--------------------------------------------------------------------------------

تعتمد الكثير من المواقع العربية على تقنية PHP لتوليد و عرض صفحاتها، و لكن الكثير لا يعلم ان هذه التقنية هي من صنع اسرائيلي.

بداية ما لمقصود بتقنية PHP ؟
هي صيغة تعليمات برمجية تكوّن في مجموعها برامجا يعدّها منشؤوا مواقع الانترنت، هذه البرامج يتلقّفها محرّك خاص بها مزروع داخل الموقع يقوم بترجمتها و تنفيذها لتوليد صفحات الموقع و التفاعل مع متصفحه، وفي كثير من الأحيان مناولة قواعد بيانات تتبع الموقع.

الشخصان الذان شكلا تقنية PHP كما هي عليه الان هما زيف سوراسكي و اندي كوتمانس . كلاهما صنعا المحرك الأساسي لهذه التقنية و اسمياها محرك زيند(zend) ، و الاسم مكون من أحرف أول كلمة من اسميهما. و على أساس هذا المنتوج تم إنشاء شركة زيند . و اصبحت هذه الشركة هي الراعي الفعلي لتقنية PHP و السلطة المرجعية لمواصفاتها ، كما انها المنتج الرئيسي لأهم مكوناتها.
القائمون على هذه الشركة هم اسرائيليون، كما أن مقرهاّ الرئيسي في اسرائيل.

انتشرت تقنية PHP بسرعة على مدى اعوام بسيطة و اصبح محرك زيند مرافقا لملايين المواقع.

الملفت للنظر أن هذه التقنية لقت دعما قويا من قبل المبرمجين العرب و اضحت المواقع العربية التي تعتمد هذه التقنية هي الغالبة بين المواقع العربية الأخرى، و زاد من وتيرة الاقبال عليها ؛ وجود عدد من الحزم الجاهزة لبناء مواقع متكاملة ، بحيث يمكن لغير المتضلع في تقنيات الحاسوب او البرمجة أن يستخدمها لإعداد موقع متكامل متعدد الأقسام بدون جهد يذكر .


أين الخطر؟
المخاطر متعددة ..

أولا: الوقوع في فخّ استخدام منتوج اسرائيلي، ففي الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات لمقاطعة المنتجات الاسرائلية؛ نقوم نحن بالدعوة لها و حضنها بدون وعي، فينشأ لدينا وضعا متناقضا جديدا بجانب المتناقضات الأخرى فينا .

ثانيا: التمهيد للدخول في مرحلة "كسر الحاجز النفسي" و "التطبيع" الذي سيجعل من عادة استخدام منتجات اسرائيلية أمرا عاديا و مقبولا في نفوسنا و أذهاننا.

الخطر الآخر، ما أسميه بالاستعباد التقني، و ما يتبعه من قيود قد يصعب الفكاك منها. إن تبني تقنية ما يعني استثمار المال و الوقت و الجهد و المعرفة فيها، ثم الاحتياج المستمر لها و لمنتجاتها لمواكبة التطورات و التغيرات. ففي الوقت الذي نعتقد فيه ان تقنية ما تقوم على خدمتنا ، تقوم هي في الواقع باستعبادنا لصالح صنّاعها، و بالتالي دعما لاقتصاد الكيان الذي انطلق منها و في حالتنا هذه: الكيان الاسرائيلي.

أما الخطر المباشر فيتمثّل في احتمال وجود تعليمات مشبوهة داخل احدى البرامج الداعمة لتقنية PHP ، و نقصد بالتعليمات المشبوهة تلك التعليمات التي تقوم بأعمال غير تلك المتعلقة بوظائف و أغراض البرنامج المعلنة. فتصبح هذه البرامج عونا لنا في ظاهرها، وعينا علينا في الخفاء.

قد يقول القائل بأن هذه البرامج (محرك زيند الخاص بتقنية PHP) تندرج تحت فئة برامج المورد المكشوف open source أي أن تعليماتها أو شفرتها البرمجية الأصلية أختير لها أن تكون مكشوفة و متاحة للجميع بصورة مجانية، و بالتالي يمكن التأكد من خلوّها من أية تعليمات مشبوهة، و إذا وجد شيء منها فسيتّم فضحها فورا.

قد يكون هذا الكلام صحيحا؛ و لكن الى حين. كيف ذلك؟

العديد من الشركات، تستغلّ الاتجاه العام نحو تبنّي برامج الموارد المفتوحة، فتقوم بطرح برامج مفتوحة جديدة او تدعم احدى البرامج المفتوحة السابقة لكي يكون لها موطأ قدم تستطيع من خلاله بيع برامج أخرى أو خدمات ذات علاقة.

