بسم الله الرحمن الرحيم
القطـوف قليلاً مـن حكـم عاليـة المقــام ؟.؟؟؟؟؟؟؟
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
هـي الدنيـا أيها الإنسـان
هـي الدنيـا ..
تمـط الأيـام لتمثل عمر الإنسان ..
أنفاسه محسوبة ومعدودة بالقسط والميزان ..
ثم تنكمش الأيام يوماً بعد يوم ليقل العمر بالنقصان ..
والإنسان يبني حائط الآمال وكأنه مخلد يملك السند بالأمان ..
ولا يدري أنه يبني العرش فوق محك زائل هو ذلك الخذلان ..
فإذا تمعن بعقله لأدرك أنه يبني فوق ركام من سبقوه بالبنيان ..
فلو كانت الدنيا لهم دائمة ما تركوها لقادم من بني الإنسان ..
إنما هي الدنيا تلوح بالبشرى وتغري غافلاً بالخلد والجنان ..
وتبني الأماني فوق أرض الأوهـام بصحبة الشيطان ..
غفلة وعربدة وهفوة وضياع وتسويف ونسيان ..
ثم أنفاس تسكت ذات يوم فقـد آن الأوان ..
والعمل كالعهن لا يثقل الميزان ..
والندامة والندامة بالخسران ..
إذا لم تكن للعبد توبة وغفران ..
هي الدنيا أيها الإنسان .. هي الدنيا أيها الإنسان ..
هي الدنيا أيها الإنسان .. هي الدنيا أيها الإنسان ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الحكيم :
أتبـكي أيـها الإنسان وتشتكي بعـدم الإبصـار ..
وأنـت ذلك الجاهـل ولا تـدري خفـايا الأسرار ..
فلو كشف غطاء الغيب للعبد في قدر من الأقـدار ..
ما يختار العبد إلا ما يختار له رب الغيب والأسرار ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أجـراس التنبيـه !!
أصوات الأجراس تفرزها النفوس .. فأجراس تدق لتعلن عن قادم جديد .. وأجراس تدق لتعلن عن راحل لبعيد .. وأجراس تدق لتنذر بالوعد والوعيد .. وأجراس تدق فرحاً لقـدوم عيد .. وأجراس تدق حزناً لرحيل ذاك الفقيد .. وأجراس تدق حسرةً على ماض تليد .. وأجراس تدق تحذيراَ لمستقبل أمره شديد .. وأجراس تدق على حاضر يكابده العبد فيه سعيداَ أو غير سعيد .. وللأجراس لها أن تدق كما تشاء فإنها على الأقدار أبداَ لا تحيد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زارع وزارع !!!
هناك من يزرع خيرات الأرض لتحصد الناس فوائد النماء .. وهناك من يزرع الفضائل في الخلق ليحصد الشكر بحسن الأداء .. وهناك من يزرع السلام والوئام بين الناس وهو من الأتقياء .. وهناك من يزرع المفاسد بين الناس ليحصد الناس الشِـر والبلاء .. وهناك من يزرع الفتن في الأرض حتى تكون الناس في قتال وعـداء .. وهناك من يزرع الشقاق والموت في أمة كانت في هناء .. والكل يزرع ولكن ليس كل من يزرع هو الذي ينفع الناس بالعطاء ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المواليـد مـن أرحام اللســان
رب كلام هو مولود بطرف لسان قائله يجرح بـه آخـراً بالآلام فيورد قائله النار يوم الحساب ..
ورب كلام يطلقه صاحبه في ساعة مزاج مجوناَ يشيع الفواحش ألحاناً وأنغامـاً يرددها أهل الفسوق والألقاب ..
فيسن بذلك سنة موبقة يتغنى بها الآخرون ليحصل قائله الوزر ووزر القائلين من بعده أشد العزاب يوم العقاب ..
ورب مجتهد بقـوله يفسد الود بين الأخلاء ثم يشعل الأحقاد في الأنفس وبذلك يجرم ويوجد الخصام والخـراب ..
ورب سـاب يسـب فجـوراَ بلسانه عنـد الخصام فهـو ذلك المنافق تصـدق عليه علامات النفـاق بالسباب ..
ورب خائض يخوض بلسانه في أعراض الناس والغافلات فيزرع الشر والشك في ساحات البراءة بغيـر أسباب ..
