شيكا خليل
عدد المساهمات : 10008 نقاط : 30030 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 25/06/2013
| موضوع: الحياة الدنيوية لعيسى عليه السلام الأحد يونيو 30, 2013 8:27 pm | |
| السلام عليكم ورحمه الله وبركاته كانت الحياة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لروح الله وكلمته ورسوله الخاتم لرسل بني إسرائيل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، ولأمه مريم بنت عمران عليهما السلام سلسلة متواصلة من الابتلاءات والاختبارات، وكانت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]هما الدنيوية نموذجاً للزهد والبعد عن الدنيا، والرغبة فيما عند الله. في موضوعي السابق تعرضت للحياة الدنيوية لمريم ابنة عمران عليها السلام على هذا الرابط [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ونستعرض الان الحياة الدنيوية لعيسى عليه السلام عيسى عليه السلام العابد الزاهد البار التقي: وينشأ عيسى عليه السلام عابداً زاهداً يلبس الصوف، وشعر الماعز .. ولـم يتخذ له مسكناً قط، ولا سكن بيتاً طيلة حياته، ولا أوى إلى سقف قط، ولم يدخر شيئاً قط، ولا ادخر طعاماً لغده أبداً. ينتقل من مكان إلى مكان أينما يدركه المساء بات!! يلبس نعلين من لحاء الشجر، شراكهما ليف، كان عامة تنقله على رجليه، وأحياناً يركب حماراً، عمله السياحـة في الأرض لا يأويه بيت ولا قرية، مأواه حيث جنَّه الليل، سراجه ضوء القمر، وظله الليل، وفراشه الأرض لم يتخذ غطاءاً بينه وبين الأرض قط، ووسادته حجر من الأرض، بقله وريحانه عشب الأرض وربما طوى الأيام جائعاً، لم يره أحد مقهقهاً قط!! أصحابه وأصدقاؤه وخلانه هم الفقـراء والمساكين والزمنى والمرضى، يمسح دموعهم، ويدعو لهم فيشفيهم الله ببركته، وجلساؤه الخطاءون وقطـاع الطرق، فيدعوهم إلى التوبة فيتوبون على يديه { وجعلني مباركاً أينما كنت } . لقد كان عيسى مباركاً حيث كان وأنى تحول... كان مثالاً لبني إسرائيل الذي تكالبوا على الحطام، وأقبلوا على الدنيا، وكانوا أحرص الناس على الحياة، وبخلوا حتى اشتكى البخل من بخلهم، فجاءهم عيسى عليه السلام ليضع الدنيا كلها تحت قدميه، ويلقيها وراء ظهره ويعمل للآخرة فيشفي من يعجز الطب عن شفائه. فينطق الأبكم، ويسمع الأصم، يفتح أعين من ولد أعمى، ويمسح جلد الأبرص فيعود أحسن من جلـد السليم، ويقيم المقعد الأشل، ويشفي الزمن اليائس من الشفاء، ولا يتخذ على شيء من ذلك أجراً ويعلم الدين، ولو أخذ أجراً لكان أغنى الناس. ويجعل مجالسه وقيامه وقعوده مع الفقـراء والمساكين والمعوزين، فيمسح دموعهم ويغسل عن أرجلهم، ويتواضع لهم ويبشرهم بالدخول إلى ملكوت السماء إذا زهدوا في هذه الدار الفانية. تعالوا أعلمكم صيد العالم بدلاً من صيد السمك!!: ويمر على طبرية ويلقي مجموعة من صيادي الأسماك فيدعوهم إلى الإيمان، ويدعوهم إلى حمل دعوة الله، والتبشير برسالته فيعتذرون أنهم مشغولون بصيد السمك فيقول لهم (تعالوا أعلمكم صنعة تصيدون بها العالم بدلاً من صيد السمك) تعالوا فـ « لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما فيها » فيتبعه منهم مجمـعة يصبحون تلاميذه الخاصين، وأصحابه المنتخبين ويصحبونه من قرية إلى قرية، يدعون إلى الله، ويصيدون الناس في شباكهم إلى الجنة والمغفرة، بعد أن كان كل صيدهم سمكة يرجعون بها إلى أهلهم. اليهود يلاحقون أنبياء الله الثلاثة , زكريا و يحيى و عيسى ليقتلوهم : ولكن يظل اليهود هـم اليهود انكباباً على الدنيا، رضا بالذل، وحرصاً على الحياة، وماذا يفعلون وقد قام لهم ثلاثة من الوعاظ في وقت واحد زكريا وابنه يحيى، وعيسى بن مريم عليهم السلام جميعاً. فأما زكريا عليه السلام فإن اليهود لاحقوه حتى قتلوه، وبعد أن لاذ منهم بشجرة شقوه معها إلى نصفين. وأما يحيى عليه السلام العابد الزاهد البار التقي فإنهم ظلوا يلاحقونه حتى كان آخر أمره أن طلبت رأسه علي طبق، بغي من بغاياهم، لمّا قدمت