وثق اتحاد تنسيقيات الثورة السورية سقوط 135 قتيلا بينهم 70 قضوا بقصف بطائرات جيش النظام على مدينة حارم بريف إدلب وحدها. ويأتي ذلك بعد تمكن الجيش الحر من السيطرة على مدينة سراقب الإستراتيجية كما سيطر على طريق حلب واللاذقية بقرية سلة الزهور بالمحافظة نفسها. ورغم القصف والاشتباكات شهد العديد من المناطق الثائرة مظاهرات في إطار ما سمي بجمعة "داريا أخوة العنب والدم" هتفت للحرية وطالبت بإسقاط النظام السوري ومحاكمته.
وأشار اتحاد تنسيقيات الثورة إلى أن قصف مدينة حارم بالطيران الحربي جاء على ما يبدو لفك الحصار عن عناصر من جيش النظام محاصرين في القلعة بتلك المدينة.
في غضون ذلك بث ناشطون على الإنترنت صور أشلاء ممزقة لأطفال نتيجة قصف الطيران الحربي التابع للنظام اليوم لبلدة غرانيج في دير الزور مما أسفر عن سقوط عشرة قتلى.
كما سقط سبعة قتلى والعديد من الجرحى جراء غارات لطيران النظام استهدفت إحداها المسجد الكبير في مدينة دوما بريف دمشق وفق ما أفادت به الهيئة العامة للثورة السورية. وقد أسفر القصف عن هدم أجزاء من المسجد واحتراق معظم المحال التجارية المحيطة، ولا يزال الأهالي يحاولون استخراج الجثث والجرحى من تحت الأنقاض وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا.
وكان ناشطون قد أفادوا أن عناصر الجيش الحر سيطروا على مخفر الشرطة ومبنى البلدية في دوما، وبث الناشطون صورا مباشرة لعناصر الجيش الحر قرب المخفر والبلدية عقب السيطرة عليهما. وتشهد دوما مع غيرها من مدن الغوطة الشرقية منذ أسابيع قصفا عنيفا من قبل طائرات النظام بالقنابل الفراغية أدى إلى دمار واسع في المدينة ونزوح معظم سكانها.
في هذه الأثناء واصلت قوات النظام قصفها الجوي والمدفعي للعديد من المدن والأرياف في سوريا وسط اشتباكات عنيفة مع كتائب من الجيش الحر في بعض المناطق. وفي هذا السياق أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة والهيئة العامة للثورة بتعرض عدة أحياء في حلب إلى القصف.
وقصفت قوات النظام أيضا الأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق وخاصة حي القدم. وأفادت الهيئة العامة بأن قوات أمن النظام شنت حملة دهم واعتقال في حي جوبر. كما شهدت مدن وبلدات ريف دمشق حملات أمنية وقصفا خاصة معضمية الشام ودوما ورنكوس وحرستا والسيدة زينب.
وشرقا تعرضت أحياء بمدينة دير الزور ومدينة الميادين التابعة لها وقرى وبلدات أخرى لقصف، وشهدت حمص -المحاصرة منذ أشهر عديدة- قصفا لأحيائها القديمة ومدن الرستن وتلبيسة وبعض البلدات بريفها أوقع قتلى وجرحى وفق ناشطين.
وأفاد ناشطون بوقوع انفجار في حي الفراية بحماة، في حين تواصل القصف المدفعي على المزارع الواقعة شمال طيبة الإمام بريف حماة وسط إطلاق نار كثيف. كما اقتحم جيش النظام بلدة شيرقاق بريف اللاذقية، وقصف بالدبابات والمروحيات قرية المارونيات، ومنطقة مصيف سلمى، وقرى بجبليْ الأكراد والتركمان، كما شن حملة لإحراق المنازل بقرية المشيرفة. وواصل القصف على درعا وريفها جنوبا.
سراقب
في هذه الأثناء سيطر الجيش الحر على مدينة سراقب الإستراتيجية بريف إدلب في شمال البلاد بعد معارك مع قوات النظام، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام انسحبت من حاجز الويس العسكري الموجود شمال غرب سراقب الذي يعد آخر حاجز لقوات النظام في محيط المدينة التي تعتبر الآن هي ومحيطها خارج سيطرة النظام بشكل كامل.
وتقع مدينة سراقب -وهي ثانية أكبر بلدة في محافظة إدلب- عند تقاطع طريقين سريعين يؤديان إلى محافظة حلب.
وقال المتحدث الإعلامي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل فهد المصري إن سراقب ومحيطها باتا خارج سيطرة القوات النظامية "بعد قيام من تبقى من قوات الأسد وشبيحته بالانسحاب من حاجز معمل الويس". كما سيطر الجيش الحر على طريق حلب واللاذقية بقرية سلة الزهور بريف إدلب.
وأظهر شريط فيديو قيام جنود إحدى وحدات المعارضة السورية بمحافظة إدلب بقتل عدد من الجنود النظاميين المحتجزين لديهم. وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم إنه يجب التحقق من صحة التسجيل، لكنه قال في الوقت نفسه إنه يمثل فيما يبدو جريمة حرب يجب إجراء محاكمة بشأنها.
مظاهرات الجمعة
في غضون ذلك نظم أهالي المناطق الثائرة في مناطق عدة مظاهرات في إطار ما سمي بجمعة "داريا أخوة العنب والدم"، وتأتي هذه التسمية بعد فيلم وثائقي بثته الجزيرة في وقت سابق عن مجزرة داريا التي ارتكبتها قوات النظام السوري في المدينة في شهر أغسطس/آب الماضي وراح ضحيتها نحو 400 شخص.
وقد خرج أهالي داريا اليوم في شوارع المدينة تضامنا مع ضحايا المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام في وقت سابق في مدينتهم. وهتف المتظاهرون للحرية، وطالبوا بمحاكمة النظام السوري ورموزه.
وفي محافظة إدلب خرجت عدة مظاهرات في مناطق مختلفة رغم القصف الذي تتعرض له قرى المحافظة. وهتفت جميعها بنصرة الجيش الحر مطالبة بوقف "الحملة الهمجية" التي يقودها النظام على المدن والبلدات في ريف إدلب.
وشهدت حمص وريفها ودير الزور وريفها وحلب وريفها وأحياء بالعاصمة بدمشق ودرعا وريفها والحسكة والرقة مظاهرات مشابهة نادت بإسقاط النظام ونصرة الجيش الحر.