بسم الله الرحمن الرحيم
يقـولون مـا لا يفعـلون ؟.؟؟؟؟؟
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
أفنينا السنوات والسنوات في مشوار المعية والتمثيل .. فلم يكن الإخلاص أبداً في يوم من الأيام هو الرابط في ذلك المشوار .. بالرغم من أن الكل يدعي الإخلاص والوفاء .. ولكن الحقيقة تؤكد أن الشتات هو السائد في الجوهر .. وأن الوفاق هو السائد في المظهر .. تلك هي أحوال ( الفرق ) التي مثلت دولاَ في أعقاب الحكم الإسلامي التركي ( الفاطمي ) .. حيث بدايات الشتات بالمسميات المختلفة .. والتي خرجت عن مفاهيم الولاية الإسلامية الموحدة .. وشكلت كيانات كثيرة تكونت بحكم الواقع المميت في ذلك التاريخ .. ومثلت تلك التجمعات الجديدة دولاً وإمارات وممالك قائمة بذاتها .. وحيث الأجندات المتنافرة المتباينة غير المتجانسة .. وحيث الشتات والتحالفات .. ويوماً بعد يوم ولسنوات وسنوات تتسع العلاقات البينية تباعداً ولا تلتقي إلا نادراً عند الضرورة .. والخريطة الجديدة للأمة الإسلامية التي كانت في الماضي تشكل نواة قوة إسلامية كبيرة أصبحت اليوم بمسميات الدول العربية والإسلامية .. وهي تفرقة تعني في الأساس انشطاراَ جوهرياً في قوة الأمة الإسلامية .. ثم بعد ذلك الإنشطارات البينية العربية الإسلامية .. والانشطارات البينية العربية العربية .. والانشطارات البينية الإسلامية الإسلامية .. فهي كيانات أصبحت قائمة بذاتها ولا تربطها حالياً إلا سيرة التاريخ في الماضي .. ثم تربطها ضروريات الوقوف في الصف عند اللزوم .. وحيث يكون الوقوف مفروضاً من الآخرين الذين يمثلون الأعداء .. تارةَ عندما يصنفون تلك الدول حسب التحالفات .. فأصدقاء وأعداء .. فدول مرضية عنها ودول مغضوب عليها .. أو تارةَ عندما يضعون الكل في سلة واحدة حيث الضرورة تقتضي بذلك في حالة الدفاع عن دولة العدو الإسرائيلي .. وفي تلك الحالة هناك دول تسقط هاماتها وهيبتها حيث تمثل عمالة مسقطة تداس تحت المداس .. وحيث الكرامات المجروحة المهانة التي تمثل العلقم في الحلوق .. ومع ذلك فعند أول إشارة بطرف البنان من الأعداء نراهم يركضون مرة أخرى إلى أحضان الأعداء بشغف ويطلبون الرضا والعفو منهم .. تجارب تعودنا عليها وأصبحت مألوفة وغير معيبة في هذا العصر .. والعمالة في هذا العصر شغف تسعى إليه الكثير من دول الأمة حتى تضع إشارة الرضا وأوسمة العمالة في صدرها .. فهي تتحدى من يعيبها من الأصدقاء قبل أن تتحدى من يعاديها في العمق في دينها ومبادئها .. والشعارات المشتركة للأمة الإسلامية قد تكون مرفوعة هنا وهناك فقط للاستهلاك المحلي لزوم استرضاء بعض الشعوب الحريصة على ماضي الإسلام العظيم .. وتلك الشعارات قد تمثل حلماً كبيراَ للكثيرين من المسلمين .. ولكن تنتهي تلك الأحلام عند محطات القيادات التي تحرص على مقاعدها أكثر من حرصها على دين ومبادئ شعوبها .. فإذن يجب ان يعترف الجميع بالواقع ويترك التحايل ودفن الرؤوس في الرمال .. بأن تلك الدول التي تمثل الإسلامية والعربية لا تجمعها أبداَ الغيرة العقيدية أو الحرص على المصير المشترك .. أو الحمية القومية بل يهمها في المقام الأول مجرد الشكليات البينية التي تحفظ ماء الوجه وتحفظ المسميات التاريخية دون التعامل مع جوهر تلك المسميات .. ثم بعد ذلك يشتكي الجميع من هذا العصر .. والعصر يشتكي من قوم يقول ما لا يفعل .. وتلك من منقصات هـذا الزمن العجيب .
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد