توماس الفا اديسون ) 1847- 1931م
ولد
توماس اديسون في ميلان في ولاية أوهايو في الولايات الأميريكية المتحدة في
الحادي عشر من شهر فبراير (شباط) عام 1847 من اب هولندى الاصل وام كنديه .
كان توماس اديسون طفلا غريب الاطوار كثير الاسئله والشرود وكان يظهر
اهتماما ملحوظا بكل ما تمسكه يده حتى انه عندما التحق بالمدرسه لم يبق بها
سوى ثلاثه اشهر بسبب ما كان يثيره من ازعاج للمعلمين 0 وصادف ان زار
المدرسه فى يوم من الايام احد المتفقدين فخاف المعلم ان يحرجه هذا الطفل
الشقى فقال ان هذا الولد غبى لا رجاء فيه ولا فائده من بقائه فى المدرسه
نظرا لشروده عن متابعه الدروس . وحز ذلك فى نفسيه اديسون الصغير وما كاد
يصل الى البيت حتى انفجر باكيا وروى ما حدث لامه فغضبت امه غضبا شديدا
وذهبت لمقابله المعلم ومناقشته فى رأيها فى ولدها فانها تعلم علم اليقين
ان لتوماس عقلا متقدا وذكاءا شديدا هما اللذان جعلاه يسأل دائما عن
الاسباب والحلول فكيف ينعت هذا المعلم ابنها النير بالغباء .. فأجابها
المعلم انه لايرى اثرا لتلك النباهه المزعومه ! فاستشاطت الام غضبا !
وضربت المنضده بشده ثم قالت ونبرات الثقه واضحه فى صوتها المنفعل ( قل ما
تريد .. ولكن اسمح لى بان اقول لك حقيقه واحده وهى انه لو كنت تملك نصف
مداركه لحسبت نفسك محظوظا ) ثم امسكت بيد ابنها وانصرفت عاقده العزم على
تعليمه بنفسها
.
ولكن ثقه الام كثيرا ما كانت تتزعزع ازاء كثره اسئله توماس الممله التى
كان لايكف عن توجيهها اليها فى كل صغيره وكبيره فكلمه ( لماذا) كانت لا
تفارق شفتيه من الصباح الى المساء فكانت امه تتضايق فى بعض الاحيان من هذا
الاسئله المتكرره وتخشى ان يكون فى رأى المعلم شئ من الصحه وكان ابوه اكثر
قلقاَ عليه من امه وكان يظن ان باينه شذوذا يخشى عليه منه فى مستقبل حياته
واضطر الاب الى مصارحه زوجته بما كان يعانيه من قلق على توماس ويقال ان
توماس قام ذات يوم في طفولته باجراء تجاربه على فأر التجارب صديقه مايكل
الذي لم يكن يقل له لا ابدا. كان يريد ان يكتشف طريقه للطيران وهو يسأل
نفسه باستمرار, كيف يطير هذا الطير وانا لااطير , لابد ان هناك طريقه
لذلك,فأتى بصديقه مايكل واشربه نوع من الغازات يجعله اخف من الهواء حتى
يتمكن من الارتفاع كالبالون تماما وامتلأ جوف مايكل من مركب الغازات الذي
اعده اديسون الصغير, مما جعله يعاني من آلام حاده ويصرخ بحده, حتى جاء اب
توماس وضربه بشده ولكن الام قررت بينها وبين نفسها ان تجعل منه رجلا عظيما
كما ساعدته على مطالعة تاريخ اليونان والرومان وقاموس بورتون للعلوم.وعند
سن 11 سنه درس تاريخ العالم الانجليزي نيوتن, والتاريخ الامريكي والكتاب
المقدس وروايات شكسبير.
