بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اخوانى واخواتى اعز الله بكم دينه
اعتذر لكم أخوتى فأنا اليوم سأسمعكم حوار لى مع نفسى واحتملونى أرجوكم...

قرأت نفسى قول الله تعالى < وان الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون > البقرة:243

ولأنى أعلمها أمارة بالسوء فلم أعجب منها وهى تسألنى: وأين هذا الفضل وأين هذه النعم التى لا تعد ولا تحصى وأنت فى ابتلاءات كثيرة فى دينك ودنياك؟

 ولا تتعجبوا منها فالأصل فى الانسان الجحود ألم يقل عزوجل < ان الانسان لربه لكنود> العاديات:6
((والمراد بالإنسان هنا الجنس، أي أن جنس الإنسان، إذا لم يوفق للهداية فإنه {لكنود} أي كفور لنعمة الله عز وجل كما قال الله تبارك وتعالى: {وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً} [الأحزاب: 72]. وقيل: المراد بالإنسان هو الكافر، فعلى هذا يكون عامًّا أريد به الخاص، والأظهر أن المراد به العموم، وأن جنس الإنسان لولا هداية الله لكان كنوداً لربه عز وجل، والكنود هو الكفر، أي كافر لنعمة الله عز وجل، يرزقه الله عز وجل فيزداد بهذا الرزق عتواً ونفوراً، فإن من الناس من يطغى إذا رآه قد استغنى عن الله، وما أكثر ما أفسد الغنى من بني آدم فهو كفور بنعمة الله عز وجل، يجحد نعمة الله، ولا يقوم بشكرها، ولا يقوم بطاعة الله لأنه كنود لنعمة الله ..))منقول

تعرفون لم لا ألوم نفسى... نفسى دون تزكية تظن أن النعم هى عبارة عن مال ووظيفة جيدة وزوج وأولاد.

واقول لها : يا نفس ألا تذكرين كذا وكذا من نعم ربك.. فتنسى وتجحد .. وعندما رضخت لى أرضت نفسها بورد تحمد فيه الله عز وجل بأعداد معينة..
وكل همها ألا يسبقها أحد فى عدد الحمد لله التى تقولها بلسانها ..
وعندما آيست منها ودعوت ربى أن يجعلنى ممن يعرف نعمته لأشكره .. فقلت: يا نفس تعالى وأعرض لك قطرة من نعم الله عليك ولك الخيار بعدها..
قالت لى : هات ما عندك ولنرى.
قلت : ألا تذكرين يا نفس يوم كنت نطفة؟ من كان معك والنطفة تسير وحدها فى الظلام وكل العوامل حولها تدعوها للموت والنطفة تسير وتسير بلطف الله؟
 ثم من سمح لها باختراق البويضة؟
أسألك يا نفس بالله أين قدراتك المبهرة يوم كنت خلية بنواتين؟
ومن ضعفك حتى أصبحت علقة ؟ ومن سيرك لتصيرى علقة؟ومن جعل تعلقك بالرحم ؟ ووالله لو علقت خارجه لهلكت.
من رعاك وأنت فى هذه الأحوال حتى أمك لا تعلم عنك شيئا ؟
بل من جعل أمك ترغب فيك ؟ وتترقب وجودك حتى اذا علمت بحملها اعتنت بنفسها وبك
من يا نفس جعل لك دم أمك غذاء ومن يا نفس جعل رحم امك مهادا؟
من يا نفس نماك؟
ومن يسر سبيلك للخروج الى الحياة ؟
 وما الضامن لك انك وبعد انفصالك عن المشيمة التى تغذيك كنت ستعيشين حتى تخرجى من رحم امك ؟من يا نفس رعاك فى هذه اللحظات الحرجة ؟سواه ... سبحان الله... اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك .
وتململت نفسى وقالت: وهى مطرقة خجلى حقا لقد أنعم على وانا لا أدرى حسنا لن اجحد هذه النعم لكن...
فقاطعتها : ومن فجر لك من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا لك؟
ومن اوحى لأمك بمحبتك فاذا أنت قرة عينها واذا أنت بلا سابق فضل منك أعز عليها من نفسها ؟
يا نفس ألم يطعمك الله ويسقيك ؟
 فعادت لجحودها وقالت : نعم اطعم الفول والطعمية
فقلت لها : يا لئيمة عدت لجحودك .. يا نفس أنا لا أقصد الطعام أنا أقصد عملية الاطعام ذاتها من يا نفس أعطاك ماكينة الطحن العملاقة التى تملأ فمك؟
ومن الذى يوحى الى البلعوم ليستقبل الطعام ؟ فى ذات الوقت الذى تنغلق فيه الحنجرة كى لا ينزل الطعام الى الرئة ولو لمست قطعة منه أحبالك الصوتية فقد تموتى ولو سقطت قطعة فى رئتك فالتهابات مستمرة أو خراج يحتاج لازالة...
ثم من فى المرئ ينزله؟ من فى المعدة يسكنه ؟ ومن يجعل المعدة تفرز ما تهضم به البروتين؟ثم يخرج الى الاثنى عشر الطعام ولولا فضل الله ونعمته بافرازات العصارة الصفراوية لما هضمت الدهون و يكتمل هضم النشويات والبروتينيات.
ثم من الذى يعين أمعائك الدقيقة على الامتصاص؟فلولا عون الله لها لما كان للطعام فائدة... فهى تبحث فى الطعام عما يفيد جسمك لتمتصه ولا يهمها اكلت فول ام اكلت كباب المهم الفائدة الغذائية
ثم انظريكيف يخلصكالله من الفضلات بعد هذا ؟والله اننا لنتأفف من هذه الفضلات بعد اخراجها وننسى ان هذه الفضلات كانت تحتويها بطوننا ولولا رحمة الله لنا باخراجها لأهلكتنا..

صمتت نفسى واطرقت فحمدت الله أن أعاننى عليها وبدأت تقر ببعض نعم الله
 فقلت لها : وانظرى كيف يسقيك الله ؟
فقالت: أهناك سقيا غير شرب الماء؟
 فقلت: أخبرك

يتبع باذن الله