شيكا خليل
عدد المساهمات : 10008 نقاط : 30030 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 25/06/2013
| موضوع: قصة بناء البيت الحرام، والتي الجمعة يوليو 05, 2013 7:56 pm | |
|
قصة بناء البيت الحرام، والتي
قصة بناء البيت الحرام، والتي للمرأة دور مهم فيها، والتي توضح مهمة المرأة الأساسية في الحياة، وهي الوظيفة التي اختارها الله تعالى لها، وهيأها للقيام بها، ووهبها القدرات اللازمة، والمؤهلات المناسبة لممارسة هذه المهمة على أكمل وجه، فأعطاها الله تعالى العاطفة الجياشة؛ ومنحها الحب والاستعداد للتضحية، ووهبها الحنان وقوة التحمل، لتتحمل آلام الحمل و متاعب الولادة، وتصبر بفرح على رضاع الصغار، وتتحمل شقاوة الأطفال، وتسعد لتلبية طلبات الزوج، وتطيع أوامره، وتدخل السرور على أسرتها، وتجعل السعادة ترفرف بأجنحتها على عش الزوجية. فالمرأة لها مهمة مستقلة، تختلف عن مهمة الرجل، ولها وظيفة في الحياة الزوجية تعتبر تكاملية تقوم بها مع الرجل لتأسيس أسرة متماسكة، ولا يمكن أن ينيب أحدهما أو يقوم الرجل بمهمة المرأة، أو تقوم المرأة بمهمة الرجل. وهذه الأمور جاءت بإشارات واضحة في قصة بناء البيت الحرام، التي رواها الإمام البخاري عن الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنه، ومما جاء في القصة: "ثُمَّ جَاءَ بِهَا (أي هاجر) إِبْرَاهِيمُ وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُرْضِعُهُ حَتَّى وَضَعَهُمَا عِنْدَ الْبَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ فَوْقَ زَمْزَمَ فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ، وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ، فَوَضَعَهُمَا هُنَالِكَ وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ تَمْرٌ وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ، ثُمَّ قَفَّى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا، فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ: يَا إِبْرَاهِيمُ أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الْوَادِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ! فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا، وَجَعَلَ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَتْ: إِذَنْ لَا يُضَيِّعُنَا، ثُمَّ رَجَعَتْ فَانْطَلَقَ إِبْرَاهِيمُ حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ حَيْثُ لَا يَرَوْنَهُ اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْبَيْتَ، ثُمَّ دَعَا بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: "رَبِّ إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ حَتَّى بَلَغَ يَشْكُرُونَ"... في هذا الجزء من القصة دروس عديدة، تتضح من موقف هذه المرأة الرشيدة، ونبدأ بمعرفة موقفها عندما تركها الزوج وانصرف راجعا، فكيف تصرفت هذه الزوجة؟. الزوجة هذه هي أم إسماعيل، إنها أم الذبيح إنها هاجر، وزوجة إبراهيم خليل الله - رضي الله عنها - الأم المؤمنة، المستسلمة لأمر الله، المطيعة لأوامر زوجها، حيث تركها في مكان موحش أو في صحراء قاحلة، فلا زرع ولا ماء، ولا ضرع، ولا أنيس ولا صديق، ولا رفيق. تركها أبو الأنبياء هي و وليدها ثم مضى راجعا في طريق عودته، وترك لهم شيئا يسيرا من التمر والماء، فقد ترك الزوج فقط جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء! ماذا تفعل هذه الأم سوى أن تنادي على زوجها وتراجعه مرارا، وتقول: يا إبراهيم! أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي، الذي ليس فيه ماء ولا ضرع، وليس فيه أنيس ولا شيء؟! فلم يلتفت إليها الزوج الذي يريد أن يقدم لها درسا في الاستسلام لأمر الله، وحسن التوكل على الله، وكأنه على يقين من وعد الله الذي لا يتخلف ولا يغيب. كيف تصرفت الزوجة (هاجر) بعد الإلحاح على زوجها إبراهيم - وكأنها أدركت أن أمرًا ما يمنع زوجها من الرد عليها، أو حتى النظر إليها، فهو لا يريد أن يلتفت إليها حتى لا يرق قلبه، أو تضعف نفسه. نجدها تطرح سؤالا واحد مهما يؤكد على علو همتها، ويثبت قوة إيمانها، بل يدل على تمام استسلامها لأمر الله، ويثبت أنها امرأة مطيعة لزوجها، في هذه الابتلاء، ويؤكد موقفها هذا على حسن توكلها على الله، وأنها متأكدة أن الأمر كله لله، وأنها إذا أطاعت زوجها و أحسنت التوكل على الله تعالى فلن يضيعها الله عز وجل.: فقالت :الله أمرك بهذا؟ فيرد الزوج: نعم. فتقول الزوجة التي آمنت بربها، وترسخ اليقين بصِدْقِ وَعْدِ الله في نفسها، وأطاعت زوجها، وفهمت كيف تكون معينة لزوجها على طاعة ربها، تقول بنفس مطمئنة، وبقلب ساكن متوكل على الله، و بلغة الواثقة فيما عند الله في غير تردد ولا قلق تقول: "إذن لا يضيعنا".
فهمت هذه الأم وظيفتها، ووقفت عند مهمتها، فهي زوجة، تركها زوجها وانصرف، ألحت ولم تفلح في إرجاع الزوج عن قراره، فلم تتذمر أو تنكد عليه قبل سفره، ولم تسبه أو تعاتبه، ولم تشتمه أو تجرحه، ولم تلعنه حتى في داخل نفسها، بل توقفت عن الإلحاح بعدما وجدت منه الإصرار على الانصراف، وقد اتخذ القرار الذي لا رجعة فيه، ولا يلتفت إلى الخلف ليرحم ضعفها، فهو يستمع لشكواها، ويتحمل تكرارها للسؤال، ولكن يريد تنفيذ أمر ربه، وحيئذ استيقظت نفسها، وبدأت تبحث عن خيار آخر، فوجدت أنها لا بد أن تتوجه لخالق إبراهيم ـ عليه السلام ـ وخالق السموات والأرض والناس أجمعين، فلما أنزلت مشكلتها بالله، وعرفت أن الحل ليس بيد زوجها، وأنه يطيع أمر الله، وأن الفرج سيأتي مع حسن التوكل على الله، ومع صدق اللجوء إلى الله وحده الذي بيده الأمر والنهي، فطرحت عليه السؤال الذي قد تتأكد بعد الإجابة عليه أن الزوج ينفذ أمر الله، وإذا كان كذلك، فسوف لن يضيعها الله. وانصرف إبراهيم -عليه السلام- وهو يدعو ربه ويقول: "رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ، رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ، رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ" (سورة إبراهيم/37-39). ونجد أن إبراهيم عليه السلام لما دعا ربه بدأ بدعاء يهتم فيه بعبادة أبناءه أولا قبل الاهتمام بالرزق والطعام، فدعا لهم أن يستمروا في إقامة الصلاة، ودعا بأن يجعل قلوب الناس تهوى وتحب وتقبل على هذا المكان، ثم دعا بعد ذلك بأن يرزقهم الله من الثمرات. وأما المرأة أو الأم وطفلها: فقد نفد الماء اليسير من بين يديها، وانتهى الزاد القليل، والأم لا تجد غذاء يسد جوعها، أو ماء تروى به ظمأها، وبعد قليل سيجف لبنها فلا تجد ما ترضع به وليدها.
| |
|
1m here
عدد المساهمات : 805 نقاط : 805 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 05/07/2013
| |