نجح فريق مانشستر يونايتد في تحقيق فوز يعد الأهم محليا حتى الآن بعدما تغلب على مضيفه تشيلسي بنتيجة 3-2 في قمة مباريات الجولة التاسعة من الدوري الانجليزي الممتاز التي أقيمت على معقل البلوز ستامفورد بريدج في عاصمة الضباب يوم الأحد.
وازدادت حدة المنافسة في "البريميرليج" بعدما تقلص الفارق بين تشيلسي المتصدر (22 نقطة) وقطبي مانشستر (يونايتد وسيتي 21 نقطة)، ومني تشيلسي بهزيمته الأولى الموسم الحالي في الدوري.
تقدم "مان يو" أولا بهدفين عن طريق ديفيد لويز (مدافع تشيلسي بطريق الخطأ في مرماه في الدقيقة 4)، وفان بيرسي في الدقيقة 12 قبل أن يقلص ماتا الفارق لتشيلسي في الدقيقة 44، وتعادل للبلوز راميريس في الدقيقة 53 بينما أحرز خافيير هيرنانديز هدف الفوز ليونايتد في الدقيقة 75.
شهدت المباراة جدلا تحكيميا كبيرا بعدما قام حكم المباراة بطرد ثنائي تشيلسي ايفانوفيتش وتوريس في الدقيقتين 63 و 66 على التوالي، بينما تحوم الشكوك حول صحة الهدف الثالث ليونايتد الذي أحرزه المكسيكي هيرنانديز العائد من موقف تسلل والذي منح فريق الشياطين الحمر نقاط المباراة الثلاث.
وأنهى مانشستر يونايتد عقدة ملعب ستامفورد بريدج التي استمرت 10 سنوات منذ فوزه الأخير على ملعب تشيلسي في الدوري بنتيجة 3-0 في عام 2002.
اعتمد المدربان على طريقة 4-2-3-1 الهجومية، ودفع الإيطالي روبرتو دي ماتيو بالمهاجم الأسباني فرناندو توريس في المقدمة ومن خلفه الثلاثي ماتا واوسكار وهازارد، بينما قرر السير الاسكتلندي اليكس فيرجسون بالطاحونة الهولندية روبن فان بيرسي في الهجوم، مدعوما بالجناحين اشلي يونج وانطونيو فالنسيا وأخيرا وين روني الذي لعب في مركز المهاجم المتأخر.
بدأ الفريقان المباراة بقوة وسرعة، وفاجأ مانشستر يونايتد جماهير تشيلسي التي احتشدت في ملعب ستامفورد بريدج وتقدم مبكرا بعد مرور 4 دقائق فقط بعدما انطلق وين روني في الجبهة اليمنى مستغلا تقدم الظهير الأيسر لتشيلسي اشلي كول ومرر إلى روبن فان بيرسي الذي سدد بقوة بقدمه اليمنى لترتطم الكرة في القائم الأيمن للحارس بيتر تشيك قبل أن تصطدم بالمدافع ديفيد لويز وتسكن الشباك.
حاول فريق تشيلسي تنظيم صفوفه والاندفاع لتحقيق التعادل، بينما واصل مانشستر يونايتد اعتماده على جبهته القوية في وجود الظهير الأيمن رافاييل دا سيلفا وانطونيو فالنسيا، وكثف يونايتد من هجماته مستغلا تراجع مستوى اشلي كول، ولم تكد تمر 12 دقيقة حتى نجح فريق الشياطين الحمر في إضافة الهدف الثاني بطريقة كربونية مشابهة للهدف الأول، حيث انطلق فالنسيا في الجبهة اليمنى ومرر كرة عرضية إلى بيرسي "الأعسر" الذي سدد بيمناه أيضا كرة قوية سكنت شباك الحارس تشيك وسط ذهول من لاعبي تشيلسي وجماهيرهم.
ارتبك لاعبو تشيلسي عقب تلقي هدفين في 12 دقيقة، وظهرت معاناة "البلوز" في فقدان فرانك لامبارد في خط الوسط وجون تيري في الدفاع، ولم ينجح لاعبوه في شن هجمة منظمة تنم عن خطورة قبل مرور 20 دقيقة من الشوط الأول. لجأ تشيلسي إلى الكرات الثابتة التي يتميز باستغلالها، وكاد أن ينجح في ذلك عندما سدد لويز ركلة حرة مباشرة بطريقة رائعة تصدى لها الحارس الأسباني دي خيا "بقدمه" بطريقة غريبة ليحافظ على نظافة شباكه.
