المعطياتالأساسيةالتىينظرالأقباطمنخلالهاللتغييرفىالنظامالسياسى.إن المعطى الأساسى الذى يتعاملالأقباطمن خلاله من السياسة و نظام الحكم فى مصر هى قائمة فى الأساس – فى تقديرى – على الخوف الشديد و الاحساس بعدم الأمان , و الذى يترجم سياسيا بالخوف من مجرد فكرة التغييرالسياسى, و إن كان للأفضل .و لأهمية المسألة بلاشك فلابد من تمحيص و دراسة أسباب عدم الاحساس بالأمان , و الذى هو كثيرا يصل إلى حالة من الخوف لدىالأقباط.و الخوف و عدم الاحساس بالأمان لدىالأقباطفى مصر .* و الخوف أو عدم الاحساس بالأمان لدىالأقباطفى العصر الحديث لم يبدأمع نظام مبارك , و إن كان تم توظيفه و استخدامه بقوة فى فترة حكمه , إلا أن جذوره قد بدأت فى عهد الرئيس السادات مع الدعم الكبير الذى أعطاه السادات للتيارات الدينية لمحاربة اليسار و التصدى له و الذى كان – اليسار بشكل عام من اشتراكيين و شيوعيين – مسيطرين بقوة على الشارعالسياسىإبان الحقبة السابقة على حكم السادات , مما سبب له عائقا كبيرا فى حكمه إذ قد انتحى السادات منحى قائما على اقتصاد السوق و الحرية الاقتصادية و تبنىالنظامالسياسىفى مفهومه الغربى و القائم على التعددية الحزبية و هو بالطبع منهج مختلف أيديولوجيا بشكل كبير للاتجاه اليسارى و الذى كان سائدا و مسيطرا بقوة على الشارعالسياسىفى مصر, مما جعل السادات فى حاجة إلى حليف سياسى أو داعم قوى له فى الداخل فى مصر , و كان الاختيار أمام السادات هو جماعة الإخوان المسلمين , كجماعة سياسية – و إن كانت قد بدأت جماعة دينية فى الأساس إلا أنها تحولت فيما بعد لظروف و أسباب سوف نتعرض لها فى مؤلف آخر للعملالسياسىبشكل أساسى – لها تاريخ و خبرة فى العملالسياسى, و لكن و مع احساس السادات بقوة و توغل الأيديولوجية اليسارية فى مصر فى عهده والتىكانت تصطدم بقوة مع تصوره و منهجه فى الإدارة و الذى أراد ارساؤه فى مصر , و هو أقرب كثيرا إلى النموذج الغربى بشكل عام و الذى هو – أى الغرب – كان عدوا تقليديا للأيديولوجيات اليسارية بشكل عام , و خاصة أننا نتكلم عن فترة مواكِبة لفترة الحرب الباردة والتى كان الصراع متأججاخلالهابين القوتين الأكبر فى العالم – الكتلة الشرقية أو دول المعسكر الشرقى كما كان يطلق عليه أحيانا ( و هو بالقطع تعبير له دلالته إذ يظهر منه أنه كان صراعا بالفعل و قد وصل لصراع عسكرى بالفعل و لكن من خلال حروب بالوكالة من خلال دول حليفة لكلا الطرفين بقيادة الاتحاد السوفييتى من ناحية وبين الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة و دول أوروبا الغربية من ناحية أخرى ) فقد أراد السادات التصدى لليسار فى مصر بقوى يمينية و بشكل محدد جماعة الإخوان المسلمين ,التىأراد السادات أن يرسم لها إطارا محددا تتحرك خلاله لتنفيذ ما أراده هو منها , ألا و هو و كما ذكرنا السيطرة على الشارعالسياسىو الحلول محل القوى اليسارية المسيطرة بقوة على الشارعالسياسىفى مصر فى عهد السادات , إلا أن التوغل و السيطرة الكبيرة لليسار فى مصر قد جعل السادات يفسح المجال أكثر و أكثر أمام القوى اليمينية , مما جعل الأمور تخرج عن الاطار الذى أراد السادات أن يظل من خلاله هو المسيطر على زمام الوضعالسياسىو الأمنى , فبدأت تخرج من عباءة الإخوان جماعات دينية تتبنى العنف و الأفكار المتشددة ثم زادت وتيرة الأحداث إلى أن بدأت احتكاكات والتىوصلت فيما بعد إلى الصدام المباشر بين الجماعات المتشددة و بين الفصائل السياسية المختلفة الأخرى و الطوائف الدينية المختلفة و منهاالأقباط. * و فى أثناء حكم مبارك تم توظيف مشكلة الطائفة والتىبدأت فعليا فى عصر السادات , إلا أن التوظيف الأكبر لها كان فى فترة حكم مبارك و كان يتم بشكل ممنهج و اعتمد بالأساس على جعل جهاز أمن الدولة المنحل طرفا فى النزاعات فيما بينالأقباطو المسلمين , و هو الجهاز الذى تم حله بعد الثورة بعد أن ساءت سمعته و كثرت انحرافاته و تبنى الكثير من الأعمال القذرة بشكل كبير , و هى الأسبابالتىأدت إلى حله فيما بعد الثورة .* كانت الرسالة مزدوجة للداخل و الخارجالكاتبالسياسىأحمد غانم