مـحمـد ” صلى الله علية وسلم ” بالألمـــانيـــة


الاثنين , 25 شباط 2013 - 06:56 الناشر : بانوراما الشرق الاوسط
سمير الفزاع


قبل بضعة أيام عادت إبنة أختي من المانيا .. عادت وهي تحمل معها مفاجأة لا تقل إدهاشاً عن رؤية القرضاوي يزور دمشق اليوم .. أو رؤية العرعور يقبل يد المفتي الإنسان محمد حسون معزياً له بولده الذي أباح دمه ودم والده .. أدهشتني العبارة .. لا لجدتها عليّ .. ولا لأنها مبتكرة .. إنها عبارة عمرها 1430 عاما على الأقل .. عبارة قيلت للأسف في جزيرة العرب والتي هي اليوم تمارس ردّة موصوفة على هذه العبارة وصاحبها .. وقائل هذه العبارة هو النبي العربي العظيم محمد ” صلى الله علية وسلم” .. تقول هذه العبارة ما معناه ( تبسمك في وجه اخيك صدقة – النبي محمد ) .. نعم .. فلقد قررت وزارة البيئة الالمانية / ر سمياً / وضع هذة اللوحة بالأماكن العامه في ألمانيا بطول البلاد وعرضها وباللغة الأمانية !!! …

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



هذا نموذج من رؤية البعد الإنساني في ” المحمدية ” .. في الوقت الذي يقوم فيه كثير من أبناء العروبة وأبناء الأرض التي بعث فيها هذا النبي الكريم والإنسان العظيم بالعكس تماما .. إنهم اليوم يبعثرون التراث العربي الإسلامي بحثاً عن أي ” طارئة ” أو ” شاذة ” ليجعلوا منها قاعدة ومنهج .. وعندما لا يعثرون عليها يقومون بإستمناء النصوص بل وإختلاقها ليخلقوا دينا يلغي دين محمد .. ونصاً يصرع نَص محمد .. وخُلق يقتل خُلق محمد …
يوماً قال محمد ” صلى الله علية وسلم” ( والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن .. قيل : من يا رسول الله ؟ قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه ) .. لا أعلم أين ذهب مثل هذا الحديث وأشباهه – وهي كثيرة – من تراث وفكر جماعات وحركات تدّعي إنها ” إسلامية ” !!! ؟ .. هل قال محمد “صلى الله علية وسلم ” جارك المؤمن أو المسلم ؟ أم جاءت بإطلاقها وبلا صفة أو نعت يُبيّن هوية ودين هذا الجار ؟ .. ألم يزر محمد ” صلى الله علية وسلم ” جار له يهودي في المدينة بعد أن تأخرت على باب بيته ” صلى الله علية وسلم ” حمولة القاذورات التي كان يلقيها يوميّاً أمامه ؟؟؟ .. كانت تلك الحادثة في المدينة حيث إشتد ساعد المحمدية وكانت قادرة على معاقبة هذا اليهودي .. وأقله طرد ه من بيته والمدينة أجمع !!! .. ألا يعني وجود مثل هذا اليهودي أن هناك سعة في المحمدية قادرة على إستيعاب جميع الأديان في إطار من التنوع والتسامح وفق قاعدة إلهية تقول ” لكم دينكم ولي دين ” ؟؟؟ …
وعندما تدخلت السماء لتعين نبيها بعد أن شتمه وطارده وضربه أهله في مكة .. بل وبعد أشعلوا النيران لحرقه وصحبه وبعد أن ألقىت عليه إحداهن أحشاء جيفة وهو ساجد يصلي لربه .. وفي لحظة خروجه كسيراً حزينا وحيداً يقف على مشارف مكة مخاطباً إياها بشرا وحجرا ومكانا وذكريات وطفولة ومهبط وحي وإشهار رسالة .. ” والله إنك لأحب البلاد اليّ ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ” .. فتضج السماء لشكوى رسولها الخاتم فيرسل ربي ملك .. ” يا محمد إن شئت لأطبقن عليهم الأخشبين – وهما جبلان تستقر في جوفهما مكة – ” فيرد من كان في إمرته قدرة إلهية كبرى – لا عبوة ناسفة أو قذيفة هاون عمياء .. – لا .. لعل الله يخرج من أصلابهم قوم مؤمنين …
ختاماً .. أقول لكل هؤلاء القتلة التي يّدعون بأنهم حركات وألوية ” اسلامية ” .. لقد أبدعتم وخلقتم ديناً جديداً سواء علمتم أم لم تعلموا .. خلقتم دين يوافق إجرامكم وحقدكم وكراهيتكم .. لم يكن محمد ” صلى الله علية وسلم” يوما قدوة لكم أو رسول لأمثالكم .. محمد رسولي ورسول من هم مثلي .. محمد قدوة لي ولمن هم مثلي .. محمدنا الذي جرفتم اليوم بيته ومهبط وحيه وموطن رسالته ومنزل زَوجيّته لتجعلوا منه مرافق عامة ” مراحيض عمومية ” .. محمد ” صلى الله علية وسلم” قال لأمثالنا ” إستفت قلبك ” وقد إستفتينا .. ولم نركم إلا أكثر الناس ظلماً وجهلاً وكفراً وعدواناً …