شيكا خليل
عدد المساهمات : 10008 نقاط : 30030 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 25/06/2013
| موضوع: لماذا يسب الشيعة الصحابة؟ الأحد يونيو 30, 2013 3:29 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] سؤال طرحه علي أحدهم بخبث شديد يتناسب وطبيعة السؤال الشائكة،فأي إجابة سوف تُورّط أحد الجانبين فيما لا يحمد عقباه، فما زال واقعنا الشعبي وحتى الثقافي يعلم القليل عن المذهب الشيعي والشيعة عامة،وما زلنا بقصور نظر أو بسطحية نحاسبهم على قضايا محدودة جداً مثل طقوس عاشوراء أو قضية سب الصحابة مثلاً،دون البحث في فروق تبدوا ضئيلة ولكنها هامة،فالمذهب الشيعي رغم نشأته السياسية كموقف معارض ،إلا أنه ساهم بشكل ملحوظ في تطور الفكر الفلسفي أو الفقهي الديني بشكل عام مثل دور الإمام (جعفر الصادق) في تأسيس المذهب الجعفري،هذا على المستوى المنضبط،وإن كنت لا أستطيع أن أغفل دور غلاة الشيعة أو التطرف المذهبي في تكوين أفكار بعيدة عن كل منطق سليم،ولكنها للأسف صارت من أسس المذهب مع التقادم، مما شوهه الفكر والعقيدة معاً.مثل قضية سب الصحابة التي تصدم فكرنا الإيماني مباشرة،فسأحاول معكم بشكل مختصر تتبع الأسباب التي يراها التشيع مقنعة في هذه القضية،مع الوضع في الإعتبار أن هناك العديد من الفتاوي التي أصدرها رجالات الدين الشيعي تحرم تلك الممارسات الشيعية الشعبية التي كانت تقام بشكل دائم في الصلوات والحسينيات (أماكن الإحتفال بعاشوراء) والمساجد بوصفها من صحيح المذهب،فللأسف قد اختلط المذهب الشيعي مع الوعي الشعبي بشكل يصعب الفصل بينهما،وأخر تلك الفتاوي على المستوى (السياسي ـ الديني) كانت لآية الله علي خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية تحرم سب الصحابة تماماً ولكن للأسف لم تمنع مثل تلك الفتاوي ما يحدث فعلاً،فقد وردت بعض الأقوال المنسوبة إلى آل بيت النبي أن علي زين العابدين بن الحسين (الإمام الرابع لدى الشيعة) قال: (من لعن الجبت والطاغوت (أي عمر وأبو بكر) لعنة واحدة كتب الله له سبعين ألف حسنة) وقد وردت مثل هذه الأقوال الكثير في كتب التشيع مثل (بحار الأنوار،تفسير العياشي،ضياء الصالحين،شرح نهج البلاغة،تفسير القمي،نفسير البرهان،وغيرها الكثير وهي كتب تسببت في العديد من الإشكاليات للمذهب ومتبعيه والكثير منها مرفوض في الفكر المعتدل) فالتشيع قد ورث كل الخلافات السياسية التي حدثت بعد وفاة النبي ،فالشيعة هم شيعة آل البيت وأنصار علي بن أبي طالب، وبمرور التاريخ أصبح لهؤلاء الأنصار موقف محدد وواضح من كل أطراف الصراع السياسي بدءاً بمعاوية بن أبي سفيان وحربه مع علي،ويزيد ومقتل الحسين،وصولاً للعباسيين،بل أنهم يرجعون أسباب ظلم علي إلي الخلفاء الراشدين الثلاثة قبل علي.فأعادوا كتابة التاريخ من وجهة نظرهم وهي كالآتي: تبدأ المشكلة بوفاة النبي فيرى الشيعة أنه قد أوصى قبل وفاته بالخلافة إلى علي بن أبي طالب وأراد أن يكتب وصية بذلك ولكن عمر بن الخطاب حال دون ذلك،وبعد الوفاة أنشغل آل البيت ومنهم علي بدفن النبي لمدة ثلاثة أيام في تلك الأثناء دبر عمر وأبو بكر أمر الخلافة في حادثة السقيفة وأخذ أبو بكر الخلافة، وفي تلك الأثناء أمتنع علي عن المبايعة لمدة ستة أشهر إلى أن توفيت السيدة فاطمة الزهراء،والتي تروي كتب التشيع أنها توفيت غاضبة على الشيخين خاصة أبي