من أخطر ما يعانيه المذنبون من مشاكل نفسية ـ في المجتمع الاسلامي ـ هو
فقدانهم لحالة الانسجام والتطابق بين رغباتهم الذاتية وممارساتهم السلوكية،
فالمذنبون في حالة صراع دائم بين الاستجابة لملذاتهم الخبيثة من جهة وبين
الالتزام بقيم الدين وتقاليد المجتمع وعاداته الخيرة من جهة أخرى. فهم من
أجل أن يعكسوا للمجتمع لوناً من الانسجام بين دوافعهم الذاتية والقيم
الاجتماعية التي تحكمه يتظاهرون للآخرين بخلاف واقعهم النفسي فيحاولون
التحدث لهم بالشرف والقيم والكرم ويتظاهرون بالتمسك بأفعال الصالحين
وصفاتهم كذباً ورياء ونفاقاً لأنهم ـ في واقعهم ـ أبعد الناس عن ذلك.
وتسبب هذه الحالة في كثير من الأحيان للمذنبين اضطراباً في شخصيتهم وتذبذباً واضحاً في سلوكهم.
هذه الحالة تنتهي بكثير من المذنبين وخاصة المجرمين منهم إلى مرض نفسي خطير يطلق عليه علماء النفس اسم مرض (الازدواج في الشخصية)
وتسمية الشريعة الاسلامية (مرض النفاق) وقد يؤدي هذا المرض النفسي الخطير
بالمذنبين إلى أمراض أخطر منه كل ذلك نتيجة لعدم تطابق الدوافع الذاتية
للمذنبين مع القيم والتقاليد السائدة في مجتمعاتهم،
ويمكن أن تحل مشكلة عدم التطابق هذه بسلوك أحد طريقين:
أحدهما: أن يكشف المذنب عن حقيقته للآخرين، فيكسر حاجز الحياء ويتصرف بدون
أن يكترث بهم ولا بالقيم الدينية أو التقاليد الاجتماعية التي تحكم مجتمعه
فيظهر للناس كأي مجرم مكشوف في انحرافه وعدم التزامه بالقيم والأخلاق
الفاضلة، فحينئذ تتطابق دوافعه الذاتية مع واقعه السلوكي، وتنحل عنده مشكلة
الازدواج في الشخصية.
وهذا اللون من العلاج مرفوض في الشريعة الاسلامية، لأنه وإن كان يعالج بعض جوانب مرض ازدواج الشخصية
إلا أنه يوقع الانسان في أمراض نفسية وجسمية واجتماعية أخرى ـ لا مجال
للحديث عنها عنها ـ وهي أخطر بكثير من مرض الازدواج في الشخصية، أو بتعبير
ديني مرض النفاق السلوكي.
ثانيهما: أن يتوب الانسان المذنب توبة نصوحاً فيتخلص من هذا المرض النفسي
الخطير، حيث تصبح دوافعه الذاتية منسجمة انسجاماً كلياً مع سلوكه وتصرفاته .
فالانسان المذنب في مرحلة حرجة جدا جدا.فهو يتأرجح بخيط رفيع جدا بين الضلال وبين الهداية
ونادر منهم من يتقنون على المدى الطويل ممارسة لعبة النفاق السلوكي.
لا احد لا يعرف معنى النفاق.مرض عقلي موجود في كل العصور والاماكن!!
رغم ان الكثيرين ، يدعون أنهم لم يعرفوا النفاق في حياتهم. ويتبرؤون من النفاق كبيره، وصغيره!
وقد درسنا عن النفاق الاكبر في مدارسنا الابتدائية!! وكنا وقتها صغارا.لا نعرف ما النفاق!
كل ما اتذكره من دراستي الابتدائية هو ان النفاق :
كان ايام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وحذرت منه الايات الكريمة.ووصف الله عز وجل المنافقين.
وان المنافقين كانوا يظهرون الايمان للرسول ويكتمون الكفر
بل ودرسنا ايضا عن انواع اخرى من النفاق. خيانة العهد والوعد خيانة الامانة
وما فهمناه ايضا ان معنى النفاق :
مشتق من النفق، وهو السرب في الأرض الذي يستتر فيه، وهي مساحة تحت الأرض
يسودها الظلام حيث تبيت النوايا ولها مخرج يوصل إلى سطح الأرض، فما يظهر
خلاف ما يبيت .
زمان. كان النفاق (نفاقا).!!
فمن كان يتصف بخلق سيء ، كان يعمد الى اخفاؤه ، حتى لا يراه احدلانه يعلم تماما انه خلق مذموم
اما اليوم .
فيكفي ان تجلس امام القنوات الفضائية لمتابعة مشاهد النفاق.(وعلى عينك يا تاجر.!!)
يكفي ان تكون في مكان عملكلترى هذه المشاهد صوت وصورة ،حية ترزق امامك!!
يكفي ان تكون موجودا في حلقة اصدقاء او مع الاقرباء لترى كيف تنهش اعراض
،وتؤكل لحوم الذين قدر لهم ان يغيبوا عن هذه الحلقة،او الجماعة هذه المرة!!
وسترى كم يكون الترحاب بهم اذا قدر لهم ان يحضروا المرة القادمة!!
وحتى لا تفرك عينيك دهشة واستغراب مما تراه.
ورأفة بمشاعرك الطيبة واخلاقك السمحة .سأخبرك بحقيقة هذا الذي تراه:-
لن نختلف ، على ان النفاق يحتل مكاناً مهماً في تكوين الرذيلة في هذا العالم. والا. ما انتقل الى عصرنا هذا.!