سامسونج جالكسي إس 3: مواصفاته، مميزاته والانطباع الأولي

بسم الله الرحمن الرحيم

سامسونج جالكسي إس 3: الشكل والتصميم قبل أن نغوص في المواصفات والهاردوير، فلنتكلم عن التصميم. سامسونج أعلنت أنها استوحته من الطبيعة، وقد وجدنا أنها مالت إلى طابع "حدائق اليوغا"، بدءاً بأصوات الجهاز التي تشبه قطرات الماء المتساقطة، إلى التصميم الأملس الذي يذكّرك بالحصى. حتى الألوان المُختارة تكمل هذا الاتجاه - فلا أسود هنا، بل فقط "أبيض الرخام" أو "أزرق الحصب". الشكل بالعموم جميل، لكن مأخذنا الدائم على سامسونج يتمثل في الإكثار من البلاستيك. ربما تكون هذه ميزة مفيدة كون خفة الجهاز تسهّل حمله وتجعله أقل عرضة للانكسار في حال سقوطه، لكن حبذا لو كان الجهاز يوحي أكثر بقيمته الفعلية. وقد وجدنا أن جالكسي اس 2 السابق أفضل من هذه الناحية. ومع أنّ شاشة إس 3 أكبر من شاشة سلفه بـ22 بالمئة، لم تتوسع مقاساته الاجمالية أكثر من 16 بالمثة. كيف؟ لأنّ سامسونج قلّصت إلى حدّ مذهل الأطراف (الحواف) الجانبية المحيطة بالشاشة. وهو أثقل بـ3 غرامات فقط - أي أنّك لم تكن لتلاحظ الفارق في الوزن لو لم نخبرك عنه. مواصفات جالكسي إس 3 لم تركّز سامسونج هنا على مواصفات "طنّانة ورنّانةّ، مثل كاميرا بوضوح 18 ميغابيكسل أو نحافة لا معقولة تضاهي نحافة جهاز موتورولا Droid Razr (باستثناء المعالج الخارق الذي سوف نتكلم عنه بعد قليل). بل كان تركيزها على العملانية ولمسات ذكية لتتطوير تجربة الاستخدام. فقد أضافت تحسينات عديدة إلى نظام التشغيل أندرويد 4 (أيس كريم سندويتش) بفضل واجهة TouchWiz الخاصة بها. نبدأ مع الشاشة، وهي من نوع Super AMOLED HD. إنها أصغر بقليل من شاشة جالكسي نوت (Note) بقياس 4.8 إنش، وبوضوح HD (أي 1280×720 بِكسل). كما قلنا، الحواف الجانبية شبه معدومة، وتقنية AMOLED تسمح بألوان مُشبعة وبمعدّل تباين خارق، إلّا أنّ البعض قد يفضل شاشات LCD كون ألوانها أكثر "طبيعية"، مثل شاشة SuperLCD على جهاز HTC One X. من ناحية السلبيات، يجب الذكر أن الشاشة تستخدم ترتيب PenTile بدلاً من RGB. ربما كانت هذه مشكلة في الهواتف السابقة التي تملك كثافة بكسلات أقل، لكن كان بإمكان سامسونج إستخدام ترتيب RGB وهي ملكة تصنيع الشاشات ليكون جهازها متسلحاً بالأفضل من كل الاتجاهات. حسناً، ما كل ما يتمناه المرء يدركه... ماذا نجد فوق الشاشة؟ كاميرا أمامية بوضوح 2 ميغابيكسل، قادرة على تصوير الفيديو بنسق 720p! أما الكاميرا الخلفية، فهي بقوة 8 ميغابيكسل، وهي ذات خصائص عديدة، أوّلها السرعة. ففاصل الاستجابة بين كبس الزر والتقاط الصورة غير موجود تقريباً، ويمكنها لذلك تصوير حوالي 20 لقطة متسلسلة (6 صور في الثانية) واختيار أفضلها تلقائياً - مثلاً عندما تكون كلّ العيون منفتحة في الصورة. ميزة أخرى في الكاميرا هي إمكانية رصد الوجه، فهي تتتبّع كلّ وجه تستشعره من أجل صور أفضل، وإمكانية ربط ملامح كلّ شخص بملفه في الفهرس، وهذا يسمح بعمل Tag أو وسم الصور تلقائياً من قبل الجهاز قبل رفعها إلى فيسبوك. أمّا الفيديو فيمكن تصويره بنسق Full HD أي 1080p، مع إمكانية التقاط صور ثابتة خلال تصوير مشهد متحرّك. لعلّ أبرز مميزات جالكسي إس 3 هي سرعة المعالج الرباعي النوى. فهو من طراز Exynos الذي طورته سامسونج بنفسها، وهو أسرع معالج متاح على جوال حالياً، ولا يمكن حتى لأيفون 4 إس (iPhone 4s) أو إتش-تي-سي وان أكس (HTC One X) منافسته من هذه الناحية. والأمر سيان بالنسبة