شيكا خليل
عدد المساهمات : 10008 نقاط : 30030 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 25/06/2013
| موضوع: سيرة ابي بكر الصديق رضي الله عنه الأحد يونيو 30, 2013 7:36 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ازيكم يا فتوكات وحشتوني جدا جدا انا جبتلكم سيرة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رضي الله عنه لانها عجبتني جدا جدا متنسوش التقييم يا قمرات [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] اسمه– على الصحيح - : عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيمبن مرة بن كعب بنلؤي القرشي التيمي . كنيته: أبو بكر لقبه: عتيق ، والصدِّيق . قيل لُقّب بـ " عتيق " لأنه : = قديم في الخير = وقيل : كانت أم أبي بكر لا يعيش لها ولد ، فلما ولدتهاستقبلت به البيت، فقالت : اللهم إن هذاعتيقك من الموت ، فهبه لي. وقيل غير ذلك ولُقّب بـ " الصدّيق " لأنه صدّق النبي صلى اللهعليه وسلم ، وبالغ في تصديقه كما في صبيحة الإسراء وقد قيل له : إن صاحبك يزعم أنه أُسري به ،فقال : إن كان قال فقد صدق! وقد سماه الله صديقا فقال سبحانه : ( وَالَّذِي جَاءبِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) جاء في تفسيرها : الذي جاء بالصدق هو النبي صلىالله عليه وسلم ، والذي صدّق به هو أبو بكر رضي الله عنه . ولُقّب بـ" الصدِّيق " لأنه أول من صدّق وآمن بالنبيصلى الله عليه وسلم من الرجال . وسماه النبي صلى الله عليه وسلم " الصدّيق " روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلىالله عليه وسلم صعد أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم فقال : اثبت أُحد ، فإنما عليك نبي وصديقوشهيدان . وكان أبو بكر رضي الله عنه يُسمى "الأوّاه " لرأفته مولده: ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر صفته: كان أبو بكر رضي الله عنه أبيض نحيفاً ، خفيف العارضين ، معروق الوجه، ناتئ الجبهة ، وكان يخضب بالحناء والكَتَم . وكان رجلاً اسيفاً أي رقيق القلب رحيماً . فضائله: ما حاز الفضائل رجل كما حازها أبو بكر رضي الله عنه • فهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم قال ابن عمر رضي الله عنهما : كنا نخيّر بين الناس فيزمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فنخيّر أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمانبن عفان رضي اللهعنهم . رواه البخاري . وروى البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : كنتجالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلىالله عليه وسلم : أما صاحبكم فقد غامر . وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثمندمت فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ ،فأقبلت إليك فقال : يغفر الله لك يا أبا بكر - ثلاثا - ثم إن عمرندم فأتى منزل أبي بكر فسأل : أثَـمّ أبو بكر ؟ فقالوا : لا ، فأتى إلى النبي فجعل وجه النبيصلى الله عليهوسلم يتمعّر ، حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال : يا رسول الله والله أنا كنت أظلم - مرتين - فقالالنبي صلى الله عليه وسلم : إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت ، وقال أبوبكر : صَدَق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو لي صاحبي – مرتين - فماأوذي بعدها . فقد سبق إلى الإيمان ، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وصدّقه، واستمر معه في مكة طول إقامته رغم ما تعرّض له من الأذى ، ورافقه في الهجرة . • وهو ثاني اثنين في الغار مع نبي الله صلى الله عليهوسلم قال سبحانه وتعالى : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِإِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ) قال السهيلي : ألا ترى كيف قال : لا تحزن ولم يقل لاتخف ؟ لأن حزنه على رسول الله صلىالله عليه وسلم شغله عن خوفه على نفسه . وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنأبا بكر الصديق رضي الله عنه حدّثه قال : نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار فقلت :يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه . فقال : يا أبا بكر ما ظنك باثنين اللهثالثهما . ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل الغاردخل قبله لينظر في الغار لئلا يُصيب النبي صلى الله عليه وسلم شيء . ولما سارا في طريق الهجرة كان يمشي حينا أمام النبي صلى الله عليهوسلم وحينا خلفه وحينا عن يمينه وحينا عن شماله . ولذا لما ذكر رجال على عهد عمر رضي الله عنهفكأنهم فضّـلوا عمر على أبي بكر رضي الله عنهما ، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال : والله لليلة منأبي بكر خير من آل عمر ، وليوم منأبي بكر خير من آل عمر ، لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلملينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر ، فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه ، حتى فطن له رسولالله صلى اللهعليه وسلم فقال : يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي ؟ فقال : يا رسول الله أذكر الطلب فأمشيخلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك . فقال :يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني ؟ قال : نعموالذي بعثك بالحق ما كانت لتكونمن مُلمّة إلا أن تكون بي دونك ، فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر: مكانك يا رسولالله حتى استبرئ الجحرة ، فدخل واستبرأ ، قم قال : انزل يا رسول الله ، فنزل . فقال عمر :والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر . رواه الحاكم والبيهقي في دلائلالنبوة . • ولما هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ مالهكله في سبيل الله . • وهو أول الخلفاء الراشدين وقد أُمِرنا أن نقتدي بهم ، كما في قوله عليه الصلاةوالسلام : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ . رواه الإمامأحمد والترمذي وغيرهما ، وهو حديث صحيح بمجموع طرقه . واستقر خليفة للمسلمين دون مُنازع ، ولقبه المسلمون بـ" خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم " • وخلافته رضي الله عنه منصوص عليها فقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مرضه أن يُصلي بالناس في الصحيحين عن عائشةَ رضي اللّهُ عنها قالت : لمامَرِضَ النبيّ صلىالله عليه وسلم مرَضَهُ الذي ماتَ فيه أَتاهُ بلالٌ يُؤْذِنهُبالصلاةِ فقال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصَلّ . قلتُ : إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ[ وفي رواية : رجلرقيق ] إن يَقُمْ مَقامَكَ يبكي فلا يقدِرُ عَلَى القِراءَةِ . قال: مُروا أَبا بكرٍفلْيُصلّ . فقلتُ مثلَهُ : فقال في الثالثةِ - أَوِ الرابعةِ - : إِنّكنّ صَواحبُ يوسفَ ! مُروا أَبابكرٍ فلْيُصلّ ، فصلّى . ولذا قال عمر رضي الله عنه : أفلا نرضى لدنيانا من رضيه رسول اللهصلى الله عليه وسلم لديننا وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قاللي رسول الله صلى الله عليه وسلمفي مرضه : ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى اكتب كتابا ، فإني أخاف أنيتمنى متمنٍّ ويقول قائل : أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر . وجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمتهفي شيء فأمرها بأمر ، فقالت : أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك ؟ قال : إن لم تجديني فأتي أبا بكر .رواه البخاري ومسلم . • وقد أُمرنا أن نقتدي به رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام : اقتدوا باللذين من بعدي أبيبكر وعمر . رواهالإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وهو حديث صحيح . • وكان أبو بكر ممن يُـفتي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولذا بعثه النبي صلى الله عليه وسلم أميراً على الحج فيالحجّة التي قبل حجة الوداع روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :بعثني أبو بكر الصديق في الحجة التيأمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع في رهطيؤذنون في الناس يومالنحر : لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان . وأبو بكر رضي الله عنه حامل راية النبي صلىالله عليه وسلم يوم تبوك. • وأنفق ماله كله لما حث النبي صلى الله عليه وسلم علىالنفقة قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أمرنا رسول الله صلى اللهعليه وسلم أن نتصدق ، فوافق ذلكمالاً فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما . قال : فجئت بنصفمالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ قلت : مثله ، وأتى أبو بكربكل ما عنده فقال: يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟ فقال : أبقيت لهم الله ورسوله ! قال عمر قلت : والله لا أسبقهإلى شيء أبدا . رواه الترمذي . • ومن فضائله أنه أحب الناس إلى رسول الله صلىالله عليه وسلم قال عمرو بن العاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم :أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة . قال : قلت : من الرجال ؟ قال : أبوها . رواه مسلم . • ومن فضائله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذهأخـاً له . روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال : إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ماعنده فاختار ذلك العبد ما عند الله . قال : فبكى أبو بكر ، فعجبنا لبكائه أن يخبررسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير ، فكان رسول الله صلى الله عليهوسلم هو المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن مِن أمَنّ الناس عليّفي صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ،لا يبقين فيالمسجد باب إلا سُـدّ إلا باب أبي بكر . • ومن فضائله رضي الله عنه أن الله زكّـاه قال سبحانه وبحمده : ( وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى *الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى *إِلا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ) وهذه الآيات نزلت في ابي بكر رضي الله عنه . وهو من السابقين الأولين بل هو أول السابقين قال سبحانه : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْعَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍتَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَالْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) • وقد زكّـاه النبي صلى الله عليه وسلم فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جرّ ثوبهخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة . قال أبو بكر : إن أحد شقي ثوبي يسترخيإلا أن أتعاهدذلك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لست تصنع ذلك خيلاء . رواه البخاري في فضائل أبي بكر رضيالله عنه . • ومن فضائله رضي الله عنه أنه يُدعى من أبواب الجنةكلها قال عليه الصلاة والسلام : من أنفق زوجين من شيء من الأشياء فيسبيل الله دُعي من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ؛ فمن كان من أهل الصلاةدعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من بابالصدقة ، ومن كان من أهل الصيامدُعي من باب الصيام وباب الريان . فقال أبو بكر : ما على هذا الذييدعى من تلك الأبوابمن ضرورة ، فهل يُدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر . رواهالبخاري ومسلم . • ومن فضائله أنه جمع خصال الخير في يوم واحد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا . قال : فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا . قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا . قال : فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرىءإلا دخل الجنة . • ومن فضائله رضي الله عنه أن وصفه رجل المشركين بمثل ماوصفت خديجة رضي اللهعنها رسول الله صلى الله عليه وسلم . لما ابتلي المسلمون في مكة واشتد البلاء خرج أبو بكرمهاجراً قِبل الحبشة حتى إذا بلغبَرْك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارَة ، فقال : أين تريد ياأبا بكر ؟ فقال أبوبكر : أخرجني قومي فأنا أريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي . قال ابن الدغنة : إن مثلك لا يخرج ولا يخرج فإنكتكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكَلّ وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ، وأنا لك جار فارجع فاعبدربك ببلادك ، فارتحل ابن الدغنةفرجع مع أبي بكر فطاف في أشراف كفار قريش فقال لهم : إن أبا بكر لايَخرج مثله ولا يُخرج، أتُخرجون رجلايكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق ؟! فأنفذت قريش جوارابن الدغنة وآمنوا أبا بكر وقالوا لابن الدغنة : مُر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل وليقرأما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به ، فإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا قال ذلك ابن الدغنةلأبي بكر فطفق أبو بكر يعبد ربهفي داره ولا يستعلن بالصلاة ولا القراءة في غير داره ، ثم بدا لأبيبكر فابتنى مسجدابفناء داره وبرز فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون إليهوكان أبو بكر رجلاً بكّاءً لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلواإلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالواله : إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره وإنه جاوز ذلكفابتنى مسجدا بفناءداره وأعلن الصلاة والقراءة وقد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا فأته فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه فيداره فعل وإن أبى إلاّ أن يعلن ذلك فَسَلْهُ أن يرد إليك ذمتك فإنا كرهنا أن نخفرك ، ولسنا مقرين لأبيبكر الاستعلان . قالت عائشة فأتىابن الدغنة أبا بكر فقال : قد علمت الذي عقدت لك عليه فإما أن تقتصرعلى ذلك وإما أنترد إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له قال أبو بكر : إني أرد إليكجوارك وأرضى بجوار الله . رواه البخاري. • وكان عليّ رضي الله عنه يعرف لأبي بكر فضله قال محمد بن الحنفية : قلت لأبي – علي بن أبي طالب رضي اللهعنه - : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت: ثم من ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل منالمسلمين . رواه البخاري . وقال عليّ رضي الله عنه : كنت إذا سمعت من رسول الله صلى اللهعليه وسلم حديثا نفعني الله به بما شاء أن ينفعني منه ، وإذا حدثني غيره استحلفته ، فإذا حلف لي صدقته ،وحدثني أبو بكروصدق أبو بكر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد مؤمن يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسنالطهور ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله تعالى إلا غفر الله له ثم تلا : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم) الآية . رواه أحمد وأبو داود. • ولم يكن هذا الأمر خاص بعلي رضي الله عنه بل كان هذاهو شأن بنِيـه قال الإمام جعفر لصادق : أولدني أبو بكر مرتين . وسبب قوله : أولدني أبو بكر مرتين ، أن أمَّه هي فاطمةبنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وجدته هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر . فهو يفتخر في جّـدِّه ثم يأتي من يدّعياتِّباعه ويلعن جدَّ إمامه ؟ قال جعفر الصادق لسالم بن أبي حفصة وقد سأله عن أبي بكروعمر ، فقال : يا سالم تولَّهُما ، وابرأ من عدوهما ، فإنهما كانا إمامي هدى ، ثم قال جعفر : يا سالمأيسُبُّ الرجل جده ؟ أبو بكر جدي ،لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكنأتولاهما وأبرأ من عدوهما . وروى جعفر بن محمد – وهو جعفر الصادق - عن أبيه – وهومحمد بن علي بنالحسين بن علي – رضي الله عنهم أجمعين ، قال : جاء رجل إلى أبي –يعني علي بن الحسين، المعروف والمشهور بزين العابدين - فقال : أخبرني عن أبي بكر ؟ قال : عن الصديق تسأل ؟ قال : وتسميهالصديق ؟! قال : ثكلتك أمك ، قد سماه صديقا من هو خير مني ؛ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرونوالأنصار ، فمن لم يُسمه صدِّيقا ،فلا صدّق الله قوله ، اذهب فأحب أبا بكر وعمر وتولهما ، فما كان منأمـر ففي عنقي . ولما قدم قوم من العراق فجلسوا إلى زين العابدين ،فذكروا أبا بكر وعمرفسبوهما ، ثم ابتـركوا في عثمان ابتـراكا ، فشتمهم . وابتركوا : يعني وقعوا فيه وقوعاً شديداً . وما ذلك إلا لعلمهم بمكانة وزيري رسول الله صلى اللهعليه وسلم ، وبمكانة صاحبه في الغار ،ولذا لما جاء رجل فسأل زين العابدين : كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟فأشار بيده إلى القبر ثم قال: لمنزلتهما منه الساعة . قال بكر بن عبد الله المزني رحمه الله : ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ، ولكن بشيءوَقَـرَ في قلبه . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي = رُزِقَ الهُدىمَنْ لِلْهِدايةِ يَسأَلُ اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه = لا يَنْثَني عَنهُولا يَتَبَدَّل حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُالقُرْبى بِها أَتَوَسّل وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ ساطِعٌ = لكِنَّماالصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل • وجمع بيت أبي بكر وآل أبي بكر من الفضائل الجمة الشيءالكثير الذي لم يجمعه بيت في الإسلام فقد كان بيت أبي بكر رضي الله عنه في خدمةالنبي صلى الله عليه وسلم ، كما في الاستعداد للهجرة ، ومافعله عبد الله بن أبي بكر وأخته أسماء في نقل الطعام والأخبار لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه فيالغار وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم هي بنت أبي بكر رضيالله عنه وعنها قال ابن الجوزي رحمه الله : أربعة تناسلوا رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبو قحافة وابنه أبو بكر وابنه عبد الرحمن وابنه محمد أعماله: من أعظم أعماله سبقه إلى الإسلام وهجرته مع النبي صلىالله عليه وسلم ، وثباته يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم . ومن أعماله قبل الهجرة أنه أعتق سبعة كلهم يُعذّب فيالله ، وهم : بلال بن أبي رباح ، وعامر بن فهيرة ، وزنيرة ، والنهدية وابنتها ، وجارية بني المؤمل ،وأم عُبيس . ومن أعظم أعماله التي قام بها بعد تولّيه الخلافةحرب المرتدين فقد كان رجلا رحيما رقيقاً ولكنه في ذلك الموقف ، في موقف حربالمرتدين كان أصلب وأشدّ من عمر رضي الله عنه الذي عُرِف بالصلابة في الرأي والشدّة في ذات الله روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : لماتوفى النبي صلى الله عليه وسلم واستُخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر : يا أبا بكر كيف تقاتلالناس وقد قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم : أمِرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمنقال لا إله إلا اللهعصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ؟ قال أبو بكر : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ،فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهمعلى منعها . قال عمر : فو الله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق . لقد سُجِّل هذا الموقف الصلب القوي لأبي بكر رضي اللهعنه حتى قيل : نصر الله الإسلامبأبي بكر يوم الردّة ، وبأحمد يوم الفتنة . فحارب رضي الله عنه المرتدين ومانعي الزكاة ،وقتل الله مسيلمة الكذاب في زمانه . ومع ذلك الموقف إلا أنه أنفذ جيش أسامة الذي كان النبي صلى اللهعليه وسلم أراد إنفاذه نحو الشام . وفي عهده فُتِحت فتوحات الشام ، وفتوحات العراق وفي عهده جُمع القرآن ، حيث أمر رضي الله عنهزيد بن ثابت أن يجمع القرآن وكان عارفاً بالرجال ، ولذا لم يرضَ بعزل خالدبن الوليد ، وقال : والله لا أشيم سيفا سله الله على عدوه حتى يكون الله هو يشيمه . رواه الإمام أحمدوغيره . وفي عهده وقعت وقعة ذي القَصّة ، وعزم على المسيربنفسه حتى أخذ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بزمام راحلته وقال له : إلى أين ياخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليهوسلم يوم أُحد : شِـمْ سيفك ولا تفجعنا بنفسك . وارجع إلى المدينة ، فو الله لئن فُجعنا بك لا يكونللإسلام نظام أبدا ، فرجع أبو بكر رضي الله عنه وأمضى الجيش . وكان أبو بكر رضي الله عنه أنسب العرب ، أي أعرف العرببالأنساب . زهـده: مات أبو بكر رضي الله عنه وما ترك درهما ولا دينارا عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال : لما احتضر أبوبكر رضي الله عنه قال : يا عائشة أنظري اللقحة التي كنا نشرب من لبنها والجفنة التي كنا نصطبحفيها والقطيفة التي كنا نلبسها فإناكنا ننتفع بذلك حين كنا في أمر المسلمين ، فإذا مت فاردديه إلى عمر، فلما مات أبو بكررضي الله عنه أرسلت به إلى عمر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه : رضي الله عنك يا أبا بكر لقد أتعبت منجاء بعدك . ورعـه: كان أبو بكر رضي الله عنه ورعاً زاهداً في الدنيا حتى لماتولى الخلافة خرج في طلب الرزق فردّه عمر واتفقوا على أن يُجروا له رزقا من بيت المال نظير ما يقومبه من أعباء الخلافة قالت عائشة رضي الله عنها : كان لأبي بكر غلام يخرج لهالخراج ، وكان أبو بكر يأكل من خراجه ، فجاء يوماً بشيء ، فأكل منه أبو بكر ، فقال له الغلام : تدري ماهذا ؟ فقال أبوبكر : وما هو ؟ قال : كنت تكهّنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته ، فلقيني فأعطاني بذلكفهذا الذي أكلت منه ، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه . رواه البخاري . وفاته: توفي في يوم الاثنين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرةمن الهجرة ، وه ابن ثلاث وستين سنة . فرضي الله عنه وأرضاه وجمعنا به في دار كرامته أعلم بأنني لم أوفِّ أبا بكر حقّـه فقد أتعب من بعده حتى من ترجموا له ، فكيف بمن يقتطفمقتطفات من سيرته؟ | |
|
robotico
عدد المساهمات : 6979 نقاط : 7133 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 20/05/2012
| |