لســــان العصــــر
{وَمَن أحسَنُ دِيناً مِّمَّن أَسلَمَ وجهَهُ لله وهُو مُحسِنٌ
واتَّبَعَ مِلّةَ إِبرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتّخَذَ اللهُ إِبرَاهِيمَ خَلِيلاً}
(125 النساء )
سلسلة لسان العصر
في سبيل تكوين تجمع العصر لتعظيم سيد العصر
محمد بن عبد {الله}
عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم
انطلاق دعوة التمهيد
تقديم : يوسف هاشم محمد نجم
تـنويه
{ بسم الله الرحمن الرحيم }
ورد على غلاف هذا الكتاب بأنه تقديم:-يوسف هاشم محمد نجم.نرجو التنويه بأن كلمة تقديم وردت بدلاً عن كلمة: ( تأليف ) أو (المؤلف ).ولقد قصدنا بإيراد كلمة ( تقديم ) بدلاً عن كلمة (تأليف ) أن نؤكد أن المؤلف الحقيقي هو
{ الله }
وما نحن إلاّ أداة تقديم لإلهامات وردت على الخاطر من لدن العالم المعلّم الأول و الآخر :
{الله}
خالق كل شيء وهو الواحد القهّار.
{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبُلنا وإنّ الله لمع المحسنين }
[ 69 العنكبوت ]
{ما على المحسنين من سبيل والله غفورٌ رحيم}
[91 التوبة ]
ماذا نعني بتجمع العصر
{ بسم الله الرحمن الرحيم }
الاسم :-
تجمع العصــــر لتعظيم سيد العصر
سيد العصر هو صاحب المقام المحمود عليه أعظم الصلاة وأتم السلام، هو الذي سيأتي ليملأ الأرض عدلاً، سلاماً وأمناً على ميزان المحبة والرحمة.و ليس للمقام المحمود من صاحب غير سيدنا وحبيبنا وغرّة أعيننا محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.و معنى تعظيمه هو أن نعمل على تمهيد طريق قدومه المنتظر.
ولقد طلب منا عليه أفضل الصلاة وأتم ألتسليم أن ندعو له عند وفي كل وقتٍ رُفع فيه النداء بالطلب لفتح أبواب السماء لتحقيق الصلة بالرب أن نقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاةالقائمة آتي محمداً الوسيلة والفضيلة وأبعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد.
والوعد كان قد جاء هكذا :
{ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاماً محمودا }
[79 الإسراء]
المرشد:-
هو محمد بن عبد {الله}
النبي الأميّ المبعوث رحمة للعالمين كافة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
الأعضاء:-
هم كافة العالمين من إنس و جن. الطفل والطفلة، الصبي والصبية، الشاب والشابة، الذكر والأنثى.المسلم، المسيحي،اليهودي، البوذي الهندوسي الزرادشتي، الكنفوسيوشي، الماركسي وجميع من هم بخلاف ذلك من أمة {الله} الذين وسعتهم رحمة الرحمن.
المقر:
في كل بقعة مباركة من أرض {الله} الواسعة
وفي قلب كل عبد من عبيد {الله} يسكنه الرب.
المركز الرئيسي:
يُشيّد أعظم مبنى بعد الكعبة المكرّمة والمسجد النبوي المشرّف والمسجد الأقصى المبارك فوق البعد الرابع من على وجه الأرض في البقعة المباركة حيث التقى موسى العقل بالخضر القلب في مقرن النيلين في الخرطوم ليكون مركز الانطلاق لتعظيم النبي محمد بن عبد {الله} والدعوة لتطبيق منهاج السنة النبوية المشرفة.ثم بعد ذلك لاحقاً ليكون مقراً للحكومة العالمية، وبناء على ذلك يجهز هذا المبنى بحيث يلبي أغراض ذلك بصورة شاملة.هذا البنيان يجب أن يشمل استوديوهات للبث التلفزيوني والإذاعي والاتصالات وقاعة مؤتمرات عالمية كبرى بالإضافة إلى المرافق الضرورية لخدمة العاملين.
الدستور:
هو قول النبي محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
(راجع كتابنا: دستور الإنسان المعاصر)
وعليه فإن هذا التجمع ليس بحزب سياسي ولا بطائفة دينية، ولا برابطة إقليمية.
