menimeVEVO
عدد المساهمات : 5082 نقاط : 12489 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 19/03/2010
| موضوع: طبيب الحضارة ..مالك بن بني رحمه الله الأربعاء أكتوبر 31, 2012 5:40 pm | |
| في مثل هذا اليوم من سنة 1973 توفي مفكر القرن العشرين مالك بن نبي رحمه الله في صمت محاصرا معدما ومنسيا ، قد يتساءل البعض وقد يلومنا البعض الآخر عن سبب إختيار يوم وفاته لتذكره ، فنجيبهم قائلين بأن صفحتكم وعلى حين غرة من أمرها قررت أنها في كل مرة ستعود إلى الوراء لتعرض قصة رجل ما خلد إسمه في تاريخ الجزائر سواء كان عالما أو مفكرا أو رجل حرب أو سياسي بارز أو طبيب أو أيا كان ، ولسنا ملزمين بترتيب هذه الشخصيات زمانيا ، وإنما سنذكرهم حسب معرفتنا لهم ، وبما أن اليوم يصادف الذكرى التاسعة و الثلاثين لرحيل طبيب الحضارة إرتأينا بأن يكون هو الشخصية الأولى التي نبدأ بها سلسلتنا .
في قسنطينة وفي أسرة متوسطة الحال من عام 1935 خرج إلى الدنيا رجل سيكون في ما بعد أبرز علم عربي للفكر في القرن العشرين ،بها نشأ وترعرع وظل متراوحا بينها وبين تبسة تبسة أثناء مرحلة دراسته الأولى التي تخرج منها سنة 1925 م ، وبعدها سافر إلى فرنسا في تجربة قصيرة فاشلة ، ليعود بعدها إلى الجزائر ويبحث عن عمل وكان له ذلك سنة 1927 في محكمة آفلو بالأغواط أين إحتك بالفئة البسيطة من أبناء شعبه المغلوبين على أمرهم ، بعد ذلك أعاد الكرة في سفره إلى فرنسا لكن هده المرة حاول الإلتحاق بمعهد الدراسات الشرقية ولأن القانون كان لا يسمح بإلتحاق قرنائه غير وجهته إلى مدرسة اللاسلكي وتخرج منها سنة 1935 مهندسا في الكهرباء ، بعد ذلك تزوج بالفرنسية بوليتي والتي أصبح إسمها خديجة بعد إسلامها ، وإنغمس في الدراسة والحياة الفكرية ،إنتقل إلى مصر سنة 1956 وكانت أخصب مرحلة فكرية في حياته ، بعد الإستقلال تولى منصب مدير عام للتعليم العالي الذي إستقال منه سنة 1967 ليتفرغ إلى التدريس والعمل الفكري في شقته المتواضعة بشارع روزفلت بالعاصمة . قضى مالك بن نبي أكثر من خمسين سنة في البحث عن الداء الذي أصاب الأمة الإسلامية بعد سقوط الأندلس سنة 1492 وراح يحلل بعمق تلك الأسباب ويبحث عن حلول لها ووجد أن الحل عند الذات لا عند الغير إذ يقول : '" وإنها لشرعة السماء غير نفسك تغير التاريخ " ومصداقا لقوله تعالى : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " . حاولت كل من ماليزيا وتركيا البحث عن مخرج لها عن نظام إقتصادي جديد بعيدا عن الرأسمالية والإشتراكية فوجدت ذلك في فكرة الكومنويلث الإسلامي لمفكرنا الكبير مالك الذي يحمل بين طياته حلولا ذكية ومبتكرة وحاولت أن تجسدها ولو بعضا منها .
يدرس الطلبة عن مالك بن نبي دراسات عليا في كبرى الجامعات العالمية ماليزيا مثلا وبريطانيا و...و... ولكننا بنو جلدته لا نكاد نعرف عنه إلا جنسيته .
لو تلقفنا أفكار فيلسوف الأمة ومفكرها لنهضنا من كبوتنا واستيقظنا من غفلتنا ولكنا الآن نعود إلى مضمار الحضارة لنتسابق حول المرتبة الأولى ولكننا أجيال النوم نستيقظ لننام مرة أخرى .
رحل مالك عن دنيانا وبقيت أفكاره التي كتبها في أكثر من تسعة عشر مؤلفا تحت عنوان كبير سماه " مشكلات الحضارة "
هذا فيض من غيض من حياة مفكر عظيم خلد إسمه بأحرف من ذهب في مدونه التاريخ هو الآن بينكم فقولوا ما شئتم وابحثوا لتعرفوا عنه أكثر وإن شئتم طالعوا كتبه لتتحرر عقولكم وتستنير . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ جمع المادة : أحمد خلوفي
| |
|
شيكا
عدد المساهمات : 6824 نقاط : 8827 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 21/06/2013
| |