الرئيس الباكستاني يدين اعتداء طالبان على الناشطة ملالا يوسفزاي


الناشطة ملالا يوسفزاي رمز السلام Thumbmail2012-10-12+20%3A55%3A15.4283
الناشطة الحقوقية الباكستانية ملالا يوسفزاى

اتصل الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الجمعة هاتفيا بوالد الناشطة المصابة ملالا يوسفزاي أعرب خلال الاتصال عن حزنه وصدمته إزاء الحادث.
وأدان زرداري بشدة هذا العمل الهمجي من المتشددين, وقال إنهم بهذه الأعمال كشفوا وجههم الحقيقي للعالم, مؤكدا أن المتشددين لن ينجحوا أبدا بهذه الأفعال في النيل من عزيمة الشعب والحكومة على مواجهة التشدد.
كما زار رئيس الوزراء رجاء برويز أشرف يرافقه قادة الأحزاب السياسية المختلفة اليوم المستشفى العسكري في راولبندي للاطمئنان على صحة الناشطة الحقوقية الصغيرة.


من جانبه, صرح المتحدث العسكرى الباكستاني الميجور جنرال عاصم باجوا, نقلا عن المتخصصين فى جراحة الأعصاب والرعاية المركزة أن "حالة ملالا مستقرة ولكنها مازالت حرجة ",مضيفا أن لجنة من
كبار أطباء الجيش يشرفون على رعايتها بدعم من خبيرين طبيين بريطانيين.
وقال كبير المتحدثين باسم الجيش إن ملالا مازالت على جهاز التنفس الصناعي ولم يتم اتخاذ أى قرار بنقلها إلى الخارج للعلاج.


في الوقت نفسه, هددت حركة طالبان الباكستانية بقتل والد ملالا واعترفت بإرسال فرقة لاغتيال الناشطة المدافعة عن حق البنات في التعليم.
وقال ناطق باسم فرع حركة طالبان الباكستانية في وادي سوات بأن قيادته قررت بالفعل منذ شهرين قتل الناشطة البالغة من العمر أربعة عشر عاما, وأرسلت فرقة اغتيالات لتنفيذ العملية.
ونسبت قناة "دون نيوز" إلى الناطق سراج الدين أحمد أن ملالا يوسفزاى تلقت ثلاثة تحذيرات لوقف أنشطتها المروجة "للفكر الغربي", لكنها لم تتراجع .
وقال المتحدث أن الحركة لم يكن لديها نية لقتلها ولكنها اضطرت لذلك عندما لم تتوقف عن التحدث ضد طالبان, مضيفا أن طالبان قد عقدت اجتماعا قبل بضعة أشهر اتفقت فيه بالإجماع على قتلها, ثم عهدت بهذه المهمة لقادة عسكريين للتنفيذ.


الناشطة ملالا يوسفزاي رمز السلام Pak-girl-shot-650_416

عمت المظاهرات مختلف أنحاء باكستان يوم الأربعاء، 10 تشرين الأول/أكتوبر، تنديداً بمحاولة القتل التي نفذتها حركة تحريك طالبان ضد ناشطة السلام، ملالا يوسفزاي، 14 عاماً، التي تصارع الموت حيث ترقد في مستشفى عسكري في بيشاور.



وقال الجنرال اشفق كياني قائد الجيش الباكستاني خلال زيارته ملالا في المستشفى "نرفض الانحناء أمام الإرهاب. وسنقاتلهم أياً كان الثمن وسننتصر ان شاء الله"، بحسب ما نقلت عنه شعبة العلاقات العامة في الجيش.
وأضاف كياني "الجبناء الذين هاجموا ملالا [...] لا يظهرون أي احترام ولا حتى لكلام نبينا [ص] الذي قال، "ليس منّا من لم يرحم صغيرنا، ولم يوقِر كبيرنا""، مؤكدا أن هذه الأعمال الهمجية تفضح الفكر المتطرف الذي تواجهه البلاد.


