تربية الشرقية» تعد بـ«التحقيق ومُعاقبة المُتسببة» ... نشر صور معلمات وطالبات على شبكة «الإنترنت» يثير مخاوف أهالي الظهران
الظهران - رحمة ذياب
جريدة الحياه ********
سادت حال من الخوف والهلع إحدى المدارس المتوسطة في مدينة الظهران، بعد نشر مواقع إلكترونية عدة، صور لمعلمات وطالبات في أفنية المدرسة وردهاتها، ما أثار ضجة واسعة بينهن، سرعان ما انتقلت إلى منازلهن، وأدت إلى بلبلة في الأوساط الاجتماعية في الظهران، وبخاصة أن الصور، التي قُدر عددها بست صور، تميزت بوضوحها التام، ورافقتها تعليقات مُخلة بالآداب وعنصرية، وتهكم وشتائم للمعلمات ووصف دقيق لأشكالهن.
ورفعت 17 معلمة في المدرسة، التي تضم نحو 900 طالبة، خطاباً (تحتفظ الصحيفة بنسخة منه) إلى المدير العام للتربية والتعليم (بنات) في المنطقة الشرقية الدكتور سمير العمران، طالبن فيه بـ»التحقيق ومعاقبة الطالبات اللواتي قمن بتصوير معلمات وطالبات المدرسة، ووضع تلك الصور في شبكة الإنترنت، وإضافةً تعليقات لا تليق بحق المعلمات في مواقع عدة في الإنترنت»، وذكر مصدر في ادارة التعليم (بنات) لـ«الحياة» انها «تلقت الخطاب، وأبلغت المعلمات أنها ستتجاوب معه و»سيتم التحقق من ذلك، ومعاقبة المتسببات فيه، إذ ثبت الأمر».
وتكشفت الواقعة بعد قيام إحدى طالبات المدرسة، بإبلاغ معلمة عما يدور بين مجموعة من الطالبات، اللواتي رأين صوراً على موقع في شبكة الإنترنت، تحوي عدداً من الطالبات داخل الصف ومعلمات. وأبلغت إحدى المعلمات إدارة المدرسة بما يدور من أحاديث بين الطالبات، إذ طلبت الإدارة من مسؤولي الموقع مسح الصور، واستجاب مشرفو بعض المواقع للطلب، فيما لا زالت الصور باقية على موقع آخر.
واستنكر أزواج بعض المعلمات ما حدث من جانب بعض الطالبات، وأشاروا إلى انهن «لم يلتزمن بالسلوك القويم والأدب والاحترام داخل أسوار المدرسة». وقال زوج إحدى المعلمات: «قامت إحدى الطالبات بتحريض أُخريات على التصوير، بحسب ما نقلت زوجتي، التي انهارت فور مشاهدتها صورتها في الموقع، وهذا يدل على غياب الرقابة من جانب إدارة المدرسة، وليس الإدارة العامة للتربية والتعليم»، مطالباً بـ»سرعة تأديب المتسبب، أو فصل الطالبة التي قامت بذلك، ومجموعة من صديقاتها اللواتي تسببن في نشر الصور، والتصوير في مواقع عدة داخل المدرسة، من دون انتباه أحد».
وتضمنت الصور الست المنشورة إلكترونياً، صورة لمعلمة على قاعة مسرح المدرسة، خلال حفلة أقامتها المدرسة لمناسبة اليوم الوطني، وأخرى لطالبة تحت مظلة في فناء المدرسة، وصور أخرى في أماكن متفرقة. وزادت التعليقات الساخرة، من استفزاز المعلمات، وبخاصة «الإشارات الخادشة للحياء والتفصيل لإشكالنا»، بحسب قول إحدى المعلمات، التي أوضحت لـ»الحياة»، أن «الطالبة التي قامت بهذا التصرف معروفة، تساندها مجموعة من الطالبات»، مشيرة إلى أن الضرر «لم يقتصر علينا نحن المعلمات، إذ طال طالبات، تقدمن بشكوى إلى إدارة المدرسة، وكن يبكين لما شاهدنه من صور لهن على الموقع». فيما قام ولي أمر طالبة، فور سماعه بالخبر، بنقل ابنته إلى مدرسة أخرى، خوفاً على سمعتها.
وطلب أزواج معلمات في المدرسة ارتداء العباءة داخل الفصل وفي اركان المدرسة، «خوفاً من تكرار التصرف، وحفاظاً على أنفسهن»، بحسب أحد الأزواج. ووجه خطاب المعلمات الاتهام إلى طالبة بعينها، وأوضحن أن «إدارة المدرسة خاطبت ولي أمرها، وبرر تصرفها بأنها «مراهقة، وقامت بذلك من دون قصد»، وأضفن أن «الطالبة ضبطت خلال شهر رمضان، وهي تحمل كاميرا، وخضعت للتحقيق من جانب إدارة المدرسة، من دون أن تُطبق عليها أدنى عقوبة، كالفصل الموقت، أو الدراسة المنزلية، أو حرمانها من تقديم الاختبارات، أو غيرها من العقوبات التي قد تكون رادعة لها، ما أدى إلى تكرار تصرفها هذه المرة».