المشهد الأول: (مسائي/ داخلي) في بيت أبو أحمد..بيت متهالك من طين..وهناك على الجدار المتهالك في فسحة البيت رجلٌ قارب
الستين من العمر مع إمرأته المقاربه له في السن،مرتكيان على الجدار القديم الذايب...
أم أحمد: " بعد أن تمسح وجهها بكفوفها"..الله يكفينا شر المصايب.
أبو أحمد: " يفيق من يقظته المليئة بالهموم" خير يا أم أحمد ويش صاير؟
أم أحمد: ويش صاير بعد..مالك البيت يا أبو أحمد..
أبو أحمد: خير..ويش فيه المالك؟
أم أحمد: أزعجنا كل يوم والثاني ناط علينا،وين الإيجار..وين الإيجار..شوف لك حل معاه.
أبو أحمد: خير أنشا الله.
أم أحمد: ورا ما تعطيه وتفكنا وتفك حالك منه..؟
أبو أحمد: من وين يا أم أحمد؟
أم أحمد: من أللي تطلعه من الدكان ..لو عساك تعطيه بالتقسيط...ولا هالمنة.
أبو أحمد: " بتهكم" الدكان.." يتنهد" الشكوى لله يا أم أحمد..آه لو تدرين بالحال...
المشهد الثاني: (نهاري/ داخلي) في دكان أبو أحمد..دكان " بقالة " بسيط جداً، في حي بسيط، والدكان يكاد أن يكون شبه خالي
إلا اللهم من بعض المواد الغذائية والمساحيق التنظيفية التي لا تذكر... وأبو أحمد جالساً في الدكان مع أصحاب
العمر الذين هم في سنه، أبو عادل وأبو علي...
أبو عادل: " بعد أن ضحك , وضحك معد أبو علي".. الله يقـطع إبليسك يا أبو أحمد... وبعدين؟
أبو أحمد: ويش بعدينه.. راح بدون ما ينزل لي أي شي..
أبو علي: كان حاولت معاه..منّ..منّ..
أبو أحمد: أقول لك ما خليت كلمة رجا ما قلتها إليه أشوي بنكب عل يده أحبها...أللي يشوفني أقول أطر من عنده..الحمد لله رب
العالمين.
أبو عادل: " بعد أن ضحك" كان قلت له أن الديانه يتأخروا عليك في الدفع، عشان كدا أنت ما تقدر تدفع له إلا كلّ مرة شوي..
أبو أحمد: قلت له يا أبو عادل ، والله قلت له.. بس..." يسكت بتنهيده".
أبو عادل: بس ويش يا أبو أحمد؟
أبو أحمد: الله كريم يا أبو عادل .. الله كريم.
أبو علي: طيب يا أبو أحمد... أنت كم لك عند الديانة؟
" هنا يخرج أبو أحمد دفتر من درج الطاولة، ويضعه فوق الطاولة أمام أبو علي.."
أبو أحمد: " بعد أن وضع الدفتر" خذ يا أبو علي..شوف بنفسك كم ليي عند الديانة..
أبو علي: " وهو يتفحص الدفتر" كم يعني؟
أبو أحمد: كم يعني؟ ثمانية ألآف الله وكيلك يا أبو علي..
أبو عادل: " باستغراب شديد" الله..ثمانية ألآف..
أبو أحمد: وما كذبت عليك يا أبو عادل..
أبو عادل: طيب ليش ما تطالبهم..؟
أبو أحمد: ..أطالبهم..
أبو علي: إي يا أبو أحمد طالبهم ..هذا حقك..
أبو أحمد: بلا كم ما تدرون عن شي..
" .. وقبل أن ينهي كلمته الأخيرة يدخل أحد المديونين.."
المديون: السلام عليكم..
" يرد الجميع التحية "
المديون: لا هنت يا أبو أحمد.. عطنا قوطيين صابون وغرشة زيت.. وقيدهم على الحساب.
أبو أحمد: " وهو يقدم له طلبه " بس حسابك يا بو سامي أثـقـل..
المديون: ما عليه يا أبو أحمد أصبر علينا شوي ، تراك أنت عالم بالحال..
أبو أحمد: وإلى متى بستمر هالحال..؟
المديون: والله ما أدري يا أبو أحمد.. ما أدري، الحاله كسيفه والنفس طفرانه يا أبو أحمد..
" يأخذ أغراضه " يا للا فمان الله.." وهو يهم بالخروج " .. لا تنسى تسجلهم
يا أبو أحمد...