ابنتها إلى ملك من ملوكهم رقصت في يوم مولده فأذهلت الملك والحضور بجودة رقصها فقال لها اطلبي!! فقالت لها أمها: اطلبي رأس يحيى (يوحنا المعمدان) على طبق!! وقد كان!! قدم الملك رأس يحيى النبي هدية إلى زانية!! لأنها أدخلت السرور على قلب الملك وجلسائه في عيد ميلاده وقال لها لا تطلبين شيئاً إلا حققته لك فطلبت رأس من أفتى بقطع فنها، وتحريم عملها!! وبقي عيسى عليه السلام النبي المخلص الذي يدعو اليهـود إلى الآخرة، ويريد أن يخرجهم من ذل الرومان الوثنيين، ويعيد لهـم الدين والشريعة والعزة والتمكين... فما كان من اليهود إلا أن صاحوا به وبدأوا يلاحقونه من قرية إلى قرية يريدون إهلاكه وقتله، وإلحاقه بيحيى الذي قطعوا رأسه، وزكريا الذي نشروه إلى فلقتين بالمنشار واتخذ اليهود كل سبيل لقطع عيسى عليه السلام من وسطهم. ولما علم عيسى عليه السلام أنه ملاحق مطارد وأن القوم قد وشوا به إلى الرومان ليقتلوه واتهموه بالفساد والإفساد في الأرض، وقال اليهود للرومان الوثنيين الكفرة: إن تركتم عيسى فإنه سيفسد عليكم الشعب!! ولن تستقر لكم حكومة في فلسطين!! وكان الرومان الكفار الوثنيون أعظم رحمة وعدلاً مع عيسى عليه السلام من اليهود الذين هم قوم عيسى وجماعته وأهله!! وقال الحاكم الروماني (بيلاطس) لليهود الذين جاءوه شاكين من عيسى عليه السلام: إن هذا رجل بـار، لم نر منه شراً!! إذا كنتم تختلفون معه في شيء من دينكم فهذا شأنكم أننا لا نتدخل في مشكلاتكم الداخلية!! احكموا عليه فيما بينكم!! أما نحن فإننا لم نر منه شراً!! ولكن اليهود وهم اليهود يقولون له: إن لم تقتله شكوناك أنت إلى القيصر في روما، فإنك لا تقوم بعملك في فلسطين على الوجه الأكمل!! إنك تترك المفسدين ليفسدوا في الأرض!! فيقول لهم الحاكم الروماني: يا قوم كيف ألطخ يدي بدماء رجل برئ!! فيقولون له: اقتله ودمه في رقابنا!! ولا يجد الحـاكم الروماني (بيلاطس) بداً من قتله ليسكن الفتنة فيرسل شرطته وجواسيسه ليأتوه بعيسى عليه السلام، ويتوصلون بالرشوة لمعرفة البستان الذي كان قد اختفى فيه عن الأنظار، ويلقي الله شبه عيسى عليه السلام على غيره ويقاد إلى الحاكم الروماني، فيقول: أنا برئ من دم هذا البار ويؤخذ إلى الحاخام اليهودي الأكبر قيافا، وفي محاكمة صورية هزلية يحكم عليه بأنه مبتدع ضـال مهرطق، وأن حكمه أن يقتل، ويؤخذ شبه عيسى هذا إلى السجن، وينتظر الحاكم الروماني لعل الأمور تتغير، ولعل اليهود يتغيرون ويراجعون حكمهم في عيسى ولكن هيهات.. الحكم على يسوع بالموت: وكان من عـادة الحاكم في كل عيد أن يطلق لجمهور الشعب أي سجين يريدونه، وكان عندهم وقتئذ سجين مشهور اسمه باراباس، ففيما هـم مجتمعون، سألهم بيلاطس: من تريدون أن أطلق لكم: باراباس، أم يسوع الذي يدعى المسيح؟ إذ كان يعلم أنهم سلموه عن حسد، وفيما هو جالس على منصة القضاء، أرسلت إليه زوجته تقول: إياك وذلك البار، فقد تضايقت اليوم كثيراً في حلم بسببه. ولكن رؤساء الكهنة والشيوخ حرضوا الجموع أن يطالبوا بإطلاق باراباس وقتل يسوع. فسألهم بيلاطس:أي الاثنين تريدون أن أطلق لكم؟ أجابوا: باراباس. فعاد يسأل: فماذا أفعل بيسوع الذي يدعى المسيح؟ أجابوا جميعاً: ليصلب. فسأل الحاكم: وأي شر فعل؟ فازدادوا صراخاً: ليصلب!، فلما رأى بيلاطس أنه لا فائدة، وأن فتنة تكاد تنشب بالأحرى، أخذ ماء وغسل يديه أمام الجمع، وقال: أنا برئ من دم هذا البار، فانظروا أنتم في الأمر! فأجاب الشعب بأجمعه: ليكن دمه علينا وعلى أولادنا! فأطلق لهم باراباس، وأما يسوع فجلده، ثم سلمه إلى الصلب. الجنود يستهزئون بيسوع: فاقتاد جنود الحاكم يسوع إلى دار الحكومة، وجمعوا عليه جنود الكتيبة كلها، فجردوه من ثيابه، وألبسوه رداءاً قرمزياً، وجدلوا إكليلاً من شوك وضعوه على رأسه، ووضعوا قصبة في يده اليمنى وركعوا أمامه يسخرون منه وهم يقولون: سلام يا ملك اليهود، وبصقوا عليه، وأخذوا القصبة منه، وضربوه على رأسـه، وبعدما أوسعوه سخرية نزعوا