مساعدان كبيران لشارون ينفيان تورط إسرائيل في موت عرفاترام الله- فلسطين برس- يقول مراسل صحيفة 'ذي اندبندنت' البريطانية في الاراضي الفلسطينية واسرائيل دونالد ماكنتاير في تقرير نشرته الصحيفة اليوم ان 'اسطورة' ان الرئيس الفلسطينية الراحل ياسر عرفات قد توفي غيلةً لن تموت وان اسرائيل تنفي صلتها بذلك بينما يخالفها الفلسطينيون فسي ذلك وتقوم فرنسا حاليا باجراء تحقيق. وهنا نص التقرير:'ليس لدى الحلاق محمد حماد اي شك حول اسباب وفاة ياسر عرفات قبل أقل من ثماني سنوات. وفي الوقت الذي شذب فيه شعر زبون في محله في مخيم الامعري للاجئين امس، رحب بأنباء فتح مدعين فرنسيين تحقيقا حول القتل. وأكد ان '9،99 في المائة من الناس' في المدينة التي كان الرئيس الفلسطيني السابق محاصرا فيها في مقره المحاط بأكياس الرمل خلال العامين الاخيرين من حياته 'يعتقدون بأن أبو عمار- الاسم الحركي لعرفات- 'قد قتل، مسموما'.وبينما يشك بقوة في ان العمل الفعلي ارتكبه فلسطيني كان قادراً على الوصول بانتظام الى عرفات، فان حماد (44 عاما) كان واثقا بالقدر نفسه من ان رئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الحين ارئيل شارون يقف وراء ذلك. وقال: 'رفض عرفات في كامب ديفيد (عام 2000) التوقيع على اتفاق سلام يترك المسجد الاقصى في القدس تحت سيطرة اسرائيل. وشارون اراد السيطرة على القدس الشرقية والغربية. واراد التخلص من ابو عمار. وقد اتهمه ببدء الانتفاضة والسيطرة على كتائب شهداء الاقصى'.هذه مجرد وجهة نظر لحلاق، بطبيعة الحال. ولكن الباعث على القلق بالنسبة الى كل اولئك الذين يعتبرون أن الاتهام بقيام اسرائيل سراً باغتيال عرفات ينتمي الى الضفاف الجامحة لنظرية المؤامرة هو مدى اتساع مشاطرة ذلك في اوساط فلسطينيين عقلانيين، من شوارع الضفة الغربية وصولا الى بعض المستويات العليا في قيادتهم.ويعد قدورة فارس، المسؤول المرموق البارز في حركة 'فتح' والمسؤول حاليا عن رعاية 4500 اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية، مؤيدا منذ وقت طويل لمفاوضات السلام حول حل الدولتين.ورغم ذلك فانه ايضا بدا مقتنعا، في وجه النفي المتكرر من جانب اسرائيل، بأن رئيسا كان يعرفه جيدا قد تعرض للقتل بناء على أوامر من رئيس وزراء كان له ماض شخصي من العداء معه يعود الى اكثر من 20 عاما، والذي وصفه بشكل مستمر بأنه 'عقبة امام السلام'.ويقول ان شارون ادرك جيدا أن عرفات هو زعيم يوحد الفلسطينيين بشكل فريد وأنه 'كقائد عسكري' عرف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنفسه بأن الانتفاضة الثانية لم تكن لتحدث من دون ضوء اخضر من عرفات.والآن بعد انعاش الشبهات حول تسميم عرفات من خلال التعرف على آثار للبولونيوم القاتل في ملابس سلمتها لمحققين من قناة 'الجزيرة' ارملة عرفات، سهى، فان فارس يقول ان لدى السلطات الاسرائيلية جميع الاسباب للتأكد من ان عرفات قد توفي وكأنه نتيجة لأسباب طبيعية.'لم يكونوا يريدون له ان يموت كرمز. لم يكونوا يريدون ان يصنعوا منه شهيدا. كانوا يستطيعون بسهولة اطلاق النار عليه لو ارادوا ذلك'.