أفادت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو ) الألمانية أن قناة "الجزيرة" القطرية ،
التي سيطر عليها الإخوان المسلمون وعلى رأسهم الواعظ يوسف القرضاوي فقدت العديد من مراسليها وصحفييها بسبب فقدانها حياديتها واستقلاليتها ولأن الحكومة القطرية تفرض عليها ما يتناسب مع سياستها الخارجية.
و اضافت الصحيفة : عن أحد المحررين الإخباريين في القناة قوله أن "الجزيرة تلعب دوراً مهماً في ثورات العالم العربي، لأنها موجودة دائماً مع الحدث .
وكان أمير قطر قد دعا عدة مرات إلى تدخل أجنبي في سورية وهذه هي سياسة الجزيرة الإخبارية أيضاً.
وأشارت الصحيفة إلى أن تقارير الجزيرة كانت في بداية أحداث "الربيع العربي" داعمة للمتظاهرين، ولكن "عندما اندلعت المظاهرات في الجارة البحرين لم تبث المحطة أي أخبار عن ذلك إلى أن تعرضت لانتقادات حادة من جانب الناشطين، مما جعلها تبث بعض الأخبار القليلة".
وأضافت الصحيفة أن "البحرين هي جارة قطر وفيها توجد القاعدة البحرية المركزية للأسطول الخامس الأمريكي وإضافة إلى ذلك تخشى قطر انتقال الانتفاضة من البحرين إليها".
لكن إبراهيم هلال ( مدير تحرير الجزيرة) استهجن هذا الرأي، قائلا أن "خطر انتقال الثورة إلى قطر من البحرين هو كلام فارغ، وهذا هو الرأي الرسمي للحكومة القطرية. وكانت لجنة تحقيق دولية قد توصلت في العام الماضي إلى النتيجة بعدم وجود أي تدخل إيراني وذلك منذ الشهر الأول للانتفاضة في البحرين.
ولاحظت الصحيفة أن أكثر من 12 من مراسلي وصحفي الجزيرة قدموا استقالاتهم لأنهم لا يشاركون مدير التحرير الرأي في حيادية الجزيرة.
وأضافت الصحيفة "وهكذا، فإن مكتب الجزيرة في برلين حالياً بدون صحفيين لأن أكثم سليمان، الذي كان مدير المكتب لمدة إحدى عشرة عاماً، قدم استقالته في بداية تشرين الاول (أكتوبر) الجاري 'فقدان الجزيرة لحياديتها واستقلاليتها ولأن الحكومة القطرية تفرض على الجزيرة ما يناسب سياستها الخارجية'، كما نقلت عنه الصحيفة.
وأشار سليمان أن الجزيرة كانت بالنسبة له "كالحلم، لأنها كانت الصحافة العربية المستقلة، ولذلك فإن الأمر مؤلم عندما يُدفن الحلم".
وأشارت الصحيفة ان "الحقيقة، هي أن الكثير من المسيحيين غادروا الجزيرة وأن الإخوان المسلمين يسيطرون عليها الآن. كما يوجد توافق بين الدوحة وواشنطن في هذه المسألة لأن كلاهما يعتبر الإخوان المسلمين معتدلين ويستحقون الدعم في مقابل المجموعات الإسلامية السلفية".