شعار هذا التجمع:
قول {الله} تبارك وتعالى وقوله الحق المبين :
{ لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ
فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى
لا انفصام لها والله سميع عليم }
[256 البقرة]
آلية الدعوة:
{أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
و جادلهم بالتي هي أحسن
إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}
[125 النحل]
بيان رقم واحد
السبت 16 ربيع الأول 1432ه الموافق 19 فبراير 2011م
{ بسم الله الرحمن الرحيم }
القرآن العظيم دستورٌ قُضيّ وقُدّر من الأزل إلى النزل
أن يكون هو القانون الأساس لحكم سير حياة الإنسان
القانون الدستوري لا يفرّق بين إنسانٍ وآخر إلا بالتقوى
والتقوى تعني حسن التصرّف والخلق
بصرف النظر عن عقيدة يختلف عليها الجمعان
القرآن العظيم كتابٌ عظمته في دستوريّته
كفلت حقوقاً متساوية فلا فرق بين مسلم وغيره
بل على التقوى يُقام الميزان
{ لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ
فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى
لا انفصام لها والله سميع عليم }
[256 البقرة]
التقوى كما قال عنها سيدنا سيد الخلق أجمعهم
(هي ها هنا) مشيراً إلى قلبه المشرّف بالنبوّة
وأن (الدين المعاملة ) (الدين حسن الخلق )
(وحسن الخلق هو خلق{ الله} الأعظم)
و أن من لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه قد انتفى عنه الإيمان
(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
لا تعني المساواة في المنطق وحريّة الرأي فحسب
بل وبالتأكيد تعني في السلطة والثروة لتحقيق كرامة الإنسان
فلا أحدٌ عنده والآخر لا
فالكل مشمولٌ بالرحمة وسعت كل شيء
فلا قسمة ضيزى ولا فرق بين الأبناء
كلهم من وفي بيتٍ واحد جميعهم إخوان
كل تلك الشرائع التي انتظمت أحوال البشر
بأوقاتٍ اختلفت على مقادير تفاوتت
في قدر العقل وسعة النفس جميعها مصدرها القرآن
هذه دعوة نطلقها لتمهيد طريق البعث الثاني
للصلاة والسلام عليه النبيّ محمد
يجيء إلينا من الآفاق على براق الفكر الثاقب
ليقيم بين ظهرانينا على المحمود مقاماً واسمه أحمد
خاتم الرسل الكرام وأكمل إنسان
ولمزيدٍ من الشرح عن هذا
فسيدنا الصلاة والسلام عليه النبيّ محمد
هو خاتم الأنبياء السلام عليهم فلا نبيّ يجيء بعده
وختم النبوّة يعني
أن كل كلام{الله} تبارك وتعالى الذي أراد له على الأرض أن ينزل
نزّله في كتاب مقدّسٍ واحد هو المصحف كتاب القرآن
أما الرسول المبجل
من تنبأ السلام عليه عيسى بمقدمه فهو لمّا يأت بعد
وهو ليس غير الصلاة والسلام عليه النبيّ محمد
يبعثه{الله} مقاماً محموداً فيعود إلينا عَوْدَاً أحمد
فتشرق الأرض بنوره وتحتفل بمقدمه الأكوان
شرارة ثورة التغيير التي انقدحت لإسقاط أنظمة فاسدة
إشارة لقرب مقدمه الأحمد ليملأ الأرض أمناً وعدلاً
ويعيد ما سلبه الطغاة من كرامة الإنسان
هذه الدعوة نُطلقها لتساوي بين الأشتات
لتجمع شمل الأضداد تنادي بالحق وبالعدل
لتُزهِق باطلاً استأسد لتفُكّ قيوداً نحرت أيدي حتى نخاع العظم
ليصبح وجه الإنسان وجهاً واحد لا وجهان
هذه الدعوة مرشدها رجلٌ سبق وجاء إلينا من أنفسنا
عزّ عليه أنا كنا نرزح تحت أغلال الجهل
نُدفن أحياء تحت سنابك خيول طغاةٍ عاثوا في الأرض فساداً
ودماء طاهرة سالت تروي محميات الظلم وفق تقاليد الشيطان
هذه الدعوة صاحبها ودليل طرائقها