" ويخرج"
أبو أحمد: أنشا الله..." يجلس أبو أحمد على الكرسي بخيبة أمل.. ويلتفت إلى أبو علي و أبو عادل...ثم" شفتوا ألحين بعينكم وسمعتوا
بأذانكم.. كيف إذا طالبتهم، كلّ واحد منهم يشكي الحال ، وقول يا أبو أحمد طفران... ومثل ما تشوفوا ما قام أحد يشتري
لأن التصحر حاش الدكان..
المشهد الثالث: ( العودة للمشهد الأول)
أبو أحمد: " يتأفأف" أعوذ بالله من الشيطان.
أم أحمد: " تهون عليه " الله كريم يا أبو أحمد.. بغمضة عين يعدل من حالك وحالنا..
أبو أحمد: خليها على الله يا أم أحمد..
" لحظة صمت..ثم"
أبو أحمد: وشلون عبد الرحمن.. جا من الشغل لو بعده..؟
أم أحمد: جا.. بس أول ما دخل البيت على طول راح غرفته، لا تغدا ولا هم يحزنون، وقال أنه بنام ولا أحد يصحيه..
أبو أحمد: " بقلق ، وهو ينظر جهة غرفة عبد الرحمن" خير.. ويش فيه؟
أم أحمد: متضايق..عشان العمل بنتدبه ثلاثة أشهر.
أبو أحمد: " يلتفت لأم أحمد بتعجب" بنتدبه! وين؟
المشهد الرابع: (نهاري/ داخلي) في مستوصف الحي الحكومي..وعبد الرحمن واقف أمام مدير المستوصف...
المدير: جيزان.
عبد الرحمن: " باستغراب" الجيزان.. بس يا أبوفهد..
المدير: " مقاطعاً" لا تبسبس يا عبد الرحمن رجاءً هذا واجبك..وبعدين تعرف أنت كم بتاخذ راتب هناك..
عبد الرحمن: " بلا مبالاة" كم؟
المدير: أزيادة على راتبك نصفه ، يعني بتاخذ راتب ونص.. طبعاً غير الحوافز أللي بيعطوها لكل موظف منتدب، ولا ننسى بعد
مكافأة نهاية الخدمة أللي بتحصل عليها مع شهادة تقدير من وزارة الصحة..يعني بصراحة هذه فرصة ما تتعوض بالنسبة
لك..
عبد الرحمن: " يهزُ رأسه كالمستسلم للأمر" أللي تشوفه يا بوفهد..بس عندي سؤال...
المدير: تفضل قوله..
عبد الرحمن: كيف جا أسمي في الأنتداب؟
المدير: " بعد أن أسند ظهره على الكرسي" هذا ياطويل العمر جتنا أستغاثات من وزارة الصحة تطلب فيها ممرضين، وممرضات
للمساهمة في الحملة الطبية للجيزان ، عشان المرض أللي خبري خبرك..وطبعاً أنا ما لقيت أحسن منك.." يعتدل"..وعلى
فكرة مو بس أحنا أللي جانا هالقرار...
عبد الرحمن: " يهز رأسه" عارف..
المدير: ..فاهمتك ويا هم .. والله يساعدك.. وأنا متأكد يا عبد الرحمن أنك بترفع أسم مستوصفنا هناك..
عبد الرحمن: بس يا بوفهد.. على هوا ما فهمت أنهم يبون ممرضين صح..؟
المدير: إي نعم.
عبد الرحمن: وأنا يا بوفهد حيا الله فراش..
المدير: علينا يا عبد الرحمن..فراش وأنت بالنسبة للمستوصف والناس أحسن ممرض..هذا يا ولد الناس في بعض المرضى
يعتبروك دكتور، أنت يا عبد الرحمن أستاذ لبعض الممرضات أللي عندنا...أترك عنك هالتواضع بس أترك.. وتفضل
ألحين روح بيتكم ورتاح لك اليوم، وبكرا عشان بعد بكرا بيجي باص تابع وزارة الصحة وبياخذك أنت وبعض
الممرضات..والله يوفقكم..
عبد الرحمن: " يهزُ رأسه كالمستسلم لقدره"..خير.
" يخرج حاملاً أكتئابه معه "
المشهد الخامس: (نهاري/ خارجي) وعبد الرحمن في طريقه إلى البيت...