وفي محيط ذلك الوقت في ايلول (سبتمبر) 2003، في اعقاب عملية تفجيرية مزدوجة في يوم واحد، اتخذت الحكومة الاسرائيلية قرارا غير محدد لم يتحقق في ما يبدو بـ'ازاحة' عرفات من مقر المقاطعة في رام الله، ويعتقد فارس ان اسرائيل درست عددا من الخيارات: مواصلة العزلة، الابعاد، الاعتقال وتوجيه الاتهام امام محكمة عسكرية- والاغتيال.ويقول فارس، رافضا ان لدى السلطة الفلسطينية القدرة على التحقيق بنفسها في الوفاة، ان من المؤكد ان التحقيق الفرنسي يبدو اكثر 'مصداقية' وسيضمن على الاقل 'أن المسألة ستكون حية، وانهم سيواصلون ملاحقة الاسرائيليين'.ولا يستطيع شارون، الذي لا يزال في غيبوبة نجمت عن الجلطة الدماغية الشديدة التي ألمت به مطلع 2006، الاجابة عن الاتهامات بنفسه.ولكن مع اقراره بمكانة عرفات كأحد 'اسوأ اعداء اسرائيل'، فان المساعد الاقرب الى شارون والرئيس السابق لمكتبه دوف فايسغلاس دحضها ببعض التفصيل في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي امس.وقال: 'نحن لم نلحق به ضررا جسديا عندما كان عرفات في أوجه...ولذلك من الاوجب انه لم تكن لدينا مصلحة في هذا النوع من النشاط عندما كان مهمشا سياسيا'.ووصف فايسغلاس تناوله للعشاء مع خافيير سولانا عندما تلقى ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي اتصالا من احمد قريع، رئيس الوزراء الفلسطيني، يسأله فيها عما اذا كانت اسرائيل ستسمح بنقل الرئيس المريض الى مستشفى رام الله، وهاتف فايسغلاس شارون الذي وافق فورا على هذا الطلب. وفعل الشيء ذاته عندما ابلغ سولانا فايسغلاس أن اطباء فلسطينيين يقولون الآن ان عرفات مريض جدا وأنه بحاجة لتلقي العلاج في اوروبا.وصرح رعنان غيسين، الناطق باسم شارون لفترة طويلة، لوكالة 'اسوشييتدبرس' بأنه مع استمرار الانتفاضة فان مسؤولين اسرائيليين اثاروا بشكل متكرر خيار اغتيال عرفات ولكن شارون كان يرفض ذلك دائما. وقال: 'اسرائيل لم تلمس ابدا شعرة من رأسه. ان الفكرة لم تكن قتل عرفات، وانما تغيير القيادة الفلسطينية'.ولكن هذا على اي حال لا يتعلق فقط باسرائيل. ويعتقد الكثير من الفلسطينيين انه اذا تم تأكيد اغتيال عرفات، فان الحقيقة قد تصنع قراءة غير مريحة في اجزاء من القيادة الفلسطينية، نظرا الى ان من شبه المؤكد ان مساعدة من الداخل كانت ضرورية للوصول الى الرئيس الخاضع لحراسة مشددة والذي كان يتشارك بحكمة طعامه دائماً مع آخرين.ومن المؤكد ان السيد فارس لا يلقي باللوم من جانبه على اي احد بينما يقبل بان اي تحقيق يجب ان ينظر - بين امور اخرى - في ان فلسطينيا او فلسطينيين يمكن ان يكونوا قد تورطوا.وبينما قال ان الفلسطينيين يجب ان يقدموا الى اعضاء الادعاء الفرنسي اي مساعدة يطلبونها، اشار الى العواقب التجريمية لعدم عمل ذلك.وقال: 'اذا طلب مني ان اذهب الى باريس لاستجوب، ورفضت، فالافضل لي ان اقتل نفسي'. وما يأمل به السيد فارس هو ان يبدأ التحقيق الفرنسي على نحو ما في العثور على بعض الاجوبة الحقيقية عن الاسئلة التي ما زالت تدور هنا بشأن مرض عرفات الاخير القاتل.ويقول: 'تسعون في المائة من الفلسطينيين يعتقدون انه قتل، و10 في المائة يعتقدون انه مات باسباب طبيعية. وحتى لو كان الـ10 في المائة على صواب، فاننا نحتاج للوصول الى الحقيقة'.