الصلاة والسلام عليه النبيّ الأميّ محمد
هو الآن يُقيم في بيوتٍ أذن {الله} أن ترفع
وقلوبٍ امتلأت بمحبته وعيونٍ ما فتأت تتطلّع لتراه وهو لما يأت بعد
يجيء ليكمل طرح الناموس الأقدس من مقامٍ محمودٍ به بُشّر
والعود يكون الأحمد لأكمل إنسان
هذه الدعوة نحن لسان العصر نقدّمها
بين يدي سيد هذا العصر
وما نحن من الأمر إلا جنداً ألهمها الباري لتؤذن في الناس
أن قد حان وقت التحرير بقيادة الرجل الحر المطلق من كل قيود البشرية
يجيء ليكمل رسالات الرب الأمجد رسولاً خاتم اسمه أحمد
و لعل أن هذا هو أول بيان
نحن لسان العصر جند الحق نحمد للرب أن جُنّدنا
فجُعلنا بلال هذا الوقت نؤذن في الناس
أن حيّا على صلات الأرحام وحسن معاملةٍ تؤلف بين قلوب الإخوان
هذه الدعوة نُطلقها
جداراً يتكئ عليه كل من هو مستضعف
كحائط مبكى عنه يصدّ العدوان
جدارٌ أقيم في الأزل فوق كنزٍ مُدّخرٍ للأيتام
إلى الظل منه يأوي كل حائر تشابه عليه البقر فلم يجد العنوان
هذه الدعوة يُشرّفنا أن نطلقها خارطة طريقٍ
لسبل الكيف لاستكشاف كيف تكون العودة
لسذاجة الفطرة الأولى
عندما كان السلام عليهم آدم وحواء يسكنان جنان
هذه الدعوة نحمد الرب أن شرّفنا لنطلقها بيّنةٍ
لا لجمعٍ غفيرٍ إليها يأتي
وإنما بالسلم محمّلة لتُبْلِغ كلاًّ مأمنه
ليُعْلِن كلٌّ في موقعه جهاداً أكبر على النفس الدنيا
فهي أعدى أعداء الإنسان
هذه الدعوة تنطلق بيّنة لجمع شتات الأفكار على قلب رجلٍ واحد
لتجديد الفهم حول النصوص الأبدية مرتكزات أصول الأديان
النصوص التي جاءت على قدرٍ لا على الهوى
نُسجت أحرفها بما أوحت به ملائكةٌ
ليس إلا التسبيح بحمد الرب شغلتهم
لرسلٍ أُرسلوا لخلاص الإنسان
نصوصٌ اندفعت جندٌ مجنّدةٌ من حقيقة واحدة
لتعطي كل ذي حقٍ حقه
غير أن الحقوق اختلفت بمقدار قدر عقول الأمم
وبما وسعته نفوسٌ تسويتها تمت كلاً على شاكلته بتعدد الأشكال والألوان
الحقيقة واحدة والحق تعدد فطرت الخلق على مبدأ
{ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكّرون}
[49 الذاريات]
على نسق جعل الهدى من على نجدين
{هذا عذب فرات وهذا ملحٌ أُجاج}
[53 الفرقان]
وبداية معرفةٍ لحقيقة الاستسلام للحق في الأمر
أن كلٌ من عليها فان
{ كُلّ من عليها فانٍ * ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام}
[27 الرحمن]
بيان رقم اثنين
الخميس 21 ربيع الأول 1432هـ الموافق 24 فبراير 2011م
{ بسم الله الرحمن الرحيم }
القرآن العظيم هو الوالد الشرعي لجميع الدساتير.والدستور هو أبو القوانين.الدستور شأن الحقيقة الواحدة منه تتنزّل الحقوق مختلفة تُسن لها مراسيم متباينة لتنظّم حاجاتٍ للناس متعددة مما تصوّرهـ وتتخيّله قدراتهم العقلية ومما يمكن أن تسعه النفوس التي أُلهمت فجورها وتقواها.
{ ونفسٍ وما سوّاها * فألهمها فجورها وتقواها *
قد أفلح من زكّاها * وقد خاب من دسّاها}
[10 الشمس]
الديمقراطية هي اسم مصطلح لخارطة طريق توقيع إرادة الحياة للبقاء المستمر المشبوق بأعلى درجات اللذّة والمتعة،وهو ما يسمى بالخلود.والمعنى الحقيقي للديمقراطية والذي انحرف الناس عن مسار تطبيقه الصحيح نتيجة لاحتناك الشرير لإرادة البقاء بالحياة ولأجل حفزها وتطويرها لتحقق أعلى قيم الخير، هذا المعنى الصحيح هو أن الديمقراطية نظامٌ من شأنه أن يحقق الحريّة للإنسان.الحريّة التي من شأنها أنها مطلقة من جميع قيود وملابسات الاستبداد.
