الحب فى بلادى ممنوووووووووووووووووع ياقليي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






لا يـمكـن أن أقـتـرب أكـثـر .. ولا يـمكـن أن تـقـتـربي ،
فـبـيـنـي وبـيـنـك يـقــف مـجـتــمـــع ..
وبيني وبـيـن خطـوة إلى الأمـام حـفـرة مـن نـار
وبيني وبـيـن أن أضمـك فضيحـــــة كـبـرى وعــار
وزمـــن حــاقــــد غـيــر مـقـتــنـــع ..

لا يمكن أن أقترب أكثر !
فكلك ممنوع .. حبكِ ممنوع .. صوتك ِ ممنوع ..
سماعك لموسيقى الحلم ممنوع .. فهل خلق الشعور ليمنع ..!

أنا المرتدَُ يا سيدتي عن دينه وشعري دنس الشرف المصون ،
أنا المصلوب في محراب الآداب العامة بتهمة قذف الحصون ،
فأنا أقذف المحصنات حين يقرأن قصائدي و يعجبن بكتاباتي ،
وأمارس الفحشاء على سرائرهن إذ يخبئن تحت الوسائد وريقاتي ،
وأخالف الشريعة والنظام والقانون ، متى أقول رأيي بمنتهى حريتي ،
أرأيت الفكر في بلادي كيف يقمع ..

لا تــقـتـربي لـطفـا .. لا تـسمحي للهــواء بأن يـرانـا معـا ..
لا تسمحي للطيور و لا للزهور ولا للعطور بأن ترانا معا ..
ليس مسموح لنا أن نتقابل عند الكافتيريا .. أو في مقهى شعبي
أو حديقة عامة .. ليس مسموح لنا أن نشرق كالشمس الساطعة
فالظلام في شرقنا قد تربع ..

هــنــا مـمـنـــوع عـلى الـشـمـــس أن تــشــرق ،
وممنـوع أن تـطـالـب الأسمـاك بـشـرعـيـة الـغـرق ،
مـمـنـــوع عـلى الأشـيــاء أن تـصيــر أروع ..

و ممنوع أن تمطر السماء .. وممنوع أن تبوح الوردة بعطرها ،
وممنوع على الحشائش أن ترتدي لونها الأخضر ..
هنا كل شيء يرفض الحرية .. ويصفها بالبدع ..

في بلادي .. تحنيط الأفكار ضرورة .. وتحريم الرغبات ضرورة ،
واعتقال الكلمات ضرورة .. والجهل ضرورة .. والغبار ضرورة ،
والجبن ضرورة .. ودفن الرؤوس تحت التراب واجب وطني وانتماء ،
هنا ضاقت علينا الحياة وكل ما دون الحياة توسع ..

كيـف نبني عـلاقـة عـاطفيـة وكـلام النـاس يهـدم بـيـوتـا ،
ويهتك أعراضا .. وينصب المشانق بلا جلسة ترفع ..
ويلفق شائعات .. ويختلق التفاهات ..
عن تلكم العصفورة التي أرادت يوما أن تطير .. وترتفع ..
عن هذا المستوى المنحط أرادت أن تثور وترفض ..
عن جاهلية معاصرة حصرت أنوثتها في الفراش أرادت أن تنهض ..
وتمسح غبار القهر والجهل من ذاكرتها وتنتفض ..
ما علمت المسكينة أن العصافير الثائرة في مدينتي تصفع ..

لؤلؤتي الثمينة .. ليس يمكننا شراء دفاتر أخرى للقدر
فثمة دكان واحد فقط يبيع الأقلام ويبيع الأوراق والحبر
بضائع العرب تشبه بعضها .. رديها إليهم لا جديد يذكر
لا يمكن أن نلون وجه الزمان الكئيب بألوان من الشمع ..

فهذا الجراد الجائع دوما يرفض أفكارنا و أشعارنا الداعية إلى الحرية ،
ويريد أن يلتهم محاصيل العزيمة فينا .. وكل أحلامنا وأعمارنا الوردية ،
ويرفض أغنية الغضب التي نرددها.. فالغضب في بلادي تهمة سياسية ،
كيف نعزف لحننا الجميل وأحاسيسه صماء لا تسمع ..

كيف نقدم لآكلي لحوم البشر أجسادنا الطرية ،
وأفــواههـم بـطــون مـن الـكــلام لا تــشـبــع ..
كـيـف نـكـتـب قـصـة حـبـنـا الـبـريـئـة و نــرســم
أحـلامـنـا الـجـمـيـلـة عـلى أوراق زمــن بـشــع ..

سـيـدتـي أشـكـــر لـك هـــذه الـمـشــاعـــر الـبيضاء ،
ربـمـا هـي عـلى صفـحـاتـه النـظـيـفــة بـقـعـة ســوداء ،
أو ربـمـا نحـن قـبـيـحان في زمـن جميـل ورائع ..