عبد الرحمن: " وهو يحدث نفسه في السر" آه... عقب ما خططت إليها صح جا الأنتداب وخربها عليّ، يعني ويش باقي عليي غير
هالسنتين وأخلص الثانوية، وبعدها أدخل كلية الطب..وبعدها أللي الظاهر ما بصير يتغير عليي وعلى أهلي الحال آه..
لو يأخروا الأنتداب لبعد الأختبارات ، ويش باقي على أختبارات أخر السنة غير أسبوعين... بس يللا المنحوس
منحوس...
" وبينما هو يقترب من البيت ، هناك صبية يلعبون بجواره، فيحيه أحدهم..."
أحد الأطفال: سلام دكتور..
عبد الرحمن: " يبتسم له أبتسامة ذابلة، وهو رافعٌ له يده محيه.. ويقول في نفسه" دكتور... أي دكتور والحلم بدا يتشتت...
" يدخل البيت "
المشهد السادس: (العودة للمشهد الأول)
أم أحمد: يا خوفي عليه من المتصدع..
أبو أحمد: الله الحافظ يا أم أحمد..
" لحظة صمت... ثم"
أبو أحمد: إلا وين أحمد؟
أم أحمد: راح للملعب يشجع..أقول أن اليوم مباراة الهلال والنصر.
أبو أحمد: "يهزُ رأسه كمن فهم"... يشجع؟
المشهد السابع: (نهاري/ خارجي) ملعب بسيط، أو ما يسمى " بملعب الحارة" واللعيبة أناسٌ بسطاء يلبسون " تي شيرتات
رياضية" لفريق الهلال والنصر وبعضهم حفاة وأحمد بين الجمهور الذي هو من نفس الحارة، والحارة المجاورة..
يشجع وهو حامل "عبوتين" من سائل التنظيف كلور، يُعبر بهما أحمد على أنهما مكبرات للصوت...
المشهد الثامن: (العودة للمشهد الأول)
أبو أحمد: " يتنهد مع التأفأف" هالولد ياني عليه خايف..
أم أحمد: لا تخاف عليه... وبعدين أحمد لاآله إلا الله عليه كلها شهرين ويتخرج.
أبو أحمد: " بتهكم" يتخرج.. وإذا تخرج من زود الوظايف يعني.
أم أحمد: " تقدم له فنجان قهوة" تفضل..أوسع صدرك..
أبو أحمد: " بعد أن شرب القهوة وهز الفنجان" أتصدقين يا أم أحمد أن هاللعيبة يا خذون على عشرين ألف ريال في الشهر.
أم أحمد: " بندهاش" لا تقول..!
أبو أحمد: إي والله يا أم أحمد..." بتحسف" لو أدري أن الدنيا بتغير حالها كدا كان طلعته لاعب.
أم أحمد: لا تخاف يا أبو أحمد... ما حد يا خذ رزق أحد، وما ضاع حق وراه مطالب، والله مو مخلينا.
أبو أحمد: والنعم بالله.
أم أحمد: هذا صالح قبل ثلاث سنين تخرج من الثانوية، وألحين باقي عليه سنة ما شاء الله ويتخرج من الكلية الأمنية... تذكر يا أبو
أحمد بعد ما خلص الثانوية وشلون كنت عليه خايف، وسهلها رب العالمين..
أبو أحمد: إي والله يا أم أحمد سهلها رب العالمين..
المشهد التاسع: (نهاري/ داخلي) في بيت أبو أحمد.. وأبو أحمد جالساً في غرفة الجلوس، ومعه أم أحمد وأبنته سارة...
أبو أحمد: " بقلق" صارت الساعة وحدة وصالح بعده ما جا..
أم أحمد: صبرك يا أبو أحمد... ألحين يجي.
سارة: وجيب معاه الأخبار الحلوه.
أبو أحمد: الله يسمع منك.
" وهنا يُسمع فتح الباب الرئيسي"
أبو أحمد: " يخرج من غرفة الجلوس التي فيها ليرى من الآتي.." صالح..صالح..
" يظهر عبد الرحمن"
عبد الرحمن: هذا انا عبد الرحمن..
أبو أحمد: ماشفت أخوك صالح جاي في السكة؟
عبد الرحمن: بلى.. شفته وعطاني هالملف، وقال لي أبشركم أنهم ما قبلوه..
أبو أحمد: "مصدوماً" هه... ماقبلوه..!
أم أحمد: ويلي عليك يا ولدي..
سارة: مسكين صالح.. كانت أمنيته أنه يدخل هالكلية.
عبد الرحمن: الدنيا أرزاق..هاك " يعطي أبوه الملف" وقول لك كلَ به خبز ولبن..
