؟
يمكن تحديد أهم عوامل التنصير فيما يلي:
- ضعف حجم ونوعية أداء المؤسسات الدينية والأئمة والدعاة.
- قوة الإغراءات: مساعدات مالية، علاج، زواج بالأجنبيات، تيسير الحصول على التأشيرة للهجرة والدراسة.
- نجاعة أصول العمل التنصيري خاصة على المستوى النفسي: حسن الاستماع، قوة التأثير، تبني المشكلات، الكلمة الطيبة...
- ضعف الرقابة على النشاط التنصيري المرخص به وغير المرخص.
- استمالة الطبقة المثقفة وجنس النساء.
- استخدام المتنصِرين ﴿المرتدين﴾ لجذب غيرهم إلى الكنيسة، يقول زويمر: [يجب تبشير المسلمين بواسطة رسول من أنفسهم ومن بين صفوفهم لأن الشجرة يجب أن يقطعها أحد أغصانها].
- ربط الإسلام بالإرهاب والمسيحية بالحب والسلم والسماحة.
- توظيف التراث الشعبي وتزييف التاريخ رواية وقراءة وتأويلا.
- توظيف وسائل الإعلام على عدة مستويات وبجميع اللغات.
- وفرة المادة التنصيرية وجودتها وتوزيعها بالمجان: الإنجيل، الكتب، أشرطة سمعية وبصرية ومطويات بجميع اللغات وموجهة لكل الشرائح.
- زرع الشبهات حول الإسلام.
- فتح مكتبات.
- تبني القضايا الكبرى على رأسها القضية الأمازيغية.

ما هو حجم ظاهرة التنصير في الجزائر؟
تتعرض الظاهرة لموقفين متعارضين: التهويل والتهوين، فالأول يبالغ في تقديرها يصور لكأن معظم الجزائريين قد ارتدوا، والثاني يستهين بشأنها فلكأن الظاهرة لا تستدعي القلق.
والأصح أن الظاهرة موجودة وظهرت للعيان لتوفر الوسائل وتدعيم المنظمات الكبرى لها، إلا أن المخلصين من أبناء الأمة – كل من موقعه – يعمل على التصدي لهذه الظاهرة أو الحملة الشرسة على الإسلام والمسلمين وثمار ذلك: انتشار مساحة الصحوة الإسلامية، وتوبة الكثير من المرتدين وعودتهم إلى حضن الإسلام.
ولابد من الإشارة إلى أنه لا يمكن رصد الظاهرة رصدا دقيقا بسبب النشاط الخفي للطوائف المسيحية وفتح مصليات مجهولة وعدم إعلان المرتدين عن ردتهم.

ما هي المناطق التي تنتشر فيها الحملات التنصيرية في الجزائر؟
إن مخطط التنصير يستهدف كل شبر من الجزائر، وأهم المناطق التي يركز عليها: منطقة القبائل، المسيلة، قسنطينة، عنابة، العاصمة، تمنراست، وهران، بسكرة، غرداية، مستغانم، سيدي بلعباس، بشار...

ما هي أخطار التنصير؟
تتلخص أهم أخطاره فيما يلي:
إخراج المسلمين من دينهم سواء إلى النصرانية المحرفة أو إلى لادين.
زرع الشكوك حول الإسلام والإساءة إليه وإلى مقدساته.
تغريب الجزائريين.
ضرب هوية الأمة.
زعزعة منظومة القيم والانحلال الأخلاقي.
إثارة الفتن وتشجيع العصبية، فالكنيسة البروتستانتية التي تعرف نشاطا في منطقة القبائل من أهم سماتها إثارة الفتن.
إيجاد أقلية مسيحية قد تستعين بقواعد القانون الدولي في حماية الأقليات الدينية.