كثف أصحاب الأرض من هجماتهم، وتراجع لاعبو يونايتد واعتمدوا بنسبة كبيرة على الهجمات المرتدة، وهو ما عزز ثقة لاعبي تشيلسي في أنفسهم، وسنحت للاعبي "البلوز" العديد من الفرص لتقليص الفارق أبرزها رأسية المدافع كاهيل تصدى لها دي خيا أيضا بمهارة.
وعاند الحظ فريق تشيلسي وحرمه من الهدف الأول بعدما تصدى القائم لهدف محقق بطريقة عكسية من مدافع يونايتد ايفانز. لم ييأس لاعبو تشيلسي وحاولو تقليص الفارق بكل قوتهم قبل نهاية الشوط الأول، وبالفعل نجحوا في ذلك بطريقتهم المفضلة "الضربات الثابتة" عندما سدد ماتا كرة رائعة لم ينجح دي خيا في التعامل معها ليحرز الهدف الأول في الدقيقة 44 قبل أن ينتهي الشوط الأول بتقدم يونايتد 2-1.
أحدث الهدف الأول طفرة كبيرة في أداء تشيلسي الذي بدأ الشوط الثاني بقوة، واندفع للهجوم بنية معادلة النتيجة مبكرا وهو حدث بالفعل في الدقيقة 53 برأسية من البرازيلي راميريس.
تعادلت الكفة بعد الهدف الثاني للبلوز، وحاول كل فريق اقتناص الهدف الثالث، وكاد تشيلسي أن يتقدم للمرة الأولى في المباراة عن طريق البلجيكي هازراد الذي تسلم تمريرة متقنة من ماتا وسدد أعلى المرمى بقليل.
وشهدت الدقيقة 63 نقطة تحول في المباراة بعدما قام حكم المباراة مارك كلاتنبرج بطرد المدافع الصربي ايفانوفيتش بعدما عرقل الجناح الأيسر اشلي يونج وهو في طريقه للانفراد بالحارس بيتر تشيك ليواجه تشيلسي عقبة إكمال المباراة بعشرة لاعبين.
قرر دي ماتيو القيام بتغييره الأول مباشرة بعد طرد ايفانوفيتش حيث أشرك اللاعب الشاب سيزار ازبيليكويتا بدلا من البرازيلي اوسكار الذي لم يقدم الكثير وذلك في الدقيقة 65.
وبينما كان دي مدرب البلوز يستعد لإجراء تبديله الثاني بإشراك دانييل ستوريدج على الأرجح بدلا من "النينو" الإسباني، قام حكم المباراة بإشهار البطاقة الصفراء الثانية لتوريس بداعي ادعائه التعرض لعرقلة من جوني ايفانز ليخرج توريس من الملعب لكن دون أن يحل ستوريدج بديلا له في الدقيقة 66 ليكمل تشيلسي المباراة بتسعة لاعبين!
نشبت مشادة كلامية بين السير الاسكتلندي فيرجسون والمدرب الإيطالي دي ماتيو بعدما قام الأخير بالاعتراض على قرار حكم المباراة بطرد توريس، واستغل فيرجسون النقص العددي ليزداد طمعه في نقاط المباراة الثلاث، حيث أشرك خافيير هيرنانديز "تشيتشاريتو" في الهجوم بدلا من لاعب الوسط كليفرلي في الدقيقة 67، وأتبعه بنزول ريان جيجز بدلا من وين روني.
وفي ظل طرد لاعبين من تشيلسي، وكثرة مهاجمي يونايتد في الملعب، حدث ما هو متوقع حيث نجح "تشيتشاريتو" في اقتناص الهدف الثالث بطريقة "مشبوهة" بعدما حول عرضية رافييل إلى المرمى وهو عائد من التسلل في الدقيقة 75.
ورغم خوضه المباراة بتسعة لاعبين حاول تشيلسي إحراز هدف التعادل لكنه لم ينجح في ذلك، بينما أهدر يونايتد هدفا رابعا عن طريق انفراد لفالنسيا لتنتهي المباراة بفوز يونايتد 3-2.