وكان
يحب قراءة قصة حياة العالم الايطالي غاليليو. بينما كان يكره الرياضيات
كان عمر توماس فى وقتها ثمانى سنوات ومع ذلك فقد عقد العزم على الا يخيب
ظن والدته فيه ابدا وكانت عائلته فى حاله ماديه متواضعه جدا وبعدما انقطع
توماس عن الذهاب للمدرسه بعد مشاجره امه مع المعلم حاولت امه ان تلقنه
المبادئ الاساسيه التقليديه للتعليم ولكنها سرعان ما ادركت ان تلك الطريقه
كانت لاتتماشى مع عقليته فتركت له حريه التعلم بطريقته الخاصه التى كان
يقوم بها فى بيته وفى انحاء المدينه . ولكن امه بجانب ما لقنته من مبادئ
القراءه والكتابه اسبغت عليه من العطف والتقدير ما اعاد له ثقته بنفسه
وحفزه على ان يعتمد على نفسه فى كل شئ .... انكب توماس على قراءه كل ما
يقع بين يديه من كب وموسوعات وجرائد ومجلات وكانت امه تقتصد من مصروف
البيت ليشترى من باعه الكتب المستعمله ما يروق له منها..وخصصت له امه غرفه
جمع فيها عددا من القوارير والمواد الكيميائيه والاسلاك المختلفه ليجرى
فيها تجاربه
ولكن
الامر لم يقتصر على ذلك فحسب فقد اضطر الصبى الصغير وهو ما يزال فى سن
الثانيه عشره من عمره ان يساعد والديه فى كسب القوت فبدأ بزراعه الخضر
ويبيعها الى اهالى المنطقه ولكنه وجد ان هذا العمل لا يرضى طموحه ,
فأستاذن والدته فى بيع الصحفى فى قطارات السكه الحديديه وأحب عمله الجديد
اذ مكنه من الاطلاع على جميع الصحف والمجلات . كما احبه موظفى السكك
الحديده وسمحوا له بحريه التنقل بين عربات القطار ومحطاتها . ونشبت الحرب
الاهليه فى امريكا واحس توماس بتلهف الناس على قراءه الاصحف والاطلاع على
اخبار القتال ففكر فى طبع صحيفه تحمل آخر الانباء متسعينا فى نقلها بما
تحمله البرقيات من محطه الى اخرى ... ويتاء على ذلك اشترى آله طبع صغيره
ومجموعه من الحروف القديمه بسعر زهيد ووضعها فى احدى عربات البضائع التى
كان يضع فيها ادواته من زجاجات واحماض ومواده الكيميائيه حيث كان يقضى
ساعات فراغه بعد توزيع الصحف على الركاب اذ كان يشق الولايات المتده
بطولها وظل توماس المحرر لمجلته الاسبوعيه التى سماها ( الرائد الاسبوعى )
ولاقت هذه المجله رواجا حيث بلغ توزيعها اليومى نحو مائتى نسخه وهكذا كان
توماس اصغر صاحب صحيفه فى العالم اذا كان سنه حينذاك لا يتجاوز الخمسه عشر
عاما وكان فضوله العلمى يستهلك منه كل امواله فى شراء المواد الكيميائيه
ويذهب للتجارب اثناء ساعات الفراغ حيث العربه التى اصبحت مختبره الخاص
وذات
يوم اهتز القطار اهتزازا شديدا فسقطت قطعه فوسفور على ارض العربه (( معمل
اديسون )) فاشتعلت فيها النار وكانت الخساره طفيفه غير ان هذه الحادثه
كانت سبباَ لطرده وصفعه صفعه قويه اصابت اذنه وادت الى صمم كامل فى اذن
والأخرى 80% فقد اديسون سمعه كما حرم من صعود القطارات ليقتصر بيعه على
المحطة فقط وما ان وصل القطار الى اول محطه حتى القى حارس لبقطار بزجاجات
الصبى وادواته وآله الطباعه على الرصيف . بعدها عاد توماس الى بيته وقد
امتلكه اليأس ولكن امه استقبلته باسمه واخذت تشجعه وتبث فيه الامل حتى
استعاد عزيمته واستكمل تجاربه فى قبو منزله ويقال ان توماس جمع فى معمله
هذا نحو مائتى زجاجه رأى ان افضل طريقه لحمايتها من العابثين زالفضولين هى
ان يكتب على كل زجاجه منها كلمه ( سم)
حدث
انه فى احد لحظات تواجده فى محطة القطار أن رأى طفلا يكاد يسقط على
القضبان فقفز المراهق الشاب لينقذه بدون حتى ان يعلم انه ابن رئيس المحطة
...وكمكافأة لهذه الشجاعة النادرة عينه الرجل فى مكتب التلغراف وعلمه
قواعد لغة مورس ...و كان هذا فتحا كبيرا وكأنك علمت طفل الرابعة عشرة
