وجهة نظر حول الحركات الاسلامية
الاستبداد و الفساد و الاقصاء لدى الانظمة القمعية جعل الناس تعود لدين الله افواجا بعد ان ابعدوهم عنه بالعواطف و الاحلام الوردية و الشعارات البراقة
و بسبب سياسة الاقصاء و التهميش طيلة الفترة الماضية التي انتهجتها الانظمة القمعية مع الاسلاميين الثوريين جعلهم ضعاف في الادارة و السياسة
و لذلك انصح الحركات الاسلامية الا يستلموا السلطة و ان يعملوا في المعارضة بعد سقوط الانظمة القمعية حتى يزدادوا خبرة في الادارة و السياسة و ينضج فكرهم
لأن استلام الاسلاميون للسلطة بعد سقوط الانظمة مباشرة سوف ينعكس سلبا عليهم و على مشروعهم و على دعوتهم بسبب ضعفهم و كثرة اخطائهم
و لذلك سوف تنقلب عليهم الشعوب و سوف يلجئون للقمع و الاقصاء و الاستبداد في الرأي اي سيقعون فيما وقعت فيه الانظمة القمعية من قبل
الامر الخطير هو ان الاسلاميون سوف يفسرون ذلك بأنه عداء للدين و الاسلام اي سوف يكفرون الناس كما فعلت الانظمة القمعية عندما اتهموا المنتفضون بالعمالة
و الامر الاخطر اذا جرى العلماء خلف عواطفهم و انحازوا لتلك الحركات السياسية الاسلامية ضد المعارضين السياسيين لمجرد انها حركات اسلامية
دون معرفة ان الخلافات بين الاحزاب السياسية سواء كانت دينية او غير دينية غالبا دافعها الاهواء و المصالح الشخصية و الحزبية الضيقة و يتم الباسها لباس الدين او الوطنية
و انجروا الى الفرز و التصنيف هؤلاء فريق الحق و الايمان و هؤلاء فريق الباطل فريق الكفر و الالحاد اعداء الدين و الملة
و هنا سوف يقع المحظور الكبير و هو خروج الناس من دين الله افواجا و كره الدين و المتدينين و العلماء
المسلم الحق يدور مع الحق حيث دار بغض النظر عمن امامه مسلم او غير مسلم متدين او غير متدين من طائفته او من غير طائفته قريب ام بعيد
و لإيضاح الامر اود ان اسال السادة العلماء الذين ينحازون لطرف دون طرف على اساس ديني اذا رأيت مسلم ظاهره الالتزام يتخاصم مع جاره اليهودي و لا اقول المسلم
فمع من تقف و لمن تحكم ؟اليس الصحيح ان تسال الاثنين و تتحرى الحق و بعد ذلك تعلن عن موقفك و تصدر حكمك بغض النظر عن هوية هذين ألمتخاصمين ؟؟
و اذا اعلنت موقفك مع احد الطرفين كونه يجمع بينكما بعض الامور دون ان تتحرى الحقيقة و انت على بعد آلاف الاميال اليست هذه من العصبية المقيتة
و كم سيكون ضرر هذا الموقف المنحاز على الدعوة التي تتبناها و على الاشخاص الذين يراقبون هذا الموقف في العالم اجمع
حقا لم يسبقنا الاوائل بكثير صلاة و لا صيام و لكن سبقونا بالمواقف الصادقة الشجاعة مع الحق بعد ان تخلصوا من عبودية نفوسهم و اهوائهم
بعدالة المسلمين و الدعاة وصل الاسلام الى اقاصي الدنيا و بإتباع الدنيا و الهوى و الظن و التعصب المقيت عاد الاسلام غريبا و طوبى للغرباء
من وجهة نظري بهذه الاجواء الملوثة بأفكار و اهواء و نفوس الانظمة القمعية من الخطأ انشاء احزاب على اساس ديني لأنها سوف تعطي انطباع سيئ عن الاسلام و المسلمين
فبعد ان ينضج الفكر الاسلامي و تصفو النفوس و ترسخ العقيدة في القلوب و تثمر الاخلاق الفاضلة الحميدة و المواقف المنزهة عن الاهواء و المصالح الشخصية
و ذلك بجهود الدعاة و المصلحون و المفكرون المعتدلون النيرون المنفتحون عندها سيتحول الشعب الى حزب واحد هو حزب الحق و العدل حزب البناء و النهوض حزب العزة و الكرامة

عبد الحق صادق