* شبيجيل: منح الرئيس المصري محمد مرسي نفسه صلاحيات واسعة جديدة في الأسبوع الماضي. هل هذا انقلاب؟

- البرادعي: لقد استحوذ بالسلطة كاملة لنفسه. الفراعنة أنفسهم لم يمتلكوا تلك السلطة، ناهيك عن سلفه حسني مبارك. هذه كارثة، سخرية من الثورة التي أتت به إلى السلطة فعل يدفع المرء للخوف من الأسوأ.


* شبيجيل: أنت تعتبر على نطاق واسع دبلوماسي و متزن. لماذا هذه الدرامية في ردة فعلك؟ و قد قال أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين أن السلطات الجديدة سوف تفعل فقط حتى تمرير الدستور الجديد

- البرادعي: علينا أن ننظر إليها في سياق ما يقرب من عامين من الانتقال. ليس لدينا برلمان فعال قد تولى مرسي منذ أشهر مرسي المهام التشريعية. الآن قرر أنه ينبغي ألا تكون هناك أي معارضة للقوانين التي يقرها وأنه مخول لتمرير أي تدبير لصالح الأمن القومي. من الصعب أن تكون مطلقا أكثر من ذلك. و الإعلان الدستوري – و يا لسوء الجمع بين كل ذلك-،يهدد بأن يعيدنا إلى أحلك فترات العصور الوسطى.

* شبيجيل: تقريبا كل أعضاء اللجنة التأسيسية للدستور من المسيحيين و الليبراليين قد انسحبوا. لماذا؟

- البرادعي:
لأننا جميعا نخشى أن جماعة الإخوان المسلمين سوف تمرر وثيقة ذات طابع إسلامي و الذي يعمل على تهميش حقوق المرأة والأقليات الدينية. من الذي يجلس في هذه الجماعة؟ أحدهم، يريد حظر الموسيقى، لأنه يزعم أنها ضد الشريعة الإسلامية، وآخر ينكر الهـولوكوست ، وآخر يدين الديمقراطية علنا!

* شبيجيل: أنت تعتقد بأن مصر تسير على الطريق لتصبح ديكتاتورية مرة أخرى. ولكن مرسي قد انتخب قانونيا والإخوان المسلمون هم أغلبية.

- البرادعي:
حصلت جماعة الإخوان المسلمين على تلك الأصوات في ظروف مشكوك فيها. لقد انقسمت البلاد. إذا كانت القوى المعتدلة لم يعد لها صوت، فإن هناك حرب أهلية سوف تندلع في مصر. أخشى ذلك. كما أخشى أن هذه الحكومة الغير كفء سوف تدمر الاقتصاد

* شبيجيل: هل فشل الربيع العربي بالفعل في مصر؟

- البرادعي: لا أعتقد ذلك، و أنا أحارب ذلك، ففي شهر إبريل أسست حزب "الدستور"، و ذلك مع الاشتراكيون الديمقراطيون و كل القوى الليبرالية و سوف نتحد جميعا ضد الإسلاميين. لازالت أمامنا فرصة و علينا ألا نضيع الصحوة. فسوف يكون الأمر مأساة. الشباب يريدون حرية شخصية أكبر و وظائف أفضل،
يريد –الشباب- كلمة واضحة من الغرب ضد مرسي. و إذا كان الأمريكيين و الأوروبيين يؤمنون حقا بالقيم التي يجلونها دوما فلابد أن يساعدوننا في الضغط على مرسي.

* شبيجيل: هل تؤيد تجميد المساعدات الأمريكية لمصر؟

- البرادعي:
لا يمكنني أن أتخيل أن شخصا يحمل المباديء الديمقراطية يمكن أن يدعم مثل هذا النظام على المدى الطويل. نحن لا نريد تكرار همجية الثورة الفرنسية.