لمهارته في تشغيل الألعاب، حيث لا منافس له سوى آيباد 3 (والذي هو جهاز لوحي وليس جوالاً). يضاف إلى المعالج الصاروخي ذاكرة RAM سعة 1 جيجابايت، وسعة داخلية من 16 إلى 64 جيجابايت يمكن توسيعها حتى 128 جيجابايت بفضل بطاقة ذاكرة microSD. وما من مستشعر إلا ونجده على جالكسي 3، حتى أنه مزود بمستشعر للضغط الجوي والارتفاع عن سطح البحر! كلّ هذه المواصفات قد "تلتهم" كمية كبيرة من الطاقة، لكنّ بطارية جبّارة سعة 2100 mAh تضمن فترة استخدام طويلة - وهي أقوى بطارية انتجتها سامسونج يوماً لجوال. المميزات الأخرى جالكسي إس 3 يعمل بواسطة نظام أندرويد بإصداره الرابع، أي أيس كريم سندويتش. لكن كالعادة، اضافت سامسونج فوقه واجهتها المعدّلة TouchWiz لإضافة خصائص ومميزات أخرى، منها: شحن لاسلكي (من دون أسلاك!) بفضل قاعدة خاصة تباع بشكل منفصل! ميزة S Voice للتعرف والتفاعل مع الأوامر الصوتية: لن نطيل الشرح هنا، كونها شبيهة للغاية بنظام Siri على أيفون. ميزة Smart Stay الذكية تستخدم الكاميرا الأمامية لمعرفة ما إذا كان المستخدم ينظر إلى الشاشة أم لا. ولذلك لا داعي لإعادة تشغيل الجهاز بشكل متواصل خلال القراءة أو تصفّح الوب مثلاً. فطالما أنّ نظرك مركز عليه، لن يقوم جوالك بدخول وضعية الانتظار. Direct Call أو الاتصال المباشر: إن كنت تتفحص رسالة أو رقماً هاتفياً لأحد معارفك، يكفي أن ترفع الجهاز إلى أذنك ليقوم بالاتصال بذلك الشخص تلقائياً! نظام S Beam لنقل المعلومات بسهولة بين أجهزة جالكسي إس 3 (وربما غيرها لاحقاً) بالاعتماد على تقنية NFC وWiFi. يكفي إلصاق جهازين ببعضهما البعض ليستشعر نظام NFC ذلك ويشغّل الـWiFi على الجوالين وينقل الملف المختار من الجهاز الأول إلى الجهاز الثاني. AllShare Cast يسمح لك بعرض شاشة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] على شاشة تلفزيون أو لابتوب أو جهاز لوحي بواسطة WiFi - مثل AirPlay لأجهزة آبل. Social Tag يمكنه التعرّف على الأشخاص في الصور ووسمها بالأسماء لرفعها لاحقاً إلى الشبكات الإجتماعية مثل فيسبوك أو Google+ PopUp Play يمكّنك من تشغيل الفيديو داخل نافذة متحركة تبقى فوق كافة النوافذ الأخرى، وذلك لمشاهدته خلال استخدام وظيفة أخرى مثل تصفّح الوب أو قراءة الرسائل. ولتتوج كل ذلك، تقدم لك سامسونج سعة 0 جيجابايت لتخزين ملفاتك على الإنترنت ومزانتها عبر كلّ أجهزتك بفضل خدمة دروبوكس Dropbox. هذا وسوف تطلق أيضاً خدمة جديدة لتخزين ودفق الموسيقى من الإنترنت (مثل Spotify وGoogle Music). جالكسي إس 3: الحكم النهائي من الصعب إيجاد سلبيات في لائحة مواصفاتٍ مثل تلك، لكن هناك "عِتابين" يمكن توجيههما إلى سامسونج. أولهما هو أنّ البلاستيك المستخدم، ولو كان متيناً، لا يوحي بجهاز من عيار جالكسي إس 3، وهذه مشكلة كان يمكن تفاديها بسهولة من خلال التصميم أو اختيار ملمس المواد. أمّا المأخذ الثاني فهو استخدام ترتيب PenTile للشاشة. لا تُسئ فهمنا، فهي تبقى شاشة ممتازة، لكن كان بمقدورها أن تكون الأفضل. على أيّة حال، ما زال من المبكر جداً إبرام حكم نهائي، فالفترة التي أمضيناها مع الجهاز في لندن قصيرة للغاية. فإلى أن تبعث لنا سامسونج وحدة اختبار من أجل إجراء استعراض شامل، سوف نترك هذه التساؤلات معلّقة، ونرنو إلى أن نُمسك بجهاز بمثل هذه القوة الجبارة عمّا قريب. تاريخ الإطلاق: 29 مايو... حدّدوه جيداً على تقويمكم. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]