وكان أحد مسلحي طالبان في منطقة مينجورا بوادي سوات قد ركب الباص الذي تستقله ملالا في 9 تشرين الأول/أكتوبر وأطلق النار عليها بالرأس والعنق. كما أصيبت فتاتان أخريتان هما شاذية، التي أصيبت بذراعها، وكينات التي أصيبت بساقها. وتتلقى الفتاتان العلاج في مستشفى السيد شريف في سوات، بينما نقلت ملالا بالمروحية إلى مستشفى عسكري في بيشاور.
وقالت شاذية "كنا في طريقنا إلى المنزل حين تم توقيف الباص الذي نستقله. سألنا شخص من هي ملالا ثم بدأ بإطلاق النار عليها، وأصابني وأصابها وفتاة أخرى".
الناشطة ملالا يوسفزاي رمز السلام NB-54739-634856385510925073



دعوات لحشد الدعم

وإثر الحادث المروع، تصاعدات دعوات المطالبة بأداء الصلوات لملالا في عموم البلاد وحشد الدعم لها.
وقالت شاد بيكم الحائزة على جائزة المرأة الدولية للشجاعة 2012 لموقع آسيا أون لاين "نحن [الباكستانيون] ندعو جميعاً لبطلتنا الصغيرة بالشفاء العاجل ً".
وأضافت "إن رسالتي للعالم هي إننا مع ملالا سنعمل على إرساء السلام والازدهار في منطقتنا".
وقد ترددت أصداء الاعتداء في أنحاء باكستان لما تمثله ملالا للبلاد.




الناشطة ملالا يوسفزاي رمز السلام ViewImg

وقال بيلاوال
بوتو زرداري رئيس حزب الشعب الباكستاني "اليوم تعرضت شقيقتي للاعتداء. إن ملالا هي شقيقة كل شخص يحب السلام. لقد تعرضت للهجوم لأنها رفعت صوتها تدافع عن حقها بالتعلم وحقوق كل الفتيات".
وأقفلت المدارس في مينجورا بوادي سوات، مسقط رأس ملالا وحيث تعرضت للاعتداء، يوم الأربعاء، وأقيمت الصلوات في كل أنحاء البلاد.
من جهتها، قالت الطالبة سيماء عقيل، تقيم في کيسه خوانې وهي في الصف العاشر، "إننا نصلي لملالا، فهي ليست فقط مثلا أعلى لمعظم الفتيات بل هي رمز وطني. لقد أثار الاعتداء مشاعر استياء لدى الجميع".




الناشطة ملالا يوسفزاي رمز السلام 470373226


وتواصلت
مناشدات القراء على صفحات تويتر وفيس بوك للصلاة والدعاء بشفاء ملالا، التي كانت قد نالت شهرة واسعة في باكستان بعد ترشيحها لجائزة السلام الدولية للاطفال لكتاباتها ضد حركة طالبان التي سيطرت على وادي سوات بين 2007 و2009. وكانت ملالا قد دوّنت يومياتها على موقع بي بي سي اوردو تحت اسم غول مكاي.
وفي إحدى رسائل تويتر، ذكرت فاطمة عريف، باكستانية متعاطفة مع ملالا، "إن ملالا وأمثالها هم من يبعثون الأمل لباكستان".




الناشطة ملالا يوسفزاي رمز السلام W460

وضع ملالا الصحي

وكان الأطباء قد ذكروا أن اليومين أو الثلاث أيام القادمة ستكون مهمة في تقرير حالة ملالا الصحية. وقام جرّاحون باستخراج الرصاصة في عملية جراحية جرت في وقت متأخر ليلاً، بحسب تقارير اعلامية، إلا انها لم تستعد وعيها بعد.
وكان الرئيس آصف علي زرداري قد أوعز باتخاذ الاجراءات اللازمة لنقل ملالا إلى بلد آخر لتلقي العلاج اللازم.
من جهته قال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك إن المسؤولين لم يقرروا ما إذا سيتم نقل ملالا إلى خارج البلاد لا سيما بعد أن أكد الأطباء أن حالتها غير مستقرة.
وقال مالك بعد زيارة ملالا "إن طائرة الاسعاف في مطار بيشاور مستعدة [...] وسننقلها إلى أي مركز علاج متقدم بعد سماح المجلس الطبي بذلك".
السلطات عرضت توفير الحماية الأمنية لملالا


