لســــان العصــــر
{وَ مَن أحسَنُ دِيناً مِّمَّن أَسلَمَ وجهَهُ لله وهُو مُحسِنٌ
واتَّبَعَ مِلّةَ إِبرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتّخَذَ اللهُ إِبرَاهِيمَ خَلِيلاً}
سلسلة لسان العصر
في سبيل تكوين تجمع العصر لتعظيم سيد العصر
محمد بن عبد {الله}
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
دولة السلام الثانية
تقديم : يوسف هاشم محمد نجم
تـنويه
ورد على غلاف هذا الكتاب بأنه تقديم:-يوسف هاشم محمد نجم .نرجو التنويه بأن كلمة تقديم وردت بدلاً عن كلمة: ( تأليف ) أو (المؤلف ).ولقد قصدنا بإيراد كلمة
( تقديم ) بدلاً عن كلمة (تأليف ) أن نؤكد أن المؤلف الحقيقي هو { الله } وما نحن إلاّ أداة تقديم لإلهامات وردت على الخاطر من لدن العالم المعلّم الأول والآخر :
{الله}
خالق كل شيء وهو الواحد القهّار.
ماذا نعني بتجمع العصر
الاسم :-
تجمع العصــــر لتعظيم سيد العصر
سيد العصر هو صاحب المقام المحمود عليه أعظم الصلاة وأتم السلام، هو الذي سيأتي ليملأ الأرض عدلاً، سلاماً وأمناً على ميزان المحبة والرحمة.و ليس للمقام المحمود من صاحب غير سيدنا وحبيبنا وغرّة أعيننا محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.و معنى تعظيمه هو أن نعمل على تمهيد طريق قدومه المنتظر.
ولقد طلب منا عليه أفضل الصلاة وأتم ألتسليم أن ندعو له عند وفي كل وقتٍ رُفع فيه النداء بالطلب لفتح أبواب السماء لتحقيق الصلة بالرب أن نقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاةالقائمة آتي محمداً الوسيلة والفضيلة وأبعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد.
والوعد كان قد جاء هكذا :
{ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاماً محمودا }
[79 الإسراء]
المرشد:-
هو محمد بن عبد {الله}
النبي الأميّ المبعوث رحمة للعالمين كافة
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
الأعضاء:
هم كافة العالمين من إنس و جن. الطفل والطفلة، الصبي والصبية، الشاب والشابة، الذكر والأنثى.المسلم، المسيحي،اليهودي، البوذي الهندوسي الزرادشتي، الكنفوسيوشي، الماركسي وجميع من هم بخلاف ذلك من أمة {الله} الذين وسعتهم رحمة الرحمن.
المقر:
في كل بقعة مباركة من أرض {الله} الواسعة
وفي قلب كل عبد من عبيد {الله} يسكنه الرب.
المركز الرئيسي:
ُيشيّد أعظم مبنى بعد الكعبة المكرّمة والمسجد النبوي المشرّف والمسجد الأقصى المبارك على وجه الأرض في في البعد الرابع من الأرض في البقعة المباركة حيث التقى موسى العقل بالخضر القلب في مقرن النيلين في الخرطوم ليكون مركز الانطلاق لتعظيم النبي محمد بن عبد {الله} والدعوة لتطبيق منهاج السنة النبوية المشرفة.ثم بعد ذلك لاحقاً ليكون مقراً للحكومة العالمية، وبناء على ذلك يجهز هذا المبنى بحيث يلبي أغراض ذلك بصورة شاملة.هذا البنيان يجب أن يشمل استوديوهات للبث التلفزيوني والإذاعي والاتصالات وقاعة مؤتمرات عالمية كبرى بالإضافة إلى المرافق الضرورية لخدمة العاملين.
الدستور:
هو قول النبي محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
(راجع كتابنا: دستور الإنسان المعاصر)
وعليه فإن هذا التجمع ليس بحزب سياسي ولا بطائفة دينية، ولا برابطة إقليمية.
