ومثل آخر لدولة أخرى نرى فيها الإسلام مهددًا بشكل آخر هي إندونيسيا التي زرتها في عام 1965م (1385هـ) لحضور مؤتمر طب الأطفال الأسيوي الإفريقي في عاصمتها جاكارتا ولقد راعني ما سمعت عن قرارات المجلس الأعلى للكنائس والذي عُقد قبل ذهابي بسنة وإقراره تخطيطًا سريًا لقلب إندونيسيا المسلمة إلى إندونيسيا المسيحية في خلال ربع قرن من الزمان بناء على التجارب السابقة في السنين الماضية. وكنت سمعت ذلك من بعض الأصدقاء المسلمين هناك، ولم أصدق ذلك في أول الأمر ولكن لما بدأت أختلط في لقاءاتي ببعض الشخصيات من السيدات المتعلمات ومن الطبيبات والطالبات الإندونيسيات تبين لي أن السبب الأساسي هو تهافت الطبقة الفقيرة وهي تمثل الأغلبية بالطبع على مدارس البعثات التبشيرية المجانية خصوصًا بعد أن تولت فئة تخرجت من هذه المدارس المناصب العالية.. وساعد على هذا الإقبال أيضًا ما أذاعته بعض القيادات وبعضهم من تربى على أيدي المبشرين أن الجميع في إندونيسيا من مسلمين وغير مسلمين يعبدون الله – وفي هذا ما فيه من تمويه للعقيدة الإسلامية وبلبلة لعقلية النشء والشباب مما يمهد الطريق للشباب لاعتناق المسيحية ويسهل للآباء إرسال أبنائهم للمدارس التبشيرية وموافقتهم على تعميدهم منذ الصغر واستبدال أسمائهم بأسماء مسيحية... إلى آخره، ولقد أصبحت هذه كلها شروطًا سافرة للقبول بتلك المدارس التبشيرية.

وآخر ما علمت من أنباء عن إندونيسيا أن عدد من ارتد عن الإسلام واعتنق المسيحية قد بلغ حتى الآن أكثر من ثمانية ملايين، وأصبح في إندونيسيا مطارات كثيرة خاصة للبعثات التبشيرية وهي مغلقة على غير المسيحيين، كذلك خرائط لهذه المطارات – وكان لدي واحدة من هذه الخرائط أعتقد ما زلت أحتفظ بها.

والسؤال الذي يفرض نفسه الآن هو : هل يا ترى تحركت الجهات المعنية لتتبع الأمر؟ وهل هناك دراسة جدية وتخطيط جاد لوقف هذا الزحف الخطير ؟

في رأيي أن المسألة تحتاج لدراسة وتخطيط سليم ثم جدية وإخلاص في العمل
منقول