وأوضح مالك أنه تم تحديد هوية المعتدين وأن الشرطة شكلت لجنة تفتيش للقبض على المشتبه بهم.
ولفت إلى أن "على المواطنين مساعدة الشرطة والأجهزة الأمنية في القضاء على هؤلاء الإرهابيين".
في هذا السياق، أشار المحقق العام في شرطة بختونخوا أكبر خان هوتي إلى "توقيف أكثر من 200 مشتبه بهم في عملية تفتيش في سوات".
وبيّن أن عائلة ملالا كانت قد رفضت الحماية التي عرضتها السلطات عليها في نيسان/أبريل وآب/أغسطس بعد تهديدات طالبان لها.
وكانت تحريك طالبان قد هدددت ملالا وعائلتها لانها كانت تنتقد الحركة.
وقد أعلن المتحدث باسم الحركة مسؤوليتها عن الاعتداء في 9 تشرين الأول/أكتوبر.
تنديد عارم


إلى ذلك، ندد شيوخ وقادة دينيون باعتداء تحريك طالبان.
وقال المجلس القبلي في وادي سوات في بيان في 10 تشرين الأول/أكتوبر "إن الاعتداء على طالبات هوعمل همجي. نطلب من الحكومة القاء القبض على المعتدين فوراً ونطلب من المواطنين الانضمام إلى جهود المجلس في القضاء على المظاهر المسلحة في المنطقة".
وقال وزير الإعلام في ولاية خيبر باختنكوا ميان افتكار حسين "إنهم يستهدفون كل من يدعو للسلام"، مضيفاً أن هذه الاعتداءات لن تهز تصميم الحكومة. وأكد "إن ملالا تعاقب لأنها دافعت عن الحق بالتعلم في منطقتها".
وكان لقادة العالم تصريحات حملت ذات الطابع.
فقد نسب الرئيس الأفغاني حميد كرزاي قتل الأبرياء لمناصري التعليم والأبرياء على طول خط دوراند [جانبي الحدود الأفغاني-الباكستانية] لاعداء الإسلام.
وجاء في بيان صدر عن المكتب الرئاسي "إن أولئك الذين يعارضون تقدم الشعوب وتطورها على جانبي الحدود هم من يمكنهم تنفيذ جريمة كهذه".
أمّا وزير الخارجية الكندي جون بيرد، فأكد "نيابة عن كل الكنديين، إن أفكارنا وصلواتنا معها ومع اللواتي أصبن في اطلاق النار. إن رابطنا الانساني يتطلب من أولئك الذين يجلون الحربة التكلم بصوت واضح وواحد: إن هذا النوع من العنف والقمع الهمجي لن نقبل به".
ودعت الممثلة الخاصة لأمين عام الأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاعات المسلحة ليلى زيروغي إلى مواصلة جهود محاربة الاعتداءات الناتجة عن عدم قبول تعليم الفتيات.
وقالت "إن التعليم حق أساسي لكل الأطفال. على تحريك طالبان احترام حق جميع الأطفال، بما فيهم الفتيات، بالذهاب إلى المدرسة والعيش بأمان".
ردود الفعل السياسية


وكانت وسائل الاعلام الباكستانية تناقلت في 10 تشرين الأول/أكتوبر خبر موافقة المجلس الوطني على قرار يدين اعتداء طالبان على ملالا ويدعو إلى تقديم المذنبين إلى العدالة.
وعلقت الغرفة السفلي في البرلمان جلساتها العادية بينما تقدم وزير العدل فاروق هنيك بقرار لفسح المجال أمام مناقشة الاعتداء، وفق ما أوردت وكالة يانغ دايلي.
على خط آخر، أعلن رئيس إقليم خيبر بختونخوا أمير حيدر خان هوتي مكافأة بقيمة 10 مليون روبية (105 ألف دولار أميركي) لمعلومات تؤدي إلى إيجاد أو التعرف على المعتدين على ملالا، وفق ما قال افتكار يوم الأربعاء.
بينما أعلن رئيس حزب تحريك انصاف الشيخ عمران خان عبر رسالة تويتر عن استعداه لتسديد كلفة علاج ملالا، وقال "أقف إلى جانب العائلة في هذه المحنة".
ولم تنحصر ردود الفعل بالساحة السياسة فحسب، فقد نظمت أمن تحريك، وهي منظمة محلية تدعو للسلام، مظاهرة خارج نادي الصحافة في بيشاور شارك فيه صحافيون وباكستانيون من جميع المجالات. واحتشد المتظاهرون خارج نادي الصحافة في لاهور واسلام آباد دعماً لملالا.