" يذهب عبد الرحمن، وأبو أحمد واقفاً في مكانه مصدوماً"
المشهد العاشر: (ليلي/ داخلي) في دكان أبو أحمد... ومعه أبو عادل، وأبو علي...
أبو علي: وبعدين يا أبو أحمد، ويش ناوي تسوي؟
أبو أحمد: " وهو مشغول الفكر" ما أدري والله يا أبو علي...ما أدري.
أبو عادل: عجل شغله معاك حزة حاضر في الدكان.
أبو أحمد: " بتهكم" أشغله معي في الدكان.. أللي يسمعك ألحين أقول هذا سوبر ماركت مو دكان.
أبو عادل: طيب والحل؟
أبو أحمد: الحل بأيد رب العالمين.
أبو علي: طيب ألحين أولدك صالح وشلونه؟
أبو أحمد: أشكوى لله يا أبو علي... صار له يومين ما يطلع من غرفته، وأكله وشربه يدوب أسكتوا جوعه..
أبو علي: بس كدا ما يصير يا أبو أحمد..لازم أتشوف له حل..
أبو أحمد: " يهز رأسه" بكرا يفرجها رب العباد.
المشهد الحادي عشر: (نهاري/ داخلي) في بيت أبو أحمد.. ومن الصباح أبو أحمد واقفاً في حوش البيت، وأم أحمد واقفه بجنبه تقدم
له القهوة...
أبو أحمد: " بعد أن شرب القهوة وهز الفنجان"..صحيتي صالح وقلتِ له أني أبيه؟
أم أحمد: إي يا أبو أحمد.. وألحين هو جاي..
" ويأتي صالح بملابس النوم"
صالح: خير يبه..تبيني؟
أبو أحمد: إي نعم وأنا أبوك..
صالح: خير يبه؟
أبو أحمد: روح بدل ثيابك، وهات ملفك وتعال..
صالح: ليش يبه؟
أبو أحمد: روح سوي أللي قلت لك عليه، وفي الطريق بقول لك..
صالح: أنشا الله..
المشهد الثاني عشر: (نهاري/ خارجي) أبو أحمد وولده صالح يدخلان لمبنى وزارة الداخلية..
المشهد الثالث عشر: (نهاري/ داخلي) خارج مكتب الوزير والباب مغلق، وأبو أحمد وأبنه داخل المكتب...
أبو أحمد: " صوت يسمع من وخلف الباب".... وهذه كلّ حكاية الولد يا طويل العمر من أولها إلى آخرها، والله يعلم يا طويل العمر
أشقد الولد راغب لها لكلية وأملنا بالله وبكم كبير والقرار ومستقبل هالولد بيدكم يا طويل العمر....
- ..................................................
-
- " بفرح" الله يخليكم فخر ودخر ألنا ويدوم عزكم يا طويل العمر..وهذا جميل
-
ما ننساه طول العمر أنا وولدي..
- .................................................. ..
-
- كلك خير يا طويل العمر ما تقصر، والله يجازيك خير وحسان، الله يرفع من شانك، الله............
المشهد الرابع عشر: ( العودة للمشهد الأول)
أبو أحمد: يا سرع الأيام..كأنها والله مبارح..
" لحظة صمت تمر..وبعدها"
أبو أحمد: وين عيد؟
أم أحمد: تلاقيه داخل غرفة القعده، أيكلم في التليفون عشان يبي يشترك في المسابقات.
أبو أحمد: أي مسابقات؟
أم أحمد: المسابقات أللي تطلع في التلفزيون..أقول بعد عيني أنه يبي يربح المليون عشان يغير من حالنا...
أبو أحمد: أقول هذا أللي ناقصنا زيادة فواتير.." منادياً" ..عيد... عيد..
المشهد الخامس عشر: (من داخل الغرفة).. عيد يكلم في التليفون، وبجانبه بعض قصاصات الورق التي كُتب عليها بعض الأرقام
الدولية...
عيد: " وقد ضغط على إحدى أزرار التليفون...ثم" عيد بن فهد العُميري...المملكة العربية ********- الرياض- ص. ب. 2501 –
تليفون:...........4624/01.....
المشهد السادس عشر: (العودة للمشهد الأول)
أبو أحمد: ياعيد..لا يصير عقلك صغير، أن ما صكيت التليفون ألحين، والله إلا أوريك ويش يصير فيك..