الرداء وألبسوه ثيابه، وساقوه إلى الصلب. ولما أحس عيسى عليه السلام أنه ملاحق مطارد مطلوب رأسه، وأن اليهود لن يهدءوا إلا إذا ألحقوه بيحيى وزكريا... قال لخلص أصحابه من أنصاري إلى الله { فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله، قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون } [آل عمران] عيسى عليه السلام يحمل الحواريين الأمانة ويصعد إلى السماء: فحملهم عيسى الأمانة وأوصاهم بالدعوة إلى الله حتى الموت، وبايعهم على الشهادة في سبيل الله وأخبرهم أن الله رافعه إلى السماء، وأنه سيعود مرة ثانية إلى الأرض!! ولكن الحواريين يناشدونه البقاء معهم وألا يتركهم لخوض غمار هذه المحنة وحدهم!! فيخبرهم أنه سيذهب ليأتي المخلص الأعظم، والنبي الخاتم الذي تختم به الرسالات، وأنه إذا بقي فيهم ولم يصعد إلى السماء لا يأتي هذا المخلص الأكبر والنبي الأعظم، وأخبرهم عيسى أن عودته ستكون في النهاية قبل يوم القيامة وأنه عندما يرتفع الليلة إلى السماء سيدعو الله أن يؤيدهم في مهمتهم الشاقة بروح القدس جبريل أمين الله على وحيه ليكون معهم يشد أزرهم حتى يكملوا المهمة... ويرفع الله عيسى إليه، ويطهره من الذين كفروا، ويصلب الذي ألقى الله شبهه عليه بدلاً من عيسى!! ويفتخر اليهود قائلين: { إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله } !! ويقوم تلاميذ بالدعوة إلى الله، فيخرج كل منهم إلى مدينة من مدن العالم فينتشر الدين، ويقتلون جميعاً شهداء. ويبقى عيسى عليه السلام اختباراً للناس إلى يوم القيامة: ويفتن الناس في شأن عيسى فاليهود يسبونه ويرمونه وأمه بالزنا، ويقولون مبتدع مهرطق كذاب!! ادعى أنه جاء ليخلصنا من الذل، ولم يستطيع أن يخلص نفسه، وقد قتلناه واسترحنا منه!! وجمع من النصارى يغالون فيه وتتجارى بهم الأهواء فيقولون هو الله ولد من مريم، وكان موجـوداً قبل الدهور، وهو وروح القدس والله ثلاثة في واحد، الأب والابن وروح القدس إله واحد!! ويختلفون في حقيقته وطبيعته إلى مئات من العقائد والمذاهب والأقوال التي يضاد بعضها بعضاً، ويكفر بعضهاً بعضاً، وأهل الحق من أتباعه يعتقدون أنه عبد الله ورسوله جاء بني إسرائيل بالهدى والدين فكان من شأنهم معه ما كان، ورفعه الله وطهره لتتم الرسالات بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم. عيسى عليه السلام والعودة إلى الأرض: ويعود عيسى في آخر الزمان « حكماً عدلاً » ، تابعاً للنبي الخاتم، حاكماً بالقرآن فيكسر الصليب الذي عبد جهلاً، ويقتل الخنزير الذي أحله من زعم أنهم من أتباعه، ويضع الجزية فلا يقبل إلا السيف، ويقيم الصلاة التي علمها محمد بن عبدالله النبي الخاتم، وينزل على مسجد المسلمين في دمشق، وليس على كنيسة من كنائس النصارى... ويتبعه أتباع محمد صلى الله عليه وسلم فيقتلون عباد الصليب أينما كانوا وكيفما كانوا. قـال صلى الله عليه وسلم: « والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم عيسى بن مريم حكماً عدلاً مقسطاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويؤذن بالصلاة » . { ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمراً فإنما يقول كن فيكون } وهذه حياته وزهده ودعوته وعبادته سلسلة طويلة من الابتلاءات والاختبارات وهكذا أهل الله الذين هم أهله يبتلون ثم تكون العاقبة لهم. ولقد كانت حياتهم الدنيوية زهداً وتكليفاً ودموعاً وتعالياً عن الدنيا، وإقبالاً على الله والدار الآخرة. | |
|
Admin Admin
عدد المساهمات : 2790 نقاط : 3704 السٌّمعَة : 21 تاريخ التسجيل : 18/02/2010
| موضوع: _da3m_1 الأربعاء يوليو 03, 2013 6:54 pm | |
| مأراوع قلمك حين يصول ويجول بين الكلمات تختار الحروف بكل أتقان .. تصيغ لنا من الأبداع سطور تُبهر كل من ينظر إليها .. دائمآانت متألق
| |
|
robotico
عدد المساهمات : 6979 نقاط : 7133 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 20/05/2012
| |