و لقد أفلح البشر، لحدٍّ مّا، أن يحققوا تطبيق وجه واحد من وجهي عملة الحرية؛ ألا وهو المشاركة في السلطة.و حتى هذه لم يجر تطبيقها على الوجه الصحيح إذ أن تطبيقها لا تكتمل صحّته بمعزل عن تطبيق توأمه، وهو الوجه الآخر لعملة الحرية ألا وهو المشاركة في الثروة.
الحرية المطلقة من القيد بجميع مواصفاته هي أول وأجلّ صفات الأحرار.
الرجل الحر الذي لا مثيل له منذ ابتدأت الحياة دابّة على الطريق
تطلب الكمال فكراً و شعوراً وإلى أن يرث {الله} الحياة جميعها،
هو محمد بن عبد {الله}
النبيّ الأميّ رسول السلام الأعظم وهو الأول وهو الآخر
على أوله وعلى آخره أفضل الصلاة وأتم التسليم.
و لعل أن أدنى الدلائل على صحة هذا؛ هو أنه عندما خُيّر اختار أن يكون رسولاً عبداً وبذلك تحقق لديه الخلاص من صفة الاستبداد في السلطة والثروة. و لقد شهد له واقع حياته المشهودة والمرصودة بأنه هو الرجل الحر الذي يقول بما يعلم ويعمل بما يقول ولا تكون عاقبة قوله وعمله إلا خيراً وبرّاً بالأحياء و بالأشياء.
وعليه فإن هذهـ الدعوة التي نطلقها لتحرير الإنسان يقوم نظامها الأساسي على المشاركة المطلقة في السلطة وفي الثروة بقسمة عادلة بين الناس بصرف النظر عن ألوانهم وأعراقهم ومعتقداتهم.
ولعل أن ما يُثبّت لدينا الزعم بأن السودان سيكون هو النموذج المرشح لقيادة البشرية لتحقيق السلام القائم على العدل والأمن ؛ هو الأساس الذي قامت عليه اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب ألا وهو : اقتسام السلطة والثروة.
وما يؤكّد ما ذهبنا إليه هو أن أساس اتفاقية السلام لم يكن مجرّد شعارات أُطلقت ثم نُكص عنها وإنما تم لها التطبيق الفعلي على نحو ما شهد به العالم أجمع.و بذلك ضرب السودان مثلاً للتحرر من الاستبداد ما سبقه عليه أحد من قبل.
ولقد كنا نؤمن بأن القرن العشرين هو نهاية دورة من دورات الحياة استمرت أربعة عشر قرناً من الزمان.والآن وبعد أن شهدنا هذهـ الثورات التي اعتمدت التظاهر السلمي ،والتي اندلعت شرقاً وغرباً تطالب بالحرية؛ تبلور الإيمان لدينا فأصبح يقيناً بأن القرن الواحد وعشرين الميلادي وهو ما يوازي القرن الأول بعد دورة الأربعة عشر قرناً هجريّاً ؛ هو بداية دورة جديدة من دورات الحياة.
هذهـ الدعوة التي أذن {الله} لنا أن نطلقها ما نحن منها وفيها إلا كالمؤذّن بين يدي ظهور المختار لإنقاذ البشريّة ؛ قادماً من الآفاق على متن الفكر الخلاّق مبعوثاً على المقام المحمود واسمه أحمد عليه وعليه محمّداً أفضل صلوات {الله} تبارك وتعالى وأتم سلامه.
