قرأت عن غضب السيد /حمدين صباحى فيمن يشككون فى وطنية الآخرين و يتهمونهم بإتهامات من نوعية التخوين و غيرها , و أنت معك حق تماما ياسيدحمدينفليس من حق إنسان أن يدعى هو الوطنية و يخون الآخرين كما ليس من حق أحد أن يتدخل فى علاقة أحد بالدين و إيمانه و هى لغة مرفوضة تماما لتكون مجالا لتصفية الحسابات السياسية و خصوصا إذا عندما يتم استخدام المسألة بوسائل رخيصة وهو عادة ما يحدث كثيرا , إذ أن العبادة هى مسألة بين الإنسان و بين ربنا و ليس من حق احد أن - يحشر نفسه فيها - لانها خاصة بين الناس و بين ربنا .و أنت تكلمت عن ثورة 25 يناير و التى أتمنى أنا شخصيا أن تكون دفعة لمصر إلى الامام و لكن قد يكون الإختلاف فى الطريقة فإننى مازلت أرى أن الحديث عن الثورة و التغيير السياسى فى مصر مازال يتم من خلال وسائل الخطب الرنانة و الكلمات الفضفاضة و بطريقة لم تعد موجودة و لاأعتقد أنها أصلا أصبحت موجودة فى عالم اليوم و الذى مصر جزء منهبلاشك.فإننى أرى أن اللغة السياسية فى مصر الآن يغلب عليها دغدغة المشاعر و العواطف بطريقة هى أشبه بطريقة الحزب الإتحادى فى الإتحاد السوفييتى السابق أو الإتحاد الإشتراكى فى مصر , و هى لغة لن تؤدى فى تقديرى إلى الدفع قدما بالثورة المصرية التى نريدها ان تكون دفعة لمصر إلى الامام و تريدها أنت أيضا كذلك .فدغدغة المشاعر دونما وجود طرح تصورات حقيقية - و للأسف هى لغة سائدة فى مصر بقوة بعد خلع مبارك - و إننى عندما أتحدث عن دغدغة المشاعر بالكلمات الرنانة دونما سير بالتوازى مع طرح بدائل و تصورات و حلول فإننى لا أتحدث فقط على التركيز فقط و إستغلال عبارات رنانة للتعبير عن العدالة الإجتماعية و غيرها من القيم السامية بل أننى أيضا أرى أن دغدغة العواطف الدينية و استغلالها هى مسألة أيضا بالطبع ليست فى مصلحة مصر و لا فى مصلحة للتغيير للافضل فى مصر . * و عموما فإننى أتمنى أن تظل الثورة المصرية مشرفة كما هى , و يظل ميدان التحرير رمزا كما هو , و أجمل و أرق تحياتى لكل من يحب مصر و يريد لها الأفضل .الكاتب السياسىأحمد غانم .