من هذا المنطلق استغلت شركة زيند ثقافة الموارد المفتوحة لتكون جسرا لها نحو جيوب الآخرين.

تقوم شركة زيند منذ فترة بتسويق مجموعة من المنتجات الداعمة لمزوّد PHP (محرك زيند) منها ما هو مخصّص لتسريع عمل المحرّك، و أخرى لتشفير البرامج العاملة عليه و ثالثة لادارة ومناولة الصفحات ، هذه البرامج مقفلة وليست بالمجان و لا تندرج تحت فئة الموارد المفتوحة، وشركة زيند تسعى جاهدة لتسويقها و تمريرها لمستخدمي تقنية PHP، و حظ هذه الشركة كبير في أن تلقى برامجها قبولا و ترحيبا لدى العديد من المواقع، وحظنا سيكون تعيسا بالتأكيد إذا انساق القائمون على مواقعنا و تبنّوا هذه المنتجات.

فلا يوجد ما يمنع صانعيها من أن يقوموا بدسّ ما يحلو لهم فيها، و السيطرة عليها و تحريكها متى ارادوا بحيث يمكنهم النفاذ الى الحواسيب الحاوية لهذه المواقع او الأجهزة المتصلة بها عبر شبكة الانترنت ، و لنا ان نتخيّل ما حجم الخطر الذي يشكله هذا الأمر.

بعبارة أخرى: البرامج التي تقوم بمناولة صفحات أي موقع يعتمد هذه التقنية، يمكنها أن تكون جاسوسا الكترونيا مدسوسا في قلب الحاسوب الذي يستضيف موقعا ما ، هذا الجاسوس يتم التحكم فيه من بعد و تحريكه من قبل مصنّعيه كيفما رغبوا، ومن خلاله يمكنهم السيطرة على الحاسوب الحاوي للموقع، ومنها تمتد سيطرتهم حتى الى أجهزة زوّار الموقع.


ما حجم الخطر؟
السؤال هنا كم عدد المواقع العربية التي تنتهج تقنية PHP .. وما نسبتها من مجموع المواقع، لا توجد احصائية لدي! و لكن العدد كبير و يتكثف أكثر في المنتديات أو مجموعات الأخبار، يكفي أن نستعين باحدى محركات البحث و نبحث عن كلمة: PHP ضمن المواقع العربية، وستلاحظ حجم المأساة:

• أغلب المنتديات العربية في الانترنت تتبنّى تقنية PHP.
• أكثر التقنيات دعما و دعاية من قبل مواقع الانترنت العربية المتخصصة هي تقنية PHP.
• يوجد أكثر من موقع عربي مخصّص في مجمله لتقنية PHP.
• المأساة تأخذ بعدا مبكيا و مضحكا في نفس الوقت إذا تصفّحنا محتويات هذه المواقع:

أحد أهم المواقع التي تدعو لمقاطعة المنتجات الاسرائيلية تم اعداده بواسطة PHP.
المواقع التي تدعو الى تقنية PHP تشير الى صانعيها و الى الشركة الراعية لها دون أن تشير الى حقيقة انتمائهم.
مواقع تستنهض الأمة وتدعو للجهاد الالكتروني ضد اسرائيل و هي تمتطى ركاب PHP.

هل نستطيع الفكاك من هذه التقنية؟
تقنية PHP ليست الوحيدة في مجالها، و البدائل كثيرة، و لكن هل يمكن للقائمين على المواقع المبنية على PHP أن ينصرفوا عن هذه التقنية الى غيرها ؟ هل يمكنهم اعادة تشييد مواقعهم من جديد؟

العائق الأكبر هو ما سبق و أن اشرت اليه : الاستعباد التقني . لقد تكلّف بناء هذه المواقع الكثير من الجهد و الوقت و المال ، واحراق ذلك كلّه يستلزم عزما ، كما أن تراكما معرفيا التّف حول هذه التقنية يعزّ على الكثيرين تركه.

معاودة بناء هذه المواقع يتطلب جهدا قد يفوق ما بذل فيها سابقا، و السبيل الأنجح في رأيي لتحقيق ذلك هو في ايدينا ؛ نحن روّاد هذه المواقع أو شبكة الانترنت عموما. علينا يقع العبء الأكبر من خلال مداومة مراسلة المسؤولين على هذه المواقع و تنبيههم لما تشكّله من نشاز ، وحثّهم على ضرورة اعادة بنائها على أساس غير هاو.

فاذا مررنا على موقع تتضمن وصلاته كلمة php. فلنبادر بمراسلة اصحابه، و لا بأس من أن نعيد الكرّة المرّة بعد الأخرى علّ ذلك يكون عونا لهم على تحمّل جهد التغيير


اى استفسار انا تحت امركم