المشهد السابع عشر: (العودة للمشهد الخامس عشر)
عيد: " عيد يكلو نفسه، وهو يبحث في قصاصات الورق" و ألحين خلينا نتصل على برنامج أتصل وربح... وين الرقم.. وين
الرقم..هذا هو..
"و يبدأ بدق الرقم..."
المشهد الثامن عشر: (العودة للمشهد الأول)
أبو أحمد: "مازال مستمراً في تعنيف عيد"... باقي على الأختبارات عشرة أيام، أنت بعدك مركز في هالأوهام و تارك الدراسة يا
ردي..
أم أحمد: على طاري الدراسة يا أبو أحمد..
أبو أحمد: نعم.
أم أحمد: شوف لنا واسطة مع الرئاسة، كان ينقلوا سارة لمدرسة قريبة منا..
أبو أحمد: " يتنهد" قصدك أللي كانت رئاسة..
أم أحمد: إلا هي عاد.. ياحسرة عليكِ يا سارة.
أبو أحمد: " يهز رأسه كالمستسلم لقضاء الله"
المشهد التاسع عشر: (نهاري/ داخلي) في بيت أبو أحمد.. وسارة مجتمعه مع أمها وأخوتها وهم يهنئونها.. ثم بعد قليل يأتي أبو
أحمد..
أبو أحمد: " متعجباً والأبتسامة تحاول الصعود على وجهه" خير.. خير.. ويش صاير؟ ويش هالفرحة عندكم؟ عسى بس شي يسوى..
عبد الرحمن: يسوى.. ويسوى يا يبه..
أبو أحمد: ويش هذا أللي يسوى.. ويسوى..؟
أحمد: أختي عينوها يبه..
أبو أحمد: " بفرح" والله... صحيح يا بنيتي؟
سارة: إي نعم يبه.
أبو أحمد: طيب ويش عينوكِ؟ وين؟
المشهد العشرون: (ليلي/ داخلي) في غرفة الجلوس.. وأبو أحمد و أم أحمد جالسان.. والصمت المحفوف بالأكتئاب مخيم عليهما...
أم أحمد: يعني مو حرام عليك يا أبو أحمد تكسر فرحة البنت..
أبو أحمد: أو مو حرام عليي أترك بنت تتغرب في مكان ما يعلم فيه إلا الله.. لا أهل لها فيه ولا سند..
أم أحمد: بس هي أكيد مو بروحها، بكون معها مُدرسات من الرياض..
أبو أحمد: ولو يا أم أحمد قلبي ما يطاوعني أترك بنيتي وحيدتي تتغرب.
أم أحمد: ويعني يطاوعك قلبك تظل بنتك طول عمرها مكسورة.
أبو أحمد: " يتنهد" لا حوله ولا قوة إلا بالله ...
المشهد الواحد والعشرون: (نهاري/ خارجي) مدرسة في وسط شبه قرية صحراوية.. وقد خرجن للتو ثلاث مُدرسات وركبن السيارة
" حوض" الصحراوية..
المشهد الثاني والعشرون: (نهاري/ داخلي) في سكن المُدرسات.. وهو مكان أشبه بالسجن، يكاد يكون خالي إلا من بعض الأثاث
البسيط المترهل،وقد دخلن المُدرسات للتو، وكل واحدة بعد أن ترفع الغطاء عن وجهها تتأفف..
سارة: والله تعب.. متى بس الله يفرجها علينا، وينقلوني أنا لرياض..
المُدرسة الأولى: موت يا حمار.
المُدرسة الثانية: كان غيرك أشطر.
سارة: ولي يرحم والديكم لا تحبطوني.
المُدرسة الثانية: أحنا ما نحبطك، أحنا نوعيكِ للواقع.
سارة: الواقع.. طيب.." وهي تهم بالدخول"..المهم..أنا بنام و لا أبي أحد يصحيني، حتى الغدا ما أبي..
المُدرسة الأولى: لا تخافي ما حد بصحيكِ من النوم، حتى للغدا.. لأن اليوم دورك في طبخ الغدا..
" وتدخل الأثنتان إلى الغرفة.. وتبقى سارة باستيائها"
المشهد الثالث والعشرون: (ليلي/ داخلي) في سكن المُدرسات.. وسارة جالسة في الصالة مع المُدرسة الثانية ممسكة بدفتر ما.. وبعد
برهة تأتي المُدرسة الأولى وهي تحمل الشاي، وتبدأ بصب الشاي وتقديمه...
المُدرسة الأولى: " للمُدرسة الثانية " تفضلي..