شعار هذا التجمع:
قول {الله} تبارك وتعالى وقوله الحق المبين :
{ لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ
فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى
لا انفصام لها والله سميع عليم }
[256 البقرة]
آلية الدعوة:
{أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
و جادلهم بالتي هي أحسن
إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}
[125 النحل]
{اللهُ}
جلّ جلاله وتباركت أسماؤه
{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا
فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
[13 الأحقاف]
{إنّ الّذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة
ألاّ تخافوا ولا تحزنوا و أبشروا بالجنّة الّتي كنتم تُوعدون}
[30فُصّلت]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
{ وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين}
[9 النحل]
جفـاءُ المضـاجـع ليـس يـنـبئـك عـن شـغــف الـهـوى
وجلُ الجـلاء جـلالُ جـمال صـفـاء سـاعات الجوى
قد مضى عهد التّصابي و مقبل الأيّام رجعٌ للصّدى
إهداء هذا الكتاب
نهدي هذا الكتاب وبصورة عامة إلى جميع أشقائنا أبنا أبينا أدم عليه وعلى أمنا حواء السلام. وبصورة خاصة نهديه إلى أشقائنا أبناء الشعب السوداني الأبي الكريم.ونهديه بصورة أخص إلى إخوة لنا في {الله}من أشقائنا أهل الكتاب الذين قال عنهم {الله} تبارك وتعالى:
{ وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم
خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلا
أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب}
[199 آل عمران]
{ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى
من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً
فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}
[69 المائدة]
{ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا
ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى
ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون*
وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين* وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين*
فأثابهم الله بما قالوا
جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها
وذلك جزاء المحسنين}
[85 المائدة]
ويسرنا أن نكون جميعنا إخوة على سرر متقابلين طالما أن الرب واحد هو {الله} جلّ جلاله ، وأن الوطن واحد يجمع شملنا جميعنا أكفاء متعادلين في جميع الحقوق والواجبات.
يسرنا أن نكون جميعنا شركاء ليس في السلطة والثروة فحسب وإنما في الولاء لرب السماوات والأرض تحت مظلة:
{لا إله إلا الله}
ونصلي معهم :
( أبانا الذي في السماوات
ليتقدس اسمك
ليأتي ملكوتك
لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض
خبزنا كفافنا أعطنا اليوم
واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا
ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير بالمسيح يسوع
ربنا لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد )
آمين
المقدمة
يسرنا أن نقدم هذا الديوان بين يدي النظام المزمع إقامته على قواعد الحق والعدل والحرية في بلدنا الحبيب السودان.
ونحن لعلى يقين تام لا يتطرق إليه وهم ولا شك بأن السودان سيكون عما قريب محط أنظار العالمين.
هذا الإنسان السوداني الطيّب الكريم الكلف بالعطاء هو الرجل المدّخر المنتظر لإسعاد البشرية أينما أقامت.
وهذه الأرض الطيّبة الخصبة المعطاءة هي أرض المعاد لبني الإنسان في مقبل الأيام.
ونحب أن يعلم إخوتنا في {الله} من أهل الكتاب بأننا أيضاً لفي أشدّ ما نكون حرقة ولهفة وتشوّقاً ونحن على أعظم ما نكون حاجة لمجيء المسيح يسوع عليه السلام كما يُسمى عندكم مبعوثاً على مقام العيسوية المباركة .
وهو هو ما يُسمى عندنا (المهدي المنتظر) قال عنه سيدنا رسول {الله} محمد بن عبد {الله} عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم :
(كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً عدلاً يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويفيض المال حتى لا يقبله أحد)[أو كما قال]
ولعل أن هذا ما أشار إليه ربّ العزّة والجلال حين قال:
{ قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيّاً*
وجعلني مباركاً أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيّا*
وبرّاً بوالدتي ولم يجعلني جبّاراً شقيّا*
والسلام عليّ يوم ولدتّ ويوم أموت ويوم أبعث حيّا*
ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون}
[34 مريم]
هذا البعث الثاني إلى الوجود حيّاً قد قال عنه سيدنا رسول {الله} المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام:
(سيأتي رسولٌ من بعدي اسمه أحمد)
ولقد ختم سيدنا محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم السلام النبوّة ،وذلك بمعنى أن كل كلام {الله} الذي أراد جل وعلا أن ينزله على الأرض قد أنزل في الكتاب المقدس الأخير ألا وهو القرآن العظيم.
