رصاصة في جيبي
رصاصة في جيبي..والباقية المتبقيو في الهواء.. اعلنتها حربا على طيور السماء..اطلقت رصاصاتي لاعبر فيها عن مدى غضبي وسخطي..معلنا حالة الاستنفار والتحدي.. اخاطب من خلالها نسيم الهواءالصافي..واناور صدر طفل يجلس قرب النافذة وهو يلعب بالدفتر والقلم.
ولم لا وا دامت مصانع الذخيرة تحت تصرفي..رصاصاتي اطلقها متى اشاء..واقاوم فيها سماء الوطنوفي لحظه واحدة..وسط الهتافات والضجيج..نفذت رصاصاتيمن مخزن رشاشي..ولم يبقى الا رصاصه واحده..لا زالت في جيبي ..وهناك من بعيد رايت طفلا وفتاة..شيخ وامرأة..يهتفون بالروح بــالدم نفديك يا قـدس..ولا زالت الرصاصة في جيبي..وبدت على نفسي الحيره.. ما بـين السؤال والجواب..هل احييهم برصاصتي الاخيره؟؟.. ام احتفظ بها للمقاومه .. واي مقاومه واخوتي يقتتلون ...فقد نفذت رصاصاتي التي فجرت بها غضبي وسخطي..ولم يبق معي ســوى رصاصتي الأخيرة..وبيروت كانت(خيمتنا الأخيرة)...ولم تعد كذلك.
فالى متى سابقى غاضبا..الى متى سابقى ساخطا..غاضبا من البلابل الجميله ..ساخطا على الطيور المحلقة في سماء الوطن..الى متى ستبقى امـوالنا تهدر في كل حشد لتشيع شهيد..الى متىذخائرنا ستبقى تدمر في الاقتتال الداخلي وفي الاعراس والمناسبات..ترى من هو الرابح ومن هو الخاسر في هذه المسرحية الهزيلة ؟؟؟
وفي وسط الزحام والضجيج فوجئت بقبضة كادت تخلع كتفي..قبضة عجوز..ارهقت يداه المناجل حين كان يحصد القمح من اراضي يــــافـــا ...فالتفت اليه.. فاذا بي اراه دامع العين..فقال لي يا بني يافا كانت مدينتنا الاولى ..وبيروت كانت خيمتنا الاخيره ..فلم تبق لنا الاولى ولا خيمتنا الاخيره فاحفظ لنا برصاصتك الاخيرة لعلها تعيد لنا ما ضاع في النكبة الاولىوالاخيرة..وصوبها نحو المقاومه الحقيقيه ..فيكفينا تبذيرا ..يكفينا تدميرا.. يكفينا عبثا نمقومات مقاومتنا الباسله ..لنوجه رصاصاتنا الاخيره في خدمة المقاومه ...لعلها لا تكون كبيروت التي لم تعد خيمتنا الاخيره ؟؟ ويبقى السؤال الى متى
مع خالص حبي وحترامي لكم حبيب