الحمد لله
سير اعلام النبلاء المجلد العاشر ص 140
في ترجمة يحيى بن حماد رحمه الله ...
قال محمد بن النعمان بن عبد السلام : لم ار اعبد من يحيى بن حماد واظنه لم يضحك .
قلت - يعني الذهبي رحمه الله -
الضحك اليسير و التبسم افضل و عدم ذلك من مشايخ العلم على قسمين:
احدهما : يكون فاضلا لمن تركه ادبا و خوفا من الله و حزنا على نفسه المسكينة
والثاني : مذمومٌ لمن فعله حمقا وكِبرا و تصنعا . كما ان مَن أكثر الضحك أُستخف به ولا ريب ان الضحك في الشباب اخف منه واعذر منه في الشيوخ.

و اما التبسم و طلاقة الوجه فارفع من ذلك كله. قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم : وتبسمك في وجه اخيك صدقة ( البخاري) و قال جرير : ما راني رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الا تبسم .(البخاري)
فهذا خُلُقُ الاسلام فاعلى المقامات من كان بكّاءا بالليل بسّاما بالنهار. وقال عليه السلام : لن تَسَعوا الناسَ باموالكم فليسهم منكم بسط الوجه.(البزار والحاكم)
بقي هنا شيءٌ : ينبغي لمن كان ضحوكا بساما ان يُقصِر من ذلك. ويلوم نفسه حتى لا تمجه الانفس . و ينبغي لمن كان عبوسا منقبضا ان يتبسم و يُحَسِّنَ خلقه و يمقت نفسه على رداءة خلقه و كل انحراف عن الاعتدال فمذموم ولا بد للنفس من مجاهدة وتأديب.
انتهى
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم

وجزاكم الله خيرا
ونأمل منكم دعوة صالحة
محبكم
ابن احمد