ولقد جاء محمد عليه الصلاة والسلام خاتماً لأنبياء {الله} الكرام متربعاً على مقام الحقيقة المحمدية المشرّفة ،ومبشراً بقدوم خاتم الرسل الكرام مبعوثاً على حال حقيقة المقام المحمود وهو ما يُعرف بالعيسوية. وسيكون اسمه أحمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وليس صاحب المقام المحمود غير محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.وذلك بأمر {الله} عزّ وعلا الذي وعد وهو لا يخلف الميعاد:
{أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا*ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاماً محمودا}
[79 الإسراء]
ولقد قلنا في صدر هذا الكتاب:
هو القلب للأكوان من جاء بالقرآن
هو الشاهد وهو الشهيد
هو فالق الفرقان سيد الإنسان
هو السابق المصلي و تليد
هو الفؤاد الذي كان قد رأى
وهو القلب يأتي والبصر منه حديد
قال من أمّتي ولا يقصد غيره
فهو المبتدأ وهو الخبر الذي سيعود
محمد هو أحمد المختار طه
يعود كما بدأ والعود حميد
ونقول في سبيل التوجه والاستعداد لملاقاة البعث الثاني لسيد نا وحبيبنا وغرة أعيننا وريحانة فؤادنا محمد المختار طه عليه وعلى آله أعظم الصلاة وأتم التسليم :
عمِّر بالمحبة قلبك
تجد بدون تكلّفٍ أنك تستقيم
المُحبُّ لا يُري حبيبه ما يكره
فكيف إن لم يك مستقيم
سلطان المحبة لا يقبل
من الأحبة أيّ انحرافٍ عن التنغيم
كما الكمان لا يستجيب
لقوسٍ أوتاره مرخية التبريم
فأنى لمحبِّ من الحبيب يجد الرضا
وهو متلفّت لا إليه يقيم
كذلك الأوطان لا تقبلك أن تسكن إليها
وأنت بعيداً ترى في غيرها وجه النعيم
فيا أيّها الفارّ تخدم غير أهلك كدّاً
وتظن أن الاغتراب جنان النعيم
أعلم بأنك لن تجد في غير بيتك حريةً
ولا أنت بالقطع تعيش كريم
( لا تسقني ماء الحياة بذلّةٍ بل فاسقني بالعزّ كأس الحنظل)
قد صدق حقاً من قال ذلك وأحسن التفهيم
في بيتك تجد ابنك يفتري على إخوانه
فهل يُطرد أم أنك تجتهد حتى يستقيم
كذلك الأوطان لا تطرد بنيها
وإن تشاكسوا فخلي بالك يا زعيم
لا تأخذ لنفسك ما عليهم به تتميّز
تجد بأنك آمنٌ
وفي حدق العيون أنت مقيم
في بيتك تعامل الأبناء سواسية
من برّك ومن عاقك منهم
محبتهم عندك في الصميم
كن أنت الملاذ لمن ضلّ منهم ومن اهتدى
إن أردت رضاء الحكيم العزيز العليم
ذلك فنّ الفنون
والفنان كما في السماء كذلك على الأرض
يقدم الغفران على الرضا
لذلك هو في العالمين حميدٌ مجيدٌ عظيم
ضاقت واستحكمت حلقاتها
العيشة اليوم في بحر من الظلمات
ترادمت تراكمت عبر السنين
قد اشتدّ عود الكذبة الكبرى
ففرّ الصدق إلى مكانٍ يحسبه أمين
غير أن لا مكان اليوم مضموناً
أن يكون خالصاً من شبهة التعفين
العفن قامت عليه أبراج الزهو والخيلاء
واتخذ الكذب والبهتان له عرين
لقد أصبح العملة الحرة به تملك ما تشاء
من زينة الحياة الدنيا ولا يهم من تراه حزين
طأطأت القوانين ونظم السلامة رؤوسها
بل وانزوت بالجحر يؤنسها الأنين
تعترض على أخيك شين سلوكه
فيقول لك متبجحاً أُفٍّ لك هكذا اليوم شأن العالمين
إن كان لك لدى القوي حاجة
فلا بد لك من واسطة بها تستعين
