أطفال يتراكضون ، يضحكون ، تقليد بات علامة فارقة للعيد ، والعيد يأتي ثم يفارق ، وذكريات الطفولة في العيد وحدها التي تشخص في أعماق الروح ، ففي العيد تستعيد الطفولة جزءا من بريقها ، ويغدو الطفل سيد الموقف ، له أن يتدلل كيفما يشاء .
له أن يطالب بثوب جديد ، بدمية تغني وترقص ، بمسدس بلاستكي ، له أن يسرح ويمرح ، ووحدها البراءة ترتسم ، وتظلل ابتسامة تعكس تجليات الروح ، وتكشف بعضا من خبايا الذات.
والعيد محطة فرح وتتويج مرحلة ، وهو إذ يغدو عابر سبيل للكثيرين منا ‘فإنه يمثل وقفة لأطفالنا الذين ينتظرون العيد بشغف ، فكثيرا ما نقرن مطالباتهم برد عفوي "على العيد "، ثم يأتي العيد ، ويرفل فيها البعض بارتداء كل ما هو جديد.
في العيد الفائت ، استثمرت فرصة لعب أطفالي لألعب بمعيتهم ، ثم تبادر لذهني سؤال :
هل عشنا طفولتنا ؟
لم أفكر في السؤال كثيرا ، فقد كان السؤال تيار استرجاع لا محاولة للرصد والوقوف على إجابة محددة .
لكن السؤال الذي يراودني هذا العيد : هل يعيش أطفال فلسطين كلهم طفولتهم ؟
وبواقعية وتشخيص تتأتى الإجابة ودون تردد : لا
فثمة من يتوارى خلف الجدار، وثمة من لا يجد ثمنا لدمية أو سيارة بلاستيكية، وثمة من كان أبوه أسيرا، فظل منزوع الرغبة في الفرح، وفي تسجيل الموعد من الفرح، لتغدو المحصلة: لا فرحة ولاعيد.
في العيد تداخل ما بين البراءة والفرح، وهو تداخل غير ممجوج ولا مفتعل، فالمفترض أن يكون العيد مساحة للتحرر من كل هم، وكذا الطفولة، لكننا في حالتنا أسقطنا كل مفاهيم النكد على كل ما يمت لنا بصلة حتى أطفالنا، فغدت طفولتهم هما قبل الأوان، وعبوس وتكدر
في العيد، قصص عديدة تناولت مفارقات العيد والطفولة، لكنها كلها جانبت رصد الحقائق في واقع لا تخلو معطياته من كثرة الحقائق المرة.
في العيد، نجمل للأطفال مظاهرهم باللباس، ونسبغ على أفواههم حلاوة الحلوى، لكننا لا نجنبهم مرار القادم من الأيام.
في العيد يزداد التواصل، وتأخذ الطفولة مجدها، عذرا للمقاطعة: ابنتي تسأل: متى ستشتري لي دمية ؟
ودون تفكير أجبتها: على العيد
حبيب