شيكا خليل
عدد المساهمات : 10008 نقاط : 30030 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 25/06/2013
| موضوع: إنني من الناس الإثنين يوليو 01, 2013 2:51 am | |
| إنني من الناس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] نكتب عن المشاركة السياسية لأم المؤمنين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رضي الله عنها بدافع الرغبة في إحياء المثال الرفيع الذي يراد له أن يتكرر، لاسيما ونحن في حضيض واقع بائس يصبح معه نشدان هذا المثال أمرا واجبا ومطمحا يسمو عن التقليد الجارف. إنما غايتنا من ذلك، الجواب عن السؤال المحير: أين همم النساء بعد نحو قرن من الهجرة؟ وما السر في سمو تلك الهمم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كانت قبل البعثة توأد حية ولا تُعد شيئا، حتى غدت تجهر بصوتها " إنني من الناس" ويؤخذ برأيها في مركز القرار كما هو الشأن بالنسبة لسيدتنا أم سلمة رضي الله عنها، حين أسدت رأيا فأنقذت به أمة برمتها من الهلاك !؟ فهل نحث الخطى لنسير على نهج الكاملات في التحرر والانعتاق من ربقة المظلومية والرق والفقر، ثم نحمل مشعل الاقتحام من أجل تغيير جذري ومشاركة ميدانية فعالة كما هو حال سيدتنا أم سلمة رضي الله عنها ؟ أم نظل قطيعا في السفح يُفعل به ولا يَفعل، ويُرمى إليه بما فَضٌل من الاهتمام بشأن الأمّة... هجرة ومواجهة حصار صرح القرآن الكريم بهجرة سيدنا إبراهيم عليه السلام إشارة بليغة في قوله تعالى من سورة العنكبوت : "وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم" الآية25، ليبين لنا أن المقصود من الهجرة ليس المكان بذاته وإنما الهجرة تكون إلى الله تعالى، وهي تحرر من كل عبودية إلا لله عز وجل وهي بتعبير أصح قومة لله في وجه الكفر والظلم والطغيان. ومن جنس هذه الهجرة كانت هجرة سيدتنا أم سلمة رضي الله عنها التي قامت بكل شموخ وصبر، لاسترداد حقها من عشيرتها التي حاصرتها واضطهدتها وشتتت شمل أسرتها وفرقت بينها وبين زوجها وابنها سلَمة، ولْنسمعها رضي الله عنها تصف هذا الاضطهاد كما عاشته: "لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحّل بعيراً له، وحملني وحمل معي ابني سلمة، ثم خرج يقود بعيره، فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه فقالوا: "هذه نفسُك غلبتَنا عليها، أرأيت صاحبتنا هذه، علامَ نتركك تسير بها في البلاد؟"، ونزعوا خطام البعير من يده، وأخذوني، فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد، وهموا إلى سلمة وقالوا: "والله لا نترك ابننا عندها، إذ نزعتموها من صاحبنا" فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد، ورهط أبي سلمة، وحبسني بنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة، فَفُرِّقَ بيني وبين زوجي وابني..." لكنها صمدت أمام هذا الجفاء العشائري الخالي من الرحمة إلى أن استسلم أهلها أمام صلابة رأيها وقوة إيمانها لتنطلق في هجرتها بإرادة حرة وشخصية قوية، ولنسمعها رضي الله عنها أيضا تقول : "فرحلت بعيري ووضعت ابني في حجري ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة وما معي من خلق الله". هكذا شاركت أم سلمة رضي الله عنها في هذا الحدث، الذي سجله لها التاريخ ولم يجحفها حقها، الحدث غيَّر الموازين ونقل المجتمع المسلم من الضعف إلى القوة ومن القلة إلى الكثرة ومن الحصار إلى الانتشار. ومن خلال هذه المشاركة يتبين لنا كيف تعلمت رضي الله عنها في ميدان التطوع، ميدان الشدائد كيف تخرج من الموقف التابع إلى الموقف المسؤول وكيف تهتم وتستجيب للشؤون السياسية العامة للأمة الإسلامية. إنني من الناس... روى مسلم في صحيحه عن سيدتنا أم سلمة رضي الله عنها قالت : "كنت أسمع الناس يذكرون الحوض ، ولم أسمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما كان يوما من ذلك والجارية تمشطني، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيها الناس! فقلت للجارية : استأخري عني! قالت إنما دعا الرجال ولم يدعو النسا ء ! فقلت إنني من الناس ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني فَرْطُكم على الحوض...". بإرادة حرة وشخصية قوية ووعي بالذات