في الشارع العام إن أردت قضاء حاجة
فلابد لك أن تدفع المائتين
بيوت الرب الذي وسعت رحمته كل شيء
أُغلقت لا تُفتح الأبواب إلا عندما الوقت يحين
بيوت الرب ليست مساجد الصلوات فحسب
وإنما هي دورٌ للسلامة والكرامة بها بلا مقابل تستعين
في عالم الكذبة الكبرى لا تستغرب
أن يجيء وقت فيه تدفع لتأخذ النفسين
الأرض أصبحت اليوم غابة
يملكها القوي يحرّم حق الحياة للمستضعفين
في الشارع العام ترى المحنكش الهلفوت
يتضرّع زهواً وكأن ما خُلق مثله في العالمين
ويذهلك أن في نفس الشارع العام
ترى الإنسان الكريم يستجدي وليس ثم معين
الكذب أصبح سمة الحياة بكل نجودها
قد استولى الدجال على المنافذ كلها
بلا استثناء حتى قبور الميتين
حواء الأم المقدسة استضعفت وأهينت
واستغلّت وسيلة الترويج لأسباب غنى المرطبين
الحروب بين أبناء أم واحدة تقوم لأتفه الأسباب
يشعل نارها الدجال يزعم أنه الحق المبين
العملة الرائجة
اليوم الكذب أصبح عملة رائجة
ما أسهل أن تُقضى بها الحاجات
وما من سلعة في الأسواق تبور
والكذب غلافها الأكياس والباقات
والكذب يبدأ من عقر دار الناس
لقمة العيش والفرش والسجادات
تقول الأم لابنها لا تريد أن يصطحبها
إلى الدكتور ذاهبة وهي تقصد الجارات
وهكذا اجتماعيات الناس معظمها انحرفت
وما عاد تحكم السلوك أخلاقيات
البنوّة تغيّرت والأُخوّة غيرها
وعلى مصالح الدنيا انبنت الصداقات والصدقات
التدين أصبح زينة القوم وبالأخص وجهائهم
يتباهون به في المساجد وفي الطرقات
أخلاق الدين انزوت خلف المظاهر
والبواطن رطِنت وأصبحت تفاهات
الضمائر ماتت فلا تقصد لها حيّاً
حتى تلتقيك مواكب الجنازات
الفضيلة تُقتل بدمٍ باردٍ
وهتك الأعراض به يتفاخر الشبان والشابات
الجسد المقدس للأم حواء
أتّخذ وسيلة الإغواء والإغراء
ولترويج السلع الرخيصة والغاليات
وما أصبح اليوم من السهل
أن تفرّق بين النساء أيهن الصالحات
مقام السلام المحمود
السلام يعمّ الآفاق جميعها
حين يُبعث صاحب المقام المحمود
لا نعلمه متى يتحقق
لكننا نعلم أين ترسى القواعد للشهود
دين السلم السلام يُظهره
على الأديان جميعها بما فيهم يهود
وذلك حين تمتلئ أفئدة العالمين محبة
يبثها فيهم من بها موعود
المقام شيدت في الأزل قواعده
على محبة مطلقة ليس لها حدود
صاحبه الصلاة والسلام عليه
ما غاب أبداً
لأنه هو الشاهد وهو المشهود
ختم النبوّة من على مقامٍ محمّدٍ
ويختتم الرسالة حين البعث مقاماً محمود
يملأ الأرض عدلاً وأمناً ورحمة
فيفيض طوفان المحبة الأعظم في الوجود
حينها يؤذن في الناس فيأتونه رجالاً
وعلى كل ضامر يأتوه من أبعد حدود
بلمحة من طرفه تمتلئ الأفئدة محبة
ترتوي حتى تشرق فتخرّ الأجساد سجود
القلب بيت الرب
وقلوب العالمين على قلبٍ واحدٍ ما اختلفت
لأنها عرش العزيز مالك الملك الغفور الودود
وما برز الاختلاف في الوجود إلا
حين جُعل العقل قيداً لتمكين الصعود
فمن للأسرى يحررهم
غير الحبيب المنتظر صاحب المقام المحمود
عليه أفضل الصلاة وأتم السلام
العمل الصالح
أصلح الأعمال سلامة القلب
من مضغة سوداء تعرقل التنغيم
لذلك الصبي المُشرّف منه اُستخرجت
