ماذا تفعل في عشرة دقائق





عبد الملك القاسم


-9-


فإنما هو عمرك


رأس مال المسلم في هذه الدينا هو الوقت الذي هو مادة الحياة.فمن استثمره في الخير فطوبي له ،ومن ضيعه فإن زماناً ولى لن يعود أبداً..
والوقت أنفس من المال وأغلى ..أرأيت لو أن محتضراً دفع أمواله جميعاً ليزاد في عمره يوماً واحداً هل يحصل على ذلك التمديد والزيادة في العمر؟! كلا وألف كلا!! ولكن العجب أن نرى أن هذا الوقت النفيس الغالي يضيع هباءً وسهواً.ولو رأينا معتوهاً يلقي بنقود قليلة إلى النار ويحرقها لم يشك أحد في فساد عقله فما ظنك بمن يحرق ويضيع نعمة هي أعظم من نعمة المال؟!
إن المؤمن يسير إلى الدار الآخرة من خلال دقائق ولحظات عمره ولذا فهو شديد العناية بها..حريص على ألا تضيع منه دقيقة واحدة

*عن ابن مسعود – رضي الله عنه- : " ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه،نقص فيه أجلى ولم يزد فيه عملي"
وقال السري بن المفلس: إن اغتممت بما يُنقّص مالك،ابك على ما يُنقص عمرك.
وقال الحسن: أدركت أقواماً كان أحدهم أشح على عمره منه على درهمه.

أيها الأخ الحبيب:
تأمل في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة 0-رضي الله عنه- قال: كان رجلان من بلى من قضاعة أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشهد أحدهما وأُخر الآخر سنة، فقال طلحة بن عبيد الله :فرأيت المؤخر منهما أُدخل الجنة قبل الشهيد،فتعجبت لذلك، فأصبحت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم أو ذُكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أليس قد صام بعده رمضان وصلى آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة صلاة سنة "[1]




الأدعية والأذكار


للأدعية والأذكار أثر عظيم في حياة المسلم،وهل منا من يستغني عن ذكر ودعاء ربه؟ فحري بالمسلم أيحرص على حفظ الأدعية والأذكار الخاصة بالمناسبات المكانية والزمانية، ومن ذلك مثلاً ما يقول عند المساء والصباح والأذكار التي تقال عند النوم، وما يقول إذا انتبه من النوم،وما يقول عند دخول المنزل والخروج منه، والمشي إلى المسجد وحين دخوله،وعند سماع الحرص عليه وتعليمه أطفاله وأهل بيته،ويمكن الرجوع في ذلك إلى كتيب حصن المسلم وهو كتاب صغير الحجم سهل الحمل شمل كثيراً من الأذكار والأدعية التي يحتاج إليها المسلم.
والحرص من بيدأ كل حين يحفظ ذكر أو دعاء ويردده في مناسبته بعد حفظه ليبقى في ذاكرته وليتحول جهده في الحفظ إلى واقع عملي تطبيقي.




النصيحة


هذا الدين دين النصيحة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "الدين النصيحة" قلنا: لمن؟ قال: " لله ولكتابه،ولرسوله،ولأئمة المسلمين وعامتهم" [رواه مسلم]
وكان الصحابة رضوان الله عليهم يبايعون الرسول صلى الله عليه وسلم على الصلاة والزكاة والنصيحة لكل مسلم 0

●قال جرير بن عبد الله –رضي الله عنه- : "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم" [متفق عليه]
وللمناصحة في هذا الزمن وسائل كثيرة.
فمثلاً المناصحة بالهاتف وبالرسالة البريدية وعن طريق الفاكس وذلك يشمل كل مسلم ومسلمة سواء أكانوا أقارب أو جيران أو زملاء ومدراء...
فتكتب مثلاً رسالة خاصة يذكر فيها بعضاً من فضائل المرسل إليه وحسن خلقه مثلاً ثم يذكر بالأمر المراد النصيحة فيه دون تعنيف أو تجريح ويكون الناصح دقيقاً في إيراد النصيحة فلا يتعدى حدود النصيحة الأدبية ...والأمة بأفرادها عموماً في أمس الحاجة إلى النصيحة لكثرة من تنكبوا عن الصراط وخالفوا أمر الشرع...وكثيرون استقامت أمورهم وصلح حالهم بسبب رسالة صغيرة نفع الله بها...

ومن مداخل الشيطان في هذا الباب أن تلبس على الإنسان أنه لا يستطيع الكتابة وليس له أسلوب جيد.....أو يلبس عليه بأمر آخر متخوفاً أن صاحب الرسالة ربما يعرف من أرسلها إليه وهكذا يكون الشيطان بالمرصاد لكل من أراد طريق الخير..وكل تلك مع صدق النية والإخلاص في ذلك لا أثر لها مطلقاً ..وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فإن الدين النصيحة.
وهذا الكتيب ثمرة اقتراح من أحد الإخوة جزاء الله خيراً....وكثير لديهم ملاحظات واقتراحات ولكنهم يبخلون بها.





-------------------------------------------------
[1] رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الترغيب رقم(368).