فـهـنــا تـوضع الأشـيــاء في غـيــر مـوضعـهــا
و تـجـب أشـيــاء و أشـيــاء لا تـجـب أن تــكـــون ..
لا يـسـمـح لـنا بالـحـيــاة كـمـا نـشـتـهـي ولا بالـطـمـوح
أن نطيـر حـيـثـما نـشـتـهي ولا حـتـى بـالـجـنـون ..
لا تخرجي .. لا ترتدي .. لا تنطقي .. لا تشعري ..
لا ترفضي .. فمن يرفض السير مع القطيع لابد أن يدفع ..

فلا تـحـسي بي أكـثـر .. لـسـنـا هـنـا لـنـحـس ونـشـعــر ،
فـكــل مــن يـحــس - لـــدي هـنـــا - يـكــفـــر ؛
وكـل مـن يـتـنـفــس بـحـريــة مـطـلـقـة يـكــفــر ؛
وكــل مــن يـحـب امـــرأة وتـحـبــه مـلـعــــون ..

مسمـوح فقط أن نـلتـقي بـذكـرياتـنا أو صدفـة بالـوهـم ،
لا حـقـيـقـة فـوق الأرض وتحت الـشمـس بـل في حلم ،
نـحــن مـضطهــدان داخـل أسوار الـكـــون ..

بنا لنبحث عن كون آخر نمارس فيه حريتنا ،
نمارس فيه شعرنا .. نمارس فيه كل أفكارنا المتفتحة ،
بعيدا عن الظلمة .. بعيدا عن الأمراض والعقد ..
بعيدا عن هاذي السجون ..

مسمـوح فـقط أن نحـتـرم الـسكـيـن الـــذي يـذبـحـنـا ،
ونـقـبـل الـكـف الـتي مــن أتــفـــه الأسـبــاب تـصفـعـنـــا ،
ونحتـرم رغـبـة شــرطي شــاءت أهــوائــه أن تـمـنـعـنــــــا ،

في بلادي ............... !
لا الـقـانـون - لابـد أن نحـتـرم - رغـبـة الـقـانــون ..

ونـطـبـق جـمـيـع الـلـوائـح التي تـديـن مـشـاعــرنـا ،
ونــكـــــون دائــمـــا حـيــث لا نــكــــــون ..
حـيــث تـعــاقــب كـــل وردة عـلى تــفــتـحـهــا ،
وتـحـــاســب عـلى أجـنـحـتـهـــا الـطـــيــــــور ..
مـــســمـــــوح فـقـط ... وفـقـط !
أن نفعل الـحـب بحرية عـلى الـسـطــور ..
وأن ندفن الحب بنازية فوق السطور .. وتحت السطور ..
ونـقــف مـعــا دون وجـــود .. دون حضور ..

مــسـمـــوح وهــــذا فـقـط هــــو الــمـسـمــــوح ..
أن أعــانـي لــوحــدي .. وأبــكــي لــوحـــدي ،
وأمـــســــح بــيــــدي نــــزف الــجــــــروح ..
وأحلـم ولا أحقـق حلـمـي ‘ وأتـرك بقية عمري لـقـلـمي ،
يـكــتـــب عـنـي مــسـيـــــرة الـمــذبــــــوح ..
وأن أحـتـرق بـأعـمـاقـي وتـنـطـفـئـيـن في داخـلي
ويـبـتـســم ذاك الــواقـف مـن جـثــة حـلـم تـفـــوح ..

هكـذا ترضى عـنـا أمـنـا الدنـيـا ‘ هكـذا يكـون الـبـر ..
لا تـقـتـربي أكـثـر .. فالمحاكم في بلادي بإعـدام الحـب تـفخـر ..
وكل المبادئ السامية - في بلادي - تطالـبـنا بالـتحجـر ..
ومـن يـدعـوا إلى الـشعـور في هـذا الـزمـان يـكـفـر ..
هكذا تعودنا أن نقـتـل أبطال القصص العاطفية ،
ونـرسـم الـحـب داخــل الأشـكــال الهـنـدسيـــة ،
ونقـف وتـقـف جميع أحاسيسنا عنـد الخط الأحمـر ..

هـكـذا تـعـودنا أن نحمـل الجهـل في ذاكـرتـنا ؛
ونعـيـش كما يـريـد أمسنا المقدّس ؛ فـنحن بالجهل نتحضر ..

لا تـــفـكـــــري بــالاقــتــــــراب ،
لـن تـبـدل الـقـطـط قـانـون الغـاب ،
فـنحـن كوبـان في يــد الـقــدر وشـاء أن نتــكـســر ..

***********

منقوله