حاليا اعقد واحدث لغات الكمبيوتر
كانت
فرصة اديسون الكبرى فى ان يجرب تطوير هذا الشئ الذى بين يديه مما نتج عنه
اول اختراعاته ..التلغراف الألى ..اى الذى لا يحتاج الى شخص فى الجهه
الأخرى لإستقباله بل يترجم العلامات بنفسه الى كلمات مرة اخرى
ولكنه
كثيرا ما كان يهمل واجباته وينشغل فى بعض التجارب الكهربائيه وغيرها اذ
كانت له حجره خاصه لاجراء تجاربه وكانت عاهه فقدان سمعه قد زادت فى عزلته
عن الناس ولكن رئيسه ضج من كثره اخماله الرد على اشارات التلغراف فكلفه ان
يتصل به كل نصف ساعه حتى لا يبتعد عن آله التلغراف , فاخترع جهاز عرف باسم
المكرر الآلى يغنيه عن الاتصال بنفسه ويمكنه من التفرغ لتجاربه واستعمله
ايضا لابراق رسائل من على خط آخر من غير حاجه الى مبرق , ومن منافع وظيفته
فى عمل البرقيات انشغاله بمسائل الاتصال اللاسلكى وتعمقه فى تجارب ""
فارادى "" وما لبث ان اصبح من خبراء التلغراف 1868 دخل مكتب الاتحاد
الغربى ( ويسترن يونيون )فى بوسطن كمشغل برقيه واصبح صديق للعديد من
الكهربائيين خاصه الشريك التالى لجرهام بيل وكان اسمه بنجامين فرانكلين
بريدينج الذي كان واسع الإطّلاع أكثر بكثير ويقال انه كان اكثر معرفه من
توماس وبيل نفسه فى مجال الابراق والكهرباء ودخل عمل خط الابراق الخاص على
نطاق بسيط جدا وبعدها استقال من ويسترن يونيون ويقال انه كان على وشك ان
يفصل منها واستقال لكى يتفرغ لاختباراته على تطوير التيلغراف
1868
ظهرت اولى براءات اختراعه وهى مسجله اصوات كهربائيه لاصوات الناخبين وقد
تقدم بطلب تسجيل هذا الاختراع فى مركز براءات الاختراع فى 11 اكتوبر 1968
وقد تم رفض العمل بهذا الجهاز فى تسجيل اصوات المقترعين مما اصابه باليأس
ومنذ ذلك الحين قرر بينه وبين نفسه الا يخترع اى شئ لايحتاجه الناس وان
يتأكد اولا ان اختراعه سوف يكون له قوه طلب قبل ان يصنعه
1869
هبط فى مدينه نيويورك عن طريق باخره بوسطن وكان فى هذا الوقت فقير ومفلس
ومثقل بالديون وبينما كان يبحث عن عمل تصادف وجود عطل فى غرفه تشغيل الذهب
خاص بتسجيل الاسعار واسرعوا بمخترع الآله
الدكتور
لوز حينها بادر اديسون وقال انا استطيع اصلاحها وسمح الدكتور ليز لاديسون
وفضوله بان يشاركانه بالكشف على الآله وفعلا خلال ساعتين كان اديسون قد
اصلحها مما جعل الدكتور لوز يستدعيه ويختبر معلوماته في الفيزياء
والتلغراف والكهرباء حتى سمع مايسره وعين اديسون مشرفا على مصنعه براتب
300 دولار شهريا
وفى
سنه 1869 اخترع آله تلغراف تسجل كتابيا الاشارات المختلفه , استدعاه
المدير وسأله كم يريد مقابل الجهاز؟ فكّر اديسون بان سعر خمس آلاف سيكون
ممتازا ولكنه سكت وتأمل وقال للمدير ما السعر الذي تراه منصفا؟؟ قال
المدير هل يكفيك اربعون الف دولار؟؟ ليطير اديسون من الفرحه. ويخرج مسرورا
مهلوسا لهذا المبلغ الضخم, رغم ان جهازه يوفر على الشركه الوف الدولارات
ونال على اختراعه 40.000 $ , ومكنه هذا المبلغ من تأسيس مصنع فى نيويورك
لانتاج هذا الجهاز واتاح له تمويل ابحاث وتجارب اخرى وهكذا اصبح من رجال
الاعمال الاغنياء بين عشيه وضحاها وفى عام 1886 اسس مصنع منلو بارك الشهير
فى ولايه نيو جيرسى حيث تلاقت اختراعاته التى سجل منها ما يقارب 1093
اختراع ومن هذا المعمل ظل توماس اديسون العصامى العبقرى يعمل دون توقف
طيله اربع وعشرون ساعه يومياَ يختلس ساعات منها فترات قصيره للراحه ليعود
للبحث والعمل من جديد وكان يكتفى بوجبات طعام سريعه فى المعمل كان عقله
الجبار يجوب فى ميادين مشبعه ويبحث فى مسائل تتعلق بخمسه واربعين اختراعا
فى آن واحد
.......يتبع......