بعد خروج الريال من دوري أبطال أوروبا ، كما أصبح احتمال حصوله على الليجا ضئيلا جدا ، بالاضافة الى أن خروجه من الكأس سيجعله ينهي موسمه هذا خالي الوفاض من أي بطولة..
ولكن رغم ما حدث فإن من رأى شجاعة وتفاني وتضحية واخلاص وولاء حامي عرين الريال سيعجز عن انتقاده بأي شكل من الأشكال، فقد كان بالفعل صمام الأمان والسد المنيع لمرمى الريال والذي جعل خروج النادي الملكي من البطولات الثلاث خروجا مشرفا لاسمه بعد أن أنقذ النادي من خسارات ربما لولاه لكانت تاريخية..
هذا الحارس المتفاني الذي وقف كالجدار وكان الحارس والمهاجم في مباراة وداع دوري الأبطال أمام الأرسنال ، والذي دفعه اخلاصه لناديه المفضل بالقيام بكل ما يمكنه سواء لتنشيط الهجوم أو لاحراز هدف بنفسه..
ما فعله جعل قلب عشاق الريال يتقطر حزنا عليه ، فقد كان موقفه شجاعا حقا ، وأتمنى بصدق أن يكون كابتن الريال بعد اعتزال راؤول لأنه الاكثر خوفا على مصلحة نادي الملوك.
ودوليا فقد انتزع بكل ثقه حراسة مرمى منتخب اسبانيا من الحارس المتألق كانيزاريس حارس مرمى نادي فالنسيا الاسباني اثبت للجميع انه الافضل والاحق ونشاهده يبرع في كل شئ ولم يترك مجال لاي مدرب ان يشك به حتى الآن.
لذلك ونظرا لما قدم من خدمات جليلة لنادي الريال والمنتخب الاسباني فقد أجبرني اخطبوط الماتادور وصاحب الرقم 23 على سرد مسيرته في هذا الموضوع.



(- ايكر كاسياس -)



!~¤§¦ طفــولته ¦§¤~!



ولد ايكر كاسياس في 20/5/1981 بالعاصمة مدريد ، وقد ظهر بوادر عشقه لكرة القدم منذ نعومة أظفاره ، فقد كان متيما بهذه اللعبة ، فقلما رآه أحد ويديه خاليتين من عشقه الأول "كرة القدم" ، وكان حبه للمستديرة لا يوصف فقد تمنى وطمح منذ طفولته أن يكون ضمن النادي الملكي والمنتخب الاسباني كما حلم بالشهرة والنجومية وبالطبع كان له ما أراد في المستقبل.
وبعد أن كبر قليلا وبلغ السابعة من العمر بدأ بالتفكير بالانضمام الى النادي الذي كان محل متابعته أولا بأول ، والذي لطالما تابع أخباره وكل ما يتعلق به ، بالطبع ما أتحدث عنه هو نادي ريال مدريد (الفريق الثالث).


!~¤§¦ بداية مشواره مع الملوك ¦§¤~!



ابداع كاسياس وتميزه جعل الفريق الثالث لنادي الملوك يوافق مباشرة على التحاقه معهم ، ولم يكن كاسياس عندها يتجاوز السابعة من العمر ، وكان جل ما يتمناه من انضمامه أن يطور مهاراته ويرفع من مستوى أدائه ويزيد خبرته مع الملوك ، وقد حصل كاسياس على دعم كبير من والديه الذين كان لهما كثير من الفضل لوصول كاسياس الى ما هو عليه ، فقد ساهم دعمهم المادي والنفسي لايكر بأن جعله متهيئا ومستعدا للتفرغ لناديه على عكس الكثير من نجوم الكرة الذين استطاعوا البروز بالرغم من قسوة الحياة التي كانت تجابههم والظروف الصعبة التي تحدوها واستطاعوا تجاوزها.
وفي سنة 1990 التحق كاسياس رسميا بالنادي وكان آنذاك في الـ8 من العمر ، ظن الجميع في باديء الأمر أنه لن يكمل مسيرته مع النادي لأنه كان من أصغر لاعبي الفريق سنا ، ولكن أثبت نفسه وبرز نجمه بين كوكبة من اللاعبين الكبار فأصبح محط أنظار الكثيرين ، خاصة وأنهم كانو متوقعين فشله ولم يدركوا ابداعه الكروي الفطري.