وحصـاد الألسن هـو إمـا ثمار طيب قولاً كريماَ .. وإما ثمار كزقوم بالمرارة يوجع الحلوق ويجلب الاكتئـاب ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التســويف
أغلب الناس يخدعون أنفسهم بالاجتهاد في غـد .. فإذا جاء الغد يلقونه بالتسويف حتى يغادر الغد بغير تنفيذ .. ثم يرجون غداَ جديداً فيتوهمون بالاجتهاد فيه .. ويأتي الغد الجديد ولا يتخلف عن موعده ولكن الناس يتخلفون عن عزائمهم حتى يمر الغد ويذهب بغير تحقيق ليكون أمساَ وماضياَ .. وتتوالى الأيام حسرة يوماَ بعد يوم آخذة العمر بالتقصير .. وتلك سنة في بعض الناس طوال الحياة حتى فجأة تأتـي النهاية .. والحسرة والحسرة إذا كان التسويف في أعمال العبادات والطاعات .. والصحيفة خالية من الأعمال الصالحات .. فذلك الإنسان خسر الدنيا والآخرة .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقــد جرت المقاديـر !!
الأنهار لا ترتد من مصباتها لمنابعها .. وقد أدت رسالتها .. والموتى لا يرجعون للحياة لاختيار خطوات بديلة .. وقد أخذوا الفرصة في دنياهم .. والمقابر لا تشتكي من قلة الإعمار لأنها تستقبل ولا تفقد روادها .. والكبار لا يعاودن في مراحل العمر من جديد فقد مروا بتلك المحطات التي لا تقبل الإعادة .. والمواليد لا ترجع لأرحامها لأنها أخذت حظها في الرحم ثم بدأت خطوات الحياة في الدنيا .. وكل قدر بحينه ولا يقبل التقديم أو التأخير .. ومع ذلك فإن الناس لا تكتفي من كلمة يا ليتني ويا ليتهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسـواق الحيـاة
كل ممنوع مرغوب في فطرة الإنسان .. وكل متاح مبذول يمله الإنسان .. والفضائل والأخلاقيات معروضة ومتاحة ولكن القليل من يسعى لنيلها .. والموبقات والفواحش ممنوعة ومحظورة والكثير يجتهد في نيلها .. وأسواق الحياة تعج بصفات الكمال من محاسن الأخلاق والفضائل ولكن الطلب عليها أقل من المعروض .. وهي تلك الأسواق التي تندر في أرففها سلع الفسق والفجور .. ومع ذلك فالطلب عليها أكثر من المعروض .. وذلك هو الإنسان يجتهد في نيل المضار ويكسل في نيل المنافع . وهو ذلك الجهول الظلوم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خطوات الشيطان تلاحق خطوات ملائكة الرحمن !!
تجري المفاسد اليوم في العالم كالسيل بما كسبت أيدي الناس .. والعالم اليوم ليس بذاك المهد المطمئن الذي يلجأ إليه الإنسان وينام فيه بملء الجفون .. والخطوة تستلزم الحذر والحيطة من ألغام ومؤامرات وكيديات العصر .. وحتى طفل المهد عندما ينام يجب أن ينام بعين تطمئن وأخرى لا تطمئن .. فلا تخلو مسارات العالم من مساس المخاطر ومزالق الأسافل .. والدماء الطاهرة في الماضي أصبحت اليوم خبيثة ملوثة محقونة بأيد الغدر والخيانة .. ومشبوهة حيث تلاشت عنها صفة النقاء والصفاء .. فذاك الأخ اليوم هل هو ذاك الأخ الحبيب الذي كان بالأمس .. وذاك الخل الذي كان يمثل الوفاء ذات يوم هل هو يحمل نفس جينات الإخلاص في الماضي .. أم هو مسخ من رحم الحاضر الذي يشاطر ويشرب من جداول الشيطان ويطعن من الخلف .. تتنزل وتسود اليوم في ساحات العالم هوابط الأخلاق وتتلاشى عنه محاسن المعاني الرفيعة .. ويوماً بعد يوم تهرب وتبتعد الملائكة عن رياض الفضائل ومراسي النبل والشرف .. لتحل محلها في الأرض ندوات الخبائث بأيد الشيطان وأعوانه .. العفة والبراءة ومحاسن الأخلاق والتقاليد بدأت تلملم أغراضها لتغادر إلى وجهة الماضي المجهول .. والناس في الحاضر على غفلة .. أو في نشوة هم سكارى بخمر يقدمه الشيطان على غفلة .. في الشرق وفي الغرب وفي كل أرجاء العالم تتقدم مخاطر المفاسد باسطاً ذراعيه بالسيطرة والقوة .. وتتراجع وتتأخر محاسن الأخلاق والأديان مدحوراً مخذولاً . ويندر من يحتمي اليوم جاداً إلا بستار وجدار الدين الحنيف والعقيدة السمحة .
( الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد