الدكتور روبرت كرين مستشار الرئيس الأمريكي نيكسون، في عام 1959م حصل على دكتوراة في القانون العام ثم دكتوراة في القانون الدولي والمقارن، رئيس جمعية هارفارد للقانون الدولي، ومستشار الرئيس الأمريكي نيكسون للشؤون الخارجية، ونائب مدير مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض سابقاً، ويعتبر أحد كبار الخبراء السياسيين في أمريكا، ومؤسس مركز الحضارة والتجديد في أمريكا، يتقن ست لغات حية، متزوج وأب لخمسة أولاد، نشر عشرة كتب وخمسين مقالة اختصاصية حول الأنظمة القانونية المقارنة والاستراتيجية العالمية وإدارة المعلومات. وبعد حصوله على شهادة الماجستير في الأنظمة القانونية المقارنة من جامعة هارفارد، أسس صحيفة «هارفارد» للقانون الدولي، وتسلم منصب الرئيس الأول لجمعية هارفارد للقانون الدولي، عمل لمدة عقد من الزمان في المراكز الاستشارية لصناع السياسة في واشنطن. وفي عام1961م شارك في تأسيس مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية. وفي عام 1963م وحتى عام 1968م كان أكبر مستشاري الرئيس السابق ريتشارد نيكسون في السياسة الخارجية، وفي عام 1969م عينه نيكسون نائباً لمدير مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، وفي عام 1981م عينه رونالد ريغان سفيراً للولايات المتحدة في الإمارات العربية. وكلفه نيكسون بتلخيص مجموعة من تقارير المخابرات الأمريكية كان قد طلبها منهم لموضوع كان يكتب عنه، فوافوه بملف كامل عن الأصولية الإسلامية وعدد كبيرة من التقارير والبحوث لا يسمح له وقته بقراءتها، ومع أن التقرير مكتوب بأيدي المخابرات الأمريكية وليس بأيدٍ إسلامية، إلا أنه ترك عند روبرت أثراً حسناً وقرعت معلوماته شغاف قلبه. وفي عام 1980م تابع بأمر من حكومته ندوات ومؤتمرات عن الإسلام شارك فيها عدد من قادة الفكر الإسلامي، وبعد حوارات ونقاشات عميقة اعتنق الدكتور روبرت كرين الإسلام ليصبح دكتور «فاروق عبد الحق» وكرين هذا المسلم «المجند» يقول إن أصعب ما واجهه هو أن يفهم الإسلام من خلال المسلمين وتصرفاتهم وطريقة حياتهم، إذ يقول «من الصعب أن يفهم الغربيون حقيقة الإسلام، لأن الكثير من المسلمين الذين يعيشون في الغرب لا يمارسون ولا يعيشون حسب تعاليم الإسلام»، هذا ما اشتكت منه كثرين شقيقة زوجة تونى بلير التي أسلمت وكتبت مقالة بصحيفة الجارديان تقول فيها «لقد كنت قبل إسلامى أزور رام الله وبيروت وعمان، ولم أكن التقي نساءً يعيشن الإسلام ويعتززن به، بل كنت التقى نساءً مبهورات بطريقة حياتنا في الغرب، تلك الحياة التى انسلخت منها ووجدت لذة الحياة فى تعاليم الإسلام التي تصون المرأة». ما يهمني في هذه المقالة استعراض كلام نفيس لدكتور «فاروق عبد الحق» ــ روبرت كرين سابقاً ــ وهو القانوني الضليع عندما تناول حقوق الإنسان في الإسلام وحقوق الإنسان في الحضارة الغربية، لقد كتب كلاماً نفيساً وعميقاً. إن هذا «المجند» للأسف الشديد فهم الدين بطريقة أفضل بكثير من قوم بسهولة جداً يطلق عليهم الإعلام صفة «مفكر إسلامي» أو إن جاز لي أن أقول «فريق»، فهو ينظر ويوجه ويخطط، بل ويشرع ويأول النصوص كما يريد، ويطير الناس بمقولاته تلك وتصبح عند أتباعه هي الإسلام، فالإسلام ما قاله المفكر فلان !! وحقائق الدين هي ما شرحها المفكر فلان !!

وروبرت كرين بلا مواربة ولا مداورة يذهب إلى أن هنالك تناقضاً كبيراً لا يمكن أن يلتقى طرفاه بين النظرة الإسلامية لحقوق الإنسان والنظرة الغربية. إن حقوق الإنسان بالمفهوم الغربي التي أصبحت منقبة للغرب بحسب «المسطحين»، يعتبرها روبرت كرين من أكبر أسباب تفكك المجتمع الغربي وتمزق الأسرة وانهيار الإنسان. يقول الدكتور فاروق عبد الحق «إن الإسلام ينظر إلى حقوق الإنسان من زواية أنها مسؤوليات، فكيف تُعطى حقوقاً إن لم تقم بواجبات، ثم إن الإسلام ينظر إلى حقوق الإنسان في إطار النظر إلى حقوق الله، فليست سلطة الإنسان مطلقة».. الله الله على هذا الفهم العميق، ويبقى «مجند» أعمق فهماً من «فريق»!!