ألا يمنع القانون الجزائري القيام بعملية التنصير؟
إن القانون الجزائري يمنع بصراحة القيام بعملية التنصير، ويتضح ذلك في الأمر رقم 06/03 المؤرخ في: 28/02/2006 الذي يمنع إخراج المسلم من دينه باستعمال وسائل الإغراء المختلفة كما يمنع استعمال المؤسسات التعليمية والاستشفائية والاجتماعية والثقافية والتكوينية في الدعوة إلى النصرانية، وقد سلط عقوبات على المخالفين لهذه النصوص، منها ما ورد في المادة 11 والتي نصها: ﴿﴿...يعاقب بالحبس من سنتين ﴿2﴾ إلى خمس ﴿5﴾ سنوات وبغرامة من 500000 دج إلى 1000000 كل من:
1- يحرض أو يضغط أو يستعمل وسائل إغراء لحمل المسلم على تغيير دينه أو يستعمل من أجل ذلك المؤسسات التعليمية أو التربوية أو الإستشفائية أو الاجتماعية أو الثقافية أو مؤسسات التكوين أو أي مؤسسة أخرى أو أي وسيلة مالية ما .
2- يقوم بإنتاج أو تخزين أو توزيع وثائق مطبوعة أو أشرطة سمعية بصرية أو أي دعامة أو وسيلة أخرى بقصد زعزعة إيمان مسلم﴾﴾.
وبالمقابل يحدد شروط وقواعد ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين.

هل محاربة التنصير يناقض مبدأ حرية الأديان في الشريعة الإسلامية؟
الإسلام دين الدولة وهذا ما أقره الدستور الجزائري في المادة الثانية منه، ومحاربة التنصير لا يناقض مبدأ حرية الأديان الذي أقره الإسلام في قوله تعالى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ...﴾ البقرة 265، ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ الكافرون 6، ومنع التنصير نابع من قاعدة: أنه لا يكره أحد على الإسلام، وبالمقابل لا يكره المسلم على ترك دينه خاصة بسياسة الإغراء، ويبقى للنصارى دينهم وشعائرهم التي تحترم وتقام بينهم، وهذا الذي ضمنه لهم الإسلام على مر العصور.

كيف نتصدى لحملات التنصير؟
لابد من تضافر الجهود للتصدي للظاهرة فهي مهمة الجميع:
أ- على المستوى الفردي والأسرة:
- الوعي بخطر التنصير.
- تعزيز عقيدة التوحيد.
- تحصين الأبناء.


ب- على مستوى المؤسسات التعليمية والجامعات الشرعية:
- ترسيخ العلوم الشرعية وطرحها بأسلوب مبسط.
- مراقبة المادة العلمية وتصحيحها خاصة في العلوم الإنسانية.
- انجاز دراسات وبحوث في: تناقضات الإنجيل، تفنيد عقيدة التثليث...
- إنشاء فرق عمل تتولى رصد الظاهرة والرد على الشبهات.
- تخريج دعاة متخصصين في مناظرة غير المسلمين.


ج- على مستوى المؤسسات الدينية ﴿المساجد والزوايا﴾:
- تحسين أداء الأئمة.
- بيان أحكام المرتد بوضوح.
- توزيع المصحف الشريف.
- إقامة دورات تكوينية للأئمة في مجال الرد على المنصرين.


د- على مستوى الجمعيات الخيرية:
- تفعيل العمل الخيري.
- احتواء الفقراء والمعوزين.


ﻫ- على مستوى الدعاة والعلماء:
إنشاء هيئة فتوى تخوض في جميع قضايا الأمة.
التحذير من خطر التنصير.
توفير المادة الإسلامية ونشرها على نطاق واسع: كتب، مطويات، أشرطة...


و- على مستوى الإعلام:
- فتح المجال للدعاة والإكثار من الحصص الدينية الهادفة.
- بيان خطر التنصير.


ز- على مستوى الدولة:
- مراقبة النشاط التنصيري المرخص به.
- إنزال العقوبات والتطبيق الصارم للقانون.
- يقظة رجال الأمن.
- توفير مناصب الشغل للشباب.
- تبني مشكلات المواطنين.
- طرد المنصِرين غير المرخص بنشاطهم.

هل توجد دراسات حول ظاهرة التنصير في الجزائر؟
برزت دراسات متنوعة تعالج ظاهرة التنصير من زوايا مختلفة، منها ما يسلط الضوء على الحركة التنصيرية في الجزائر قبل وبعد الاستقلال وأخرى تبرز تناقضات الأناجيل وغيرها تبين مخاطر التنصير، وهي في مجملها قليلة بالنظر إلى حجم الظاهرة وخطرها.