!~¤§¦ انتقاله للفريق الثاني¦§¤~!



رآى اداريي الريال أن كاسياس سيكون نجما كبيرا في المستقبل لذا فقد سارعوا بنقل كاسياس للفريق الثاني عام 1998، وكان سعادة كاسياس بالغة حيث أنه بدأ بالتفكير جديا بتحقيق الحلم الذي راوده منذ صغره الا وهو الشهرة والنجومية.
ولم يخب ظن عشاق واداريي الريال فقد كان الموسم الاول له مع الفريق الثاني مميزا بحق واستطاع فيه اثبات جدارته ولمع نجمه ، وزاد اصراره على ان يصبح من أقوى وأشهر الحراس بعد أن رآى التطور الملحوظ الحاصل في مستواه.
الجدير بالذكر أن كاسياس كان حارسا مثاليا بأخلاقه ولعبه ، فقد كان مشتهرا بتواضعه وأدبه كما أنه من ناحية أخرى كان مواظبا على التمارين ، فقد كان دؤوبا عليها كل يوم ولا يتأخر أو يغيب عن الحضور الا نادرا


!~¤§¦ دوليــــا¦§¤~!



بعد الابداع الذي قدمه مع الفريق الثاني ، جلب كاسياس للمنتخب الاسباني تحت 16 سنة ليشارك ضمن البطولة الأوروبية في النمسا عام 1997، حائط الصد البشري انتظر كثيرا هذه الفرصة المواتية ، فقد كان يتمنى المشاركة مع المنتخب الاسباني الأول في المستقبل ، كما أنه أراد أن يثبت جدارته لكي يخطف أنظار الجميع ، وبالفعل فقد تميز الحارس الشاب كالعادة وكانت مكافأته بأن حصل على مكان في دكة الاحتياط للفريق الأول للنادي الملكي عام 1998 و الذي كان يحرسه عندها الحارس الألماني المتألق وقتها الجنر.
وبعدها شارك مع المنتخب تحت العشرين سنة بجانب راؤول جونزاليس وبقية النجوم الاسبان ، في البطولة التي كانت في نيجيريا واستطاعوا الحصول عليها ، ويعتبر هذا اول انجاز لكاسياس مع المنتخب الاسباني.


!~¤§¦ كاسياس في الدرجة الاولى¦§¤~



بعد انضمام ايكر لنادي ريال مدريد الاول ، لم يصدق الأمر وأخبر أسرته بذلك فكانو أسعد الناس بهذا الخبر وطغت على العائلة الفرح والسرور ولكنهم بالمقابل نصحوه بالاستمرار على نفس المنوال ومحاولة تطوير نفسه أكثر ،
بالطبع كان كاسياس في دكة البدلاء عند قدومه لوجود العملاق الالماني الجنر الذي كان الحارس الأول والمعتمد عليه بشكل كبير في النادي الملكي.
أكمل كاسياس موسمه الاول على دكة البدلاء ولم يلعب سوى في مباراة واحدة أمام أتليتكو مدريد في مباراة انتهت بالتعادل 2-2 ولم يظهر تميز كاسياس في تلك المباراة.
في الموسم الثاني لكاسياس مع الملوك وتحديدا في عام 1999 استمر الحظ في محالفة الحارس الشاب فقد شائت الأقدار أن يصاب الألماني الجنر في الدوري مما اضطر الفريق للاستعانة بالبديل الوحيد ايكر كاسياس وشارك في بقية المباريات في الدوري ولكن الفريق لم يحل في المراكز الثلاثة الاولى في ذلك العام مع العلم أن عزاء كاسياس كان حصوله على كأس المريديان تحت 17 سنه في نفس العام
والأمر الطريف أن كاسياس هو اللاعب الوحيد في ريال مدريد الذي لم يكن لديه رخصة قيادة بل كان يتخذ حافلات النقل العام للوصول الى مقر التدريب في ريال مدريد في هذا العام.



تابع