أجابت سيدتنا أم سلمة رضي الله عنها ماشطتها: (إنني من الناس) فأي اهتمام بالشؤون العامة أكبر من هذا القول، وأي وعي بالذات في الوقت الذي كانت تهتم بزينتها وجمالها كأي أنثى وكأي زوجة، تهتم بأمور أمتها وتعتبر خطاب إمام الأمة إلى الناس موجها للرجال والنساء وليس للرجال فحسب، لنفهم أنه ليس هناك دليل يقيل أي امرأة أو يعفيها من المشاركة السياسية بما يفيض من وقتها وجهدها بعد أداء واجبها التربوي الأساسي للأجيال، وما تربية الأجيال إلا السياسة عينها لأن التغيير من هنا يبدأ، من برجها الاستراتيجي في القاعدة الاجتماعية : الأسرة، من موقعها الاستراتيجي ترتب المعارك التربوية ليسلم ولدها وأسرتها ولتساهم في التغيير التاريخي. حقا أم َّسلمة رضي الله عنك، إنك من الناس فقد كنت حاضرة في كل الميادين على غرار باقي أمهات المؤمنين وخيرة الصحابيات،حضور فعال يسد ما غاب عن عين الرجل.. شاركن في الغزوات فكانت مشاركتهن في حدود فطرتهن حيث كن يضمدن الجراح لا ليجرحن، ويقدمن الخدمات لمعسكر الصحابة، فقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوات عدة : شهدت أم سلمة غزوة خيبر وفتح مكة، وفي حصار الطائف وفي غزوة هوزان وثقيف ثم في حجة الوداع. فكانت هذه الصحبة حبلا سُرِيا يصلها بالمشاركة الميدانية والتعبئة الفعلية في الحياة العامة. رأي أنقذ أمة من العصيان عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فترة حرجة يوم الحديبية بعد كتابة معاهدة الصلح، حيث أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنحر ثم الحلق فلم يقم منهم أحد بعد أن قال ذلك ثلاث مرات، لأن الصحابة الكرام وهم أصحاب وسام الرضا الإلهي "رضي الله عنهم ورضوا عنه" ركنوا إلى بشريتهم واستعملوا عقولهم تجاه هذه الأحداث، وفيهم ذو الرأي الراجح والقوي سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي قال لسيدنا أبي بكر أنبي هو؟! وفيهم خيرة الصحابة ولم يقم منهم أحد، فثقل على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الصدود ودخل على أم المؤمنين أم سلمة وقد كانت بصحبته رضي الله عنها، وهو صلى الله عليه وسلم واعٍ بحقيقة النفوس البشرية وبرجاحة عقلها وبثمرة تربيته لها التي صيّرتها وغيرها من الصحابيات الجليلات رموزا للأمة الإسلامية، ونساء مسؤولات متحررات الإرادة. أدلت رضي الله عنها بالرأي الصائب السديد لما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر لها ما لقي من الناس. فقالت له أم سلمة : يا نبي الله أتحب ذلك ؟ اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك . فقام - عليه الصلاة والسلام - فخرج فلم يكلم أحدا منهم كلمة فنحر بدنته ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا فأنقذت رضي الله عنها وأرضاها أمة برمتها من الهلاك ونجا جنود الرحمن أصحاب وسام الرضى الإلهي من العصيان. حقا إنه رأي سديد ومن حكمة الله عز وجل أن يأتي من امرأة وسط أمة كانت لا تعد النساء شيئا ولا تعترف بها إنسانا كامل الحقوق. إنه سر التربية النورانية، تربية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أنتجت هذا النموذج الفاعل من النساء، نموذج مناقض تمام التناقض لجيل المرأة " الحرمة "، ذلك الكائن الساكن الساكت الذي يمر من الحياة كأن لم يمر منها. جيل سلبت إرادته وصودرت فلم يعد شأن الأمة ولا همها يجد عندها صدى. فهل من سبيل لإحياء هذه الوظيفة السامية في عصرنا الحالي واسترجاع المرأة لدورها في الاهتمام بالشأن العام ومسؤوليتها في الحياة العامة للمجتمع وكذا قدرتها على المساهمة الحقة في التغيير؟ وهل لنا حظ من وسام الرضا وإمكانية الاستمرار على تلك الخطى المباركة؟ لاشك في ذلك ولا ريب قال تعالى "و السابقون الأولون من المهاجرين والأ نصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه" التوبة الآية100. | |
|
Admin Admin
عدد المساهمات : 2790 نقاط : 3704 السٌّمعَة : 21 تاريخ التسجيل : 18/02/2010
| موضوع: _da3m_1 الأربعاء يوليو 03, 2013 6:08 pm | |
| مأراوع قلمك حين يصول ويجول بين الكلمات تختار الحروف بكل أتقان .. تصيغ لنا من الأبداع سطور تُبهر كل من ينظر إليها .. دائمآانت متألق
| |
|