بكر،لامتناعه أن يسلم لها إرث النبي وكان أرثه بستان في المدينة يسمى (فدك) يقال أن النبي وهبة لفاطمة دون غيرها،بحجة أن الأنبياء لا يورثون كما سمع من النبي،واستمرت تلك المشكلة بين البيت الفاطمي وكل الحكومات التالية حتى يرده إليهم (عمر بن عبدالعزيز) ثم يؤخذ منهم بعد ذلك (وهذه الفكرة واردة في معظم كتب التاريخ الكبرى)،ولكن الجديد كتب التشيع تحكي أنه لدى إمتناع علي عن مبايعة أبو بكر،أرسل له بعض جنده فضربوه وتسببوا بموت السيدة فاطمة،بل وأسقطوا حملها،ففاطمة كانت حامل فيما يسميه الشيعة (المحسن) وهو أخو الحسن والحسين الذي مات في بطنها،وتنسب واقعة الضرب تلك أيضاً إلى عمر بن الخطاب، ولفاطمة مكانة مقدسة في الفكر الشيعي حتى أنهم قد شككوا في نسب كل بنات النبي له عدا الزهراء،كما ذكر (محسن الأمين في دائرة المعارف الشيعية)، أنه لدى التحقيق التاريخي لا يوجد دليل على ثبوتية بنوة بنات النبي الأربعه إلا فاطمة والأرجح أنهن كن بنات خديجه من زوجها الأول قبل النبي، وذلك قد يكون إنتقاماً منهن لزواج إثنتين منهن بعثمان بن عفان . كما يجردوا أبا بكر من فضل صحبة الرسول في الهجرة بوصف أن الرسول قد أخذه معه خوفاً لأن يفتن عليه لا حباً في صحبته،فالفضل كله لعلي فقط . المهم يمضي عهد أبي بكر ويأتي عمر. كتب التشيع تأخذ موقف شديد من عمر ،رغم ما اشتهر عن عمر من قولة ( لولا علي لهلك عمر) اعترافاً منه بعلم واجتهاد علي،إلا أن التشيع يعتبر أن عمر سبب كل بلاء فهو من ولى أبا بكر بحجة قالها لعلي ( أن قريشاً قد كرهت أن يكون لكم النبوة والخلافة)،فولوا أبا بكر،وكذلك هو من منع وصول إرث النبي لفاطمة وعلي،وهو من قتل المحسن في بطن فاطمة،وتسبب في إحراق بيت علي،وكان خوف أبي بكر و عمر من علي قدرته على لم شمل العرب من حوله وإمكانية أن يأخذ الخلافة منهما،تلك الخلافة التي تحولت في التاريخ الموازي لدى الشيعة إلى الإمامة،لذا لم يسلم له إرث النبي أبداً خوفاً من استخدامه ضد الحكم العمري.كما أن هذا ما قد يفسر لنا استمرار الشيعة في الإقرار بزواج المتعة لأن الذي منعه لم يكن النبي أو نسخ في القرآن بل كان عمر بن الخطاب في مواقفه الشهيرة بما يتناسب وطبيعة الأمور،فاعتبر الشيعة ذلك ضرب من الخروج عن صحيح الدين،وأنهم متوقفون في التشريع حتى النبي أو ما ينقله لهم الأئمة.حتى قتل عمر ولا يفوتنا أن نذكر أن التشيع يعتبر في جانب مبالغ منه أن أبو لؤلؤة المجوسي شهيد بعد مقتله قصاصاً من قتل عمر. وكان عثمان بن عفان بداية مرحلة الفتنة الكبرى في التاريخ السياسي الإسلامي،نتيجة لمولاته أقاربه من الأموين فدم عثمان حجة حروب علي ومعاوية بعد ذلك،و موقف التشيع واضحاً من بن عفان،فقد اعتبروا مقتل عثمان عقاب إلهي له عن ظلمه، كما ورد حديث منسوب لرسول الله يصف فيه مناماً له يرى بني أمية مثل القردة على منبره،أي يُضيّعون دين الله،وكانت تلك نبوءة بحكم عثمان بعد ذلك،ثم تأتي مرحلة خلافة علي والتي رأها التشيع بداية العدل الذي لم يكتمل نتيجة لموقف معاوية بن أبي سفيان ، حتى أنهم ينسبون لمعاوية آله تزييف الحديث النبوي وأنه أمر رواته بإضافة العديد من الأحاديث التي تنتصر لبني أمية ، وتقدح في بني هاشم وآل البيت ،فشخصية معاوية دائماً ما تثير الجدل حولها . وقد اشتد الموقف الشيعي عداءاً لبني أمية بعد مقتل الحسين في كربلاء بامر يزيد حتى أشتهرت مقوله تُقال في احتفالات عاشوراء عند تقديم بعض الأطعمه (كل وزيد وألعن يزيد) كما يُنسب إلى يزيد أنه قال : ( تلاعبت بنو هاشم بملك العرب،فلا دين جاء ولاوحي نزل).