ليشبّ على شكرٍ وصراطٍ مستقيم
فإن أردت من الصدر تخرجها
عليك بالصدق دواء كل سقيم
الصدق صدقة جارية
ترجّح ميزان دينك فهو مفتاح جنّات النعيم
هو الولد الصالح يدعو لك
إذ ما انتقلت إلى الوطن القديم
العمل الصالح عماده وقوامه الصدق
به وفيه النجاة الآن وفي يوم الهجيم
فلا تُسرّ في النفس لأحدٍ ضغينة
فتكذب إن خاطبته ببشاشة الأدب القويم
التدين في حقيقة الأمر عملٌ
لجعل المحبة كما في السماء على الأرض تقيم
وهي أي المحبة لا تقبل غير الصدق دليلاً
لتخوض بحر الياء والسين العظيم
ولا يحل السلام على الأرض بغير المحبة
هي الجنان الفردوس والخلد ومأوى النعيم
سوء التعامل مرضٌ عضالٌ
يصيب النفوس بداءٍ خبيثٍ
يجعل العقل هشيم
فخذ من الصادقين تيراباً
أحرث الأرض وأزرعه
فيك على سوقه يستوي التنغيم
ليس المنتظر من صاحب الوقت أن يأتي رجلاً
وإنما المطلوب من الرجل أن يرفع علماً
فيضع قيماً تفُضّ ما تعارض عبر سنين الهشيم
الرجل المنتظر كلمة طيبة مباركة
تفوح عطراً وطيباً يُعبّق الأرجاء قاطبة
فتهب نسائم الخير تملأ كل القدور محبة الباري العظيم
الرسالة
جاءت الحقيقة خلقاً بعد خلقٍ
تحكي عن المحبة كيف أنها تثور
كيف كانت كنزاً مكنوزاً
تحت جدار الخفاء مخفيّةً تمور
كيف كان الانفجار لواعج الشعور
اشتعلت ناراً داخل التنور
فسمها ما شئت وادعوها كما ترى
فإنها في الورى شعلة الشعور
الفكر جاء لاحقاً
وتعلّم السلام عليه آدم الأسماء
وبدأت الحياة في الظهور
فخاطب أباك في أدب
لأنه كان السبب للحياة أخرجها
من ظلمة القبور
حب لأخيك ما تحبّ لنفسك
فلولا أنها المحبة
ما من الليل انسلخ فجر النور
مثقال ذرة محبة زرأت الأرض
بالخير أغرقتها وأجرت البحور
فلماذا الناس عليها تحترب
أما كفى الإنسان أنه حقيقة المحبة
وليدة البكور
جوهر المحبة سلامة القلوب
و نحن في السودان غمامة المحبة
وبنا من عندنا يكتمل الظهور
فيا أيها الإنسان
الفن والدين توأمان
الجمال في المودة والسحر في السحور
الفن بوابة الجمال والدين مداخل الأمان
وبينهما اكتمال طبخة القدور
الحب قاضي القضاة
حكمه الغفران قيداً على الرقاب
والوعد عهداً من غفور
النفس خشبة مسرح الحياة
الأم والأخت والزوجة ثالوث حركة العصور
أمّك ثمّ أمّك ثمّ أمّك ثلاث أمهاتٍ
منهن العطاء محبة كنخلة العذراء والتمور
الأخت لأخيك زوجة
وزوجك أختان لهن مثل ما عليهن
والعدل زينة الصدور
السر في الحياة كشأن من أنبتها فريدة تتفرّد
فالكامل لا يتكرر والعقل جبل الطور
المبتدأ محبة والمنتهى إليها
فاخلع نعالك أنت فيها وعنك أنزع القشور
متى يجيء الوقت
يجيء الوقت بغتةً لا أذنٌ رأت ولا عينٌ سمعت
المنتظرون قد استيأسوا والآخرون في حيرة و ذهول
فوقع خطوه غير مألوف البيان
لن يأت من بعيد
والده الزمان ووقته السودان
وأمّه المكان عند صخرة اللقاء بمقرن النيلين
جهة أمدرمان
الدين والده الأمان وأمّه السكينة
وابنه السلام
المقر في السودان والمقام في الخرطوم
جهة أمدرمان
الفن توأم الدين والده الأدب وأمّه الموسيقى
و أبناؤه الغناء و الرقص والتمثيل والنحت والرسم
وسيدة الآلات هي الكمان
طريق العودة