هل أصبحنا في كل مكان نجتمع فيه لا نتفق ؟! .. نتصافح ونقول أن ال**** صافيه .. وهي على النقيض من ذلك .. وقد أعلن كل واحد منا أنه دوله مُستقله ذات سياده !! .. وأصبحنا نتصادم كل يوم مع بعضنا البعض .. هل تفجْر فينا حُب مصالحنا ورغباتنا .. وأصبحنا لا نرى غير الــ ( أنا ) الكاذبه .. والتي ترغب في كل شيء بلا نهايه .. وتتحول هذه الــ ( أنا ) إلى جدار فاصل بيننا وبين الآخرين .. ولم يعُد كل واحد يسمع إلا نفسه .. وتحول الحوار إلى كلام من طرف واحد .. لأن الآخر لا يسمع .. وإنعدم التواصل وإستحال الإ تفاق !! ...
كيف نعلو ونتخلص من هذه الــ ( أنا ) ونتجاوزها إلى الأعلى .. كيف نتخطى المصلحه الشخصيه إلى القيم والمباديء الأعلى والأشمل للجميع ..
مانحن فيه الآن من ظلم وتعب وإحباط .. هو الليل المظلم الذي يسبق الفجر .. وربما إشتْد الظلام في المستقبل القريب .. وربما زادت الكوارث والمصائب أكثر وأكثر .. وربما يفوتنا طلوع الفجر .. وتقصر أعمارنا عن بلوغه .. ولكنه بحول الله وقوته قادم لا محاله ..
لذا يجب علينا أن نتعجل طلوع هذا الفجر من أنفسنا أولاًً .. من خلال أزمتنا والمعركه الداخليه مع الــ ( أنا ) .. مع شهواتنا ومصالحنا الفرديه .. علينا جميعاً أن ننتصر لنسمح للنور أن يهزم الظلام ولنستعجل الفجر الأكبر .. على كل إنسان أن يُعلن البدايه من نفسه .. وأن يجعل من نفسه مثالاً وقدوه قبل أن يطلب من الأخرين أن يُغيروا من سلوكياتهم .. قد يطول المشوار ولكن الأهم سلامة الوصول المؤكده بمشيئة الله ..
إن النفس هي البدايه لكل تغيير .. فليبدأ كل شخص بترويض نفسه وتزكيتها ..
فمن الفرد تبدأ الأسره والمجتمع والأمه .. والتاريخ !! ...
قال تعالى (( إن الله لا يُغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم )) صدق الله العظيم ..
همسه في أذن الــ ( أنا ) ما أنتِ إلا جزء من نحن .. فلا تجعلي الــ ( نحن ) بلاهويه !! ...