كما يُنسب إلى معاوية أنه قد قتل الحسن بن علي بالسم بعد أن عاهده على تولي الخلافه من بعده،فكان ذلك سبباً في لعن معاوية على المنابر الشيعية،رغم أن موقف الشيعة كان سلبياً في معظم الكتابات من الحسن نتيجة لمعاهدته مع معاوية،فوصفوه أنه كان مزواج وكثير الأكل وغيرها من الصفات السلبية،ولكن لا بديل أن يكون الحسن ثاني الأئمة. المهم أن موقف الشيعة لم يتغير من كل الحكومات التي تلت حكومة الراشدين فكان نفس هذا الموقف من العباسين،مما استتبع وصف العباس بن عبدالمطلب عم النبي أنه كان يكره علياً وكان ينافسه الزعامة والصدارة ويكيد له أينما كان،كما ورد في كل كتب التشيع أن عبد الله بن عباس كان على خلاف دائم مع علي وأولاده الحسن والحسين.نتيجة للخلاف السياسي ومحاولة إضعاف مكانة الآئمة،ذلك الخلاف السياسي قد امتد إلى السيدة عائشة بن أبي بكر وزوج الرسول في موقعة الجمل،وما أثارته من إشكاليات جدل في تلك المرحلة والتي تراها كتب التشيع أنها بسبب حادثة (الإفك)،وموقف علي منها في تلك الأثناء.وإمتداداً لنفس الفكرة يرى الشيعة أن موقف عبد الله بين الزبير قد سعى للتخلص من الحسين بن علي حتى ينال مكانته في الحجاز فأوعز له الذهاب إلى الكوفة حيث قُتل،وكان موقفه هذا نتيجة لموقف الزبير بن العوام ومقتله في موقعة الجمل أمام جيش علي.صحيح أن تلك الفترة كانت شائكة إلى حد بعيد وأن كل منهم كان يقاتل على ما يراه الحق من وجهة نظره ولكن نظرة التشيع ليست بهذا الحياد مطلقاً فطوال الوقت يحيا الشيعة تحت وطأة عقدة الاضطهاد التي ورثوها دون سبب واضح سوى مناصرة آل البيت من وجهة نظرهم فقط. ومن ضمن الحكايات العجيبة التي ترد في هذا الشأن أن عبدالله بن عمر بن الخطاب دخل على علي زين العابدين بن الحسين،متهماً إياه بإفساد الدين حين يقول أن نبي الله يونس قد عاقبه الله في بطن الحوت لأنه تشكك في ولاية الأئمة،فيأخذه زين العابدين في لمح البصر وينقله إلى البحر ويحدث حوت يونس ذاته،ويقر بما قال الإمام،وبالطبع تلك الحكاية تُبين مدى تسرب فكرة الإنتقام لتمتد إلى أبناء عمر وأبناء علي.فالصارع ما يزال مستمراً في ذهنية التشيع إلى الأن. وفي حكايات المهدي المنتظر أنه حال ظهوره سوف يُخرج أبا بكر وعمر من قبورهما،ويحاسبهما من موقفهما فيما يخص علي وكيف يغتصبوا الخلافة منه ،أي أن الحكاية ممتده إلى الأزل ليوم ظهور المهدي.والحقيقة أن ما أعطاه المذهب الشيعي في تلك المساحة المتطرفة وفي تلك الكتب التي غالباً ما كانت تخاطب العامة ولا تعبر بشكل كامل عن المذهب ذاته،جاء نتيجة لتقديس الشخصيات التاريخية بالسلب أو بالإيجاب،فالخلفاء على كل ما قدموه في تاريخ الإسلام ليسوا إلا بشر لهم أخطاءهم حتى النبي ذاته لم ينزع عنه الله صفة البشرية،وكذلك الآئمة في المذهب الشيعي،وفي كل الأمور فإن إعادة كتابة التاريخ من وجهة نظر الشيعة ما زال مستمراً فما زالوا أسرى لتاريخ مضى عليه ما يزيد عن ألف وأربعمائة سنة،فالأمر لا يتعدى تصفية مكتومة لحسابات تاريخية وسياسية في عمق التاريخ. منقول | |
|
شيكا
عدد المساهمات : 6824 نقاط : 8827 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 21/06/2013
| |