المُدرسة الثانية: " تأخذ الشاي" شكراً.
المُدرسة الأولى: حياكِ.. " ثم لسارة " تفضلي..
سارة: شكراً.
المُدرسة الأولى: حياكِ.. " لحظة صمت.. ثم " قاعدة تصححين..؟
سارة: لا والله.. قاعدة أحسب الميزانية وأشوف إلا ليي، ولي عليي.
المُدرسة الأولى: "كمن فهمت " إيه..
سارة: تصدقين من جيت لحد ألحين هذه سنة نص ما قدرت أجمع فيها غير ستة ألآف ريال بس..
المُدرسة الأولى: شي طيب.
سارة: أي طيب.. ما عليه..
المُدرسة الأولى: والله.. تدري أن لي هذه السنة الثالثة ولحد ألحين ما جمعت حتى ريال..
سارة: " بقليل من الاندهاش " معقولة..!؟
المُدرسة الأولى: والله العظيم..وسألي فضيلة..
المُدرسة الثانية: " بعد أن تركت ما في يدها وستمعت لهما".. ما يحتاج تسألني..إذا أنا يا سارة ما جمعت غير خمسة عشر ألف، وهذه
السنة الخامسة ليي.. يعني تقدري تقولِ أني أحوش لي ثلاثة الآف كل سنة...
سارة: ليش كدا طيب؟
المُدرسة الأولى: لا تسألينا هالسؤال..أسأليه غيرنا..
المشهد الرابع والعشرون: (العودة للمشهد الأول)
أبو أحمد: " بتهكم" ما قصروا أنا في الرياض، وهي يعينوها في قرية تبعد ثلاثين كيلو عن الطايف.
أم أحمد: ليتهم ما عينوها.
أبو أحمد: يا حسايف.. ليتنا ما درسناها..آه..." ثم"...أقول أم أحمد..
أم أحمد: سم..
أبو أحمد: قربت الشمس تغرب، والحر بدا يخف.. قومي الله لا يهينك وطفي المكيف أللي في الغرفة " يقصد الغرفة التي كانا جالسان
بقبالها لكي يتبردا" ترا كسرة ظهورنا فاتورة الكهربا..
أم أحمد: " وهي تهم بالنهوض" أنشا الله.
أبو أحمد: " يكلم نفسه " أقوم أتوضا وذكر ربي وأدعيه بالستر والعافية والرزق.." يهم بالنهوض.. يقف ويرفع يده للسماء".. يا ليت والله
بعشرة ألآف ريال..
أم أحمد: " تخرج من الغرفة في الوقت الذي تمنى فيه أبو أحمد المال".. ويش بتسوي بالعشرة ألآف ريال يا أبو أحمد؟
أبو أحمد: أول شي أغير هالثلاجة أللي عمرها من عمر عبد الرحمن، وجيب لك أنت دراعتين وأجيب بعد بضاعة للدكان..وأدهن هالجدار
المتطعطع بويه..
أم أحمد: الله يسمع منك.
أبو أحمد: " وهو يهم بالذهاب" يا الله يا كريم..
أم أحمد: أصب شوي يا أبو أحمد أن كانك بتغسل ترا البيت ما فيه مويه ..
أبو أحمد: بعد المويه أنقطعت.. كيف ألحين أتوضا؟
أم أحمد: لا تحاتي.. قلت لأحمد وهو جاي يجيب معاه مويه.
أبو أحمد: خير..
أم أحمد: أتصدق يا أبو أحمد أقول لك أن في بيوت ما تنقطع عنها المويه..
أبو أحمد: " غير مصدقاً" أقولوا..
" يرفع صوت الأذان... وفي الوقت عينه يطرق باب البيت"
أم أحمد: الظاهر أن أحمد جا..
أبو أحمد: عجل قومي له بسرعه..
أم أحمد: " تنهض من مكانها" أنشا الله..
أبو أحمد: " ينهض أيضاً من مكانه.." ياللا نقوم أحنا بعد ونصلي هالركعتين، ونروح الدكان كان الله يرزقنا بكم ريال..
" أم أحمد متجها إلى الباب الحديد المتهالك..تفتح الباب، وإذا بالشرطي واقف وواقف بجنبه المالك.."
أم أحمد: " متفاجأة وبفزع " أبو أحمد...؟
[align=center]" أنتهت"
تنويه :- بُنيّ السيناريو والحوار السالف على مقطع من قصيدة المشاهد
للشاعر / عبدالرحمن بن مساعد [/align]