بيان رقم ثلاثة
الخميس 28 ربيع الأول 1432 ه الموافق 3 مارس 2011م
{ بسم الله الرحمن الرحيم }
ثالوث الحياة القلب و النفس والعقل
وجدارٌ تم بناؤه في الفجر على كنزٍ أُريد ادّخاره
لوقت العصر هذا الحين
الكنز المُدّخر هو العملة الصعبة
على وجهها الأول الحرية المطلقة من قيد الاستبداد
وكرامة الإنسان على الوجه الآخر
وهما متكاملين
الجدار فوق الكنز هو هذا الخوف كمم الأفواه
وقد بدأ عنفوان الشباب مخترقاً حاجز الصمت
يهدّ الجدار شرقاً وغرباً وتوال الضرب على الجدار عبر السنين
الغلامان اليتيمان في مدنيّة السلم والأمن
هما النفس والعقل وأبوهما الصالح هو هذا القلب
المفطور على المحبّة واسع الرحمة
آناء الليل وأطراف النهار يبثّ الروح والرياحين
الطغاة في وقت العصر هذا لا يصمدون
فشموسهم آذنت لرواحٍ وقد دقّت ساعة التغيير
ليكون المستضعفون أئمة بما يمن به الرب الغفور على المؤمنين
ولقد صدقت بلقيس حين قالت
أن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلّة
وكذلك هم من وقتها يفعلون وإلى عصر هذا الحين
الإخوة يقتل بعضهم بعضاً
الحرب الأهليّة عمّت فوق أرض مجتمعاتٍ
الغالبية منهم مسلمين
الاستبداد أعمى بصائرهم
فلا أحدٌ منهم يقول لأخيه بملء فيه
لئن بسطت يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي لأقتلك
لأننا جميعنا بدين الحق الإسلام ندين
الأزهري الشيخ قال ما عاد هناك إسلامٌ واحد
وقبله قال بعض أمناء الفكر بأن الخطاب الديني لم يعد واحد
فقد أصبح الناس إلى شيعٍ متفرقة والرحمن نستعين
في حقيقة الأمر ما يجري من اقتتالٍ
ليس على مقاعد سلطة الحُكْمِ وإنما هو على المال
مُحرّك السلطة لتستبدّ بالحكم على رقاب أناسٍ مستضعفين
يثور شباب الناس يخترقون حاجز الصمت
وقع هتافهم يهدّ جدار الخوف ولا بعدها إلى الوراء رجوع
ثم ماذا بعدها
إنها الحيرة مطبقة فاقتسام السلطة عملٌ في الحريّة ناقصٌ
ويُسقط في الأيدي أن احتكار المال لا تحرّمه شريعة المؤمنين
ويدور الأمر في حلقة مفرغة فيها يظل الحال كما كان هكذا
من عنده يُعطى ويُزاد والذي ليس عنده يؤخذ منه
يزداد الغني غنى والفقير إلى الحضيض ينزوي
ولا حياة رطيبة لغير الموسرين
كان هذا ديدن الثورات إلى يوم الناس هذا
وسيظل هكذا ما لم يؤذن في الناس لسان عصرهم
يمجّد الرب يُعرّف الحرية بأنها
اقتسام السلطة والثروة تشريعاً دستوريّاً مطلقاً
وليطمئن الناس إخوة على سُررٍ متقابلين
عند ذلك يتحول المعنى للقول السابق ذكره فيكون
من عنده محبة من {الله} لخلقه
يُعطى ويزاد الحسنة بعشرة مثلٍ لها وقد تُضاعف بغير حصرٍ لكمها
ومن يوق شح نفسه فقد كُتب له انضماماً للصالحين
فيا أيّها الناس هذه بيّنة تقوم على علمٍ لا يخترقه الشك قيد أنملة
بأنه قد آن أوان الإخوان من قال الحبيب عنهم
هم لمّا يأتوا بعد للعامل منهم أجر سبعين ممن سلفوا وسيماهم
أن يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه
ولعمري هذه هي شريعة المسلمين
يتقاسمون الخير حصصاً متساوية ويجتمعون على لا إكراه في الدين
يا أيّها الناس إن رب الأرباب لواحد
والدين من عهد السلام عليه آدم واحد
هو عند{الله} الإسلام
وإلى أن تقوم الساعة الآخرة ويحل السلام بين العالمين
الخطاب الديني واحد
في كل زمنٍ يُصاغ على قدر قدرة العقل وسعة النفس
فإن كان سالفه أن أقتلوا المشركين حيث وجدتموهم
فإن حاضره المعاصر هو الدعوة بالتي هي أحسن
ومن ثمّ فلا إكراه في الدين
كذلك يمكن القول بأن دستور حياة الإنسان
مرسومٌ واحدٌ شجرةٌ واحدةٌ
أصلها ثابت وفروعها تشرئب إلى الآفاق
تُؤتي أُكلها كل حينٍ بإذن الرب
فينعم الناس تحت ظلها كلٌّ على شاكلته
وينال كل منهم حاجة حياةٍ كريمة بقدر طاقة عقله وحسب سعة نفسه
والدستور هو رحمة الرحمن التي وسعت كل شيء
ولم تغادر أحداً من العالمين
بيان رقم أربعة