بسم الله الرحمن الرحيم
إفـادة نـريدها من العلماء الأجـلاء ؟.؟؟؟
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
السنوات القليلة الماضية أوجدت ظاهرتين هامتين في معظم المجتمعات الإسلامية .. الظاهرة الأولى هي إقبال نسبة كبيرة جداً من النساء المسلمات بكل الأعمار في دراسة وحفظ القرآن الكريم .. في تجمعات نسائية برفقة معلمات أو منفردات بالاجتهاد الذاتي بمعاونة أحد أفراد الأسرة .. وأصبح التنافس بينهن بعدد الأجزاء المحفوظة من القرآن الكريم على ظهر القلب .. وتلك ظاهرة جليلة وممتازة للغاية تنشرح لها الصدور كثيراَ .. وتسجل للمرأة المسلمة أينما تواجدت .. فهي قد تفوقت على الرجل المسلم بدرجات كبيرة في ذلك المضمار .. والرجل المسلم تراجع عن ذلك الدرب كثيراَ ليرتاد دروب الحياة الأخرى .. والظاهرة الثانية هي ظاهرة بدورها مفرحة أيضاَ وتسجل للإعلام الإسلامي حيث ظهرت المئات والمئات من القنوات الإذاعية والتلفزيونية الفضائية منها وغير الفضائية وقد خصصت برامجها فقط لقراءة القرآن الكريم .. أو للدراسات الإسلامية البحتة .. والظاهرتان لا يجادل أحد في أنهما من الخطوات التي تشرف الأمة الإسلامية وتقودها بنهج سليم .. ولا سيما في هذا العصر الذي يعج بطوفان الغثاء وسيول المهلكات .. كما أن تلك الظواهر الإسلامية الصحية تحد كثيراَ من انتشار الدونيات من المسموعات والمدونات والمجلات الخليعة وتلك السفاسف التي تجتاح العالم .. وتمنع كثيراَ من زبد القول ومهازل الإعلام التي تفرزها أرحام العصر الحديث .
غير أن لتلك الظواهر جوانب سلبية تحتاج لوقفة لازمة .. وتحتاج من علماء الدين الإسلامي .. ومن رجال الإفتاء ومن الوعاظ ومن أهل الاختصاص أن يجتهدوا في معالجة تلك السلبيات .. وذلك إذا تيقنت لديهم أن تلك السلبيات تؤدي إلى مخالفات شرعية تستلزم الوقوف عندها بالنهي .. ومن أخطر تلك الظواهر أننا نلاحظ كثيراَ في الأيام الأخيرة أن الناس في المركبات العامة وفي التجمعات العامة يشغلون أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة في قنوات تقرأ القرآن الكريم .. وفي نفس الوقت ينشغلون في أمور الدنيا .. فالبعض يناقش أمور كرة القدم والمباريات .. والبعض الآخر يناقش أمور السياسة والأوضاع السياسية .. والبعض الآخر ينشغل في المزاح .. والبعض الآخر ينشغل في أمور الونسة والسوالف .. والبعض ينشغل في أمور أخرى لا حصر لها .. ثم بالعادة ومع مرور الزمن أصبح الناس لا يتنبهون كثيراً لتلك الآيات الكريمة وهي تتلى عليهم طوال الساعات .. وبالرغم من ذلك نجد أن البعض يحرص على تشغيل قراءة القرآن في تلك الأجهزة .. أما في منازل النساء المسلمات فالسلبيات التي تواكب ظاهرة انتشار سماع القرآن الكريم أكبر وأفجع .. فكم وكم في بيوت تقرأ فيها القرآن في جهاز من الأجهزة ثم نرى صاحبة البيت مشغولة مع صاحباتها وجاراتها في السوالف وفي القيل والقال .. وفي أمور الدنيا .. وقد يتعدى الأمر إلى تناول النميمة والكلام في أعراض الناس .. في الوقت الذي فيه آيات الله تتلى ولا أحد يلقي لها البال .. وبالجملة نرى القرآن الكريم في كثير من الحالات أصبح من قبيل العادة وليس إلا .. وقد أصبح مهجوراً .. وكذلك رأينا كثيراَ أن المرأة في البيت تشغل الجهاز في قراءة القرآن الكريم .. ثم تترك البيت خالياَ لتخرج في شأن لها والآيات في الدار تتلى ولا أحد هناك يستمع .. وقد تذهب لجاراتها لتدخل في سوالف مع النساء .. وقد سألنا أحداهن لماذا تفعل ذلك فقالت حتى تطرد الشياطين من الدار .. فقلنا لها إن الشيطاطين لن تمكث في البيت لحين عودتها إنما تتبعها لتوسوس لها .. وتجتهد معها في سوالف النساء بالقطيعة والنميمة وفي تضييع الأوقات في المعاصي .. وما الذي يجبر الشياطين أن يتواجدوا بالبيت الخالي لحين عودة البشر ؟؟ !! ..وهم مكلفون من إبليس اللعين بالترصد دون هوادة .
والسؤال الآن للعلماء الأجلاء .. هل من يجتهد في منع قراءة القرآن في حالات انشغال الناس بغير القرآن يكون آثماَ ؟؟ .. وكثيراَ ما دخلنا في منازل خالية ووجدنا فيها المذياع يقرأ القرآن ولا أحد يستمع هناك فقمنا بإقفال الجهاز .. فهل نحن نرتكب ذنباَ ونحن نسكت قول الحق ؟؟ .. ثم هناك في المركبات العامة نرى بعض الشيوخ يطلب من السائق أن يغلق قراءة القرآن ما دام الناس مشغولون في أشياء أخرى فهل هو يعتبر آثماً ؟؟ .. وقد يقول قائل هناك بعضهم يستمع وبعضهم لا يبالي فكيف الحكم ؟؟ .. سأل أحدهم جمعاَ من النساء من أهل داره منشغلات في الأحاديث الجانبية والقرآن يتلى عبر جهاز بالجوار : إذا كان أحدهم يتحدث بحديث هام جداً ولم يجد من الناس من يهتم لحديثه ووجد الناس من حوله يتحولون عنه وينشغلون بأحاديث جانبية هل يغضب أم لا يغضب ؟؟ .. فقلن له طبعاً يغضب !! .. فقال لهن فكيف برب العالمين وهو أصدق القائلين يتكلم وبأفضل الحديث والناسمشغولون عنه ولا يبالون ؟!! .. وهو القائل ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ).. ( ولله المثل الأعلى ) .. وهل تلك الظواهر التي تكلمنا عنها تدخلنا في معنـى الآية الكريمة :
﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُواهَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾ ؟؟
فإذن كما أسلفنا فإن ظاهرة انتشار قراءات وتلاوات القرآن الكريم هي ظاهرة طيبة ومفيدة جداً ولكنها أوجدت بعض السلبيات التي قد تحتاج لمعالجات إرشادية وإفتائية ووقائية .. لأن الناس في هذه الظواهر نواياها طيبة وصالحة ولكنها قد تنزلق في أخطاء فيكون القرآن حجة عليهم وليس حجة